بعد ست سنوات على وصوله البيت الأبيض، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما زعماء 47 دولة إفريقية إلى قمة بين بلاده والدول الإفريقية، يومي 6 و7 غشت المقبل في واشنطن، تحت شعار "الاستثمار في الجيل القادم". وبحسب أولى التقارير الصحفية الواردة من بلاد العم سام، سيطغى الجانب الاقتصادي على جدول أعمال القمة، حيث ستركز على فرص التنمية في القارة، في ظل منافسة دول مثل روسيا وإيران والبرازيل وأساسا الصين التي حققت السنة الماضية قرابة مائة مليار دولار في التبادل التجاري. وتعتبر هذه القمة منافسة حقيقية للاتحاد الأوروبي وخاصة دولة فرنسا التي لديها نفوذ قوي في عدد من الدول وتتولى حاليا التدخل العسكري من أجل الاستقرار كما يجري في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى. هذا الاهتمام ليس وليد اليوم، فخلال جولته الإفريقية الأخيرة والإعدادية للقمة، قال أوباما "إنني أرى في إفريقيا قصة النجاح، والولايات المتحدة تريد أن تكون شريكا في هذا النجاح". ومباشرة بعد هذا التصريح، أقرت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض، الأربعاء المنصرم، بأن على بلادها أن "تنجز عملا كبيرا كي تحسن نظرة متقادمة غالبا ما تهمش فيها إفريقيا". هذه القمة ذات الأبعاد الإستراتيجية الرئيسية سيحضرها المغرب الذي سبق لأوباما أن وجه دعوة لجلالة الملك محمد السادس، جدد جون كيري التذكير بها خلال زيارته الأخيرة. وفي ظل عدم إفصاح الديوان الملكي عن حضور جلالة الملك محمد السادس من عدمه، تناقلت بعض المنابر الإعلامية الدولية نبأ تكليف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بتمثيل جلالة الملك في القمة، مرفوقا بوفد يضم صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، والوزيرة المنتدبة في الخارجية امباركة بوعيدة، ومولاي حفيظ العلمي وزير وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ولحسن حداد وزير السياحة، وأمينة بنخضرا المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، ومصطفى التراب مدير المكتب الشريف للفوسفاط. وككل الملتقيات الكبيرة، يظل هاجس المغرب هو جعل القمة ربحا دبلوماسيا واستراتيجيا هاما، والحيلولة دون الوقوع في مطبات تحمل في طياتها انعكاسات سلبية على مصالحه، خاصة في ملف صحرائه. وتشير كل المعطيات إلى أن حقيبة جون كيري، كانت محملة، خلال زيارة الأخيرة للمغرب، بتصنيف جديد للرباط ضمن رؤى واشنطن الدبلوماسية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط أو العالم العربي، وضمن أجندة في إفريقيا مختلفة، على الوفد المغربي أن يحسن استغلالها لما فيه مصلحة البلاد، خاصة في ظل سعي واشنطن إلى تطبيق مخططها الجديد في القارة السمراء .