حملة تعنيف قوية جديدة تشهدها مخيمات الذل والعار بتندوف لمجرد قول كفى للقهر والاستبداد والعبودية ونعم للعودة إلى المغرب وطن الآباء والأجداد.بعد النساء، جاء دور الشباب الصحراوي الذي كشف الغطاء عن تفاصيل مخبأة في علاقات عبد العزيز المراكشي بالجزائر، وتوعد بتقدم المزيد في إطار منظم. فبعد أيام قلائل على تنفيذ حوالي 120 أسرة تسكن مخميم «الرابوني» وقفة احتجاجية أمام مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، مطالبة بفتح تحقيق في الاعتداءات المتكررة لميلشيات محمد عبد العزيز المدعومة من قبل الجيش الجزائري على مواطنين صحراويين احتجوا على منعهم من الإمدادات الإنسانية الدولية، ارتفع صوت شباب المخيمات المطالب بوقف فوري لانتهاكات العصابة التي يقودها عبد العزيز المراكشي لحقوق الإنسان، معلنين عن تأسيس جمعية الصمود في وجه «البوليساريو» للمطالبة بحرية التعبير والتنقل وتحقيق أبسط ظروف العيش للمحتجزين. إعلان تأسيس هذه الجمعية استنفر رؤساء المخابرات العسكرية الجزائرية الذين بعثوا على الفور قوات من الجيش الجزائري شوهدت، فجر أمس الأحد، في الضاحية الشرقية لتندوف، تحرس الطريق المؤدية إلى مخيم الرابوني. ووفق إفادات مصادر إعلامية بالعيون لبيان اليوم، تميز إنزال الجيش الجزائري بالكثافة، معززا بقوات الدرك التي قامت بعمليات تمشيط واسعة تم خلالها تعنيف العديد من الشباب الصحراوي على خلفية الاحتجاجات التي تم تنظيمها طيلة الأسبوع المنصرم أمام مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، وما رافقها من تصريحات كان أشدها وطأة على الجزائر تلك المقدمة من الشباب الثائر لقناة العيون. قال الشباب الصحراوي للقناة التلفزية التي سبق لها كسر جدار الوهم الفاصل بين المحتجزين قسرا وبلادهم المغرب: «إننا اليوم في دفاع مستمر عن حقوقنا المشروعة بمخيمات تندوف التي صادرتها قيادة «البوليساريو» الفاسدة لمدة 40 سنة وأحكمت سيطرتها التامة علينا، معتمدة في ذلك على أسلوب الاحتقار والإقصاء والمتاجرة بمعاناتنا لخدمة مصالحها ومصالح المقربين إليها». صحيح أن ما جاء على لسان شباب المخيمات ليس الأول من نوعه، فقد سبق لقناة العيون، في نشرات سابقة، بث سلسلة من التصريحات والشهادات تفضح الأوضاع الأليمة بمخيمات تندوف والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المحتجزون في تلك المخيمات، لكن ما صرح به هؤلاء الشباب نقلوه حرفا عن مضامين بلاغ تأسيسس جمعيتهم التي قالت عنها مصادرنا بالعيون، إن المخابرات الجزائرية «ستحكم عليها بالعمل السري، دون أن تدري أنه أخطر وأجدى أنواع النضال ضد المستبد». ووفق مصادرنا، ستعمل « جمعية الصمود»، اعتمادا على تقنيات التواصل الحديثة، على تسجيل أشرطة حول الحياة اليومية والواقع المعاش بالمخيمات، معززة بشهادات تبرز بالملموس الاضطهاد والاستغلال والتضييق الذي يمارسه «البوليساريو» في حق ساكنة المخيمات في انتهاك سافر لحقوق الإنسان. وهو ما يبرر حالة الاستنفار التي توجد عليها المخابرات الجزائرية، يقول الكاتب والصحفي الإسباني، شيما خيل، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني الإخباري والتحليلي «إيويكسيد.كوم»، لمواجهة انفجار الوضع الجديد. ولن تكون المهمة سهلة، بحسب الإعلامي الاسباني. ف» مواجهة المظاهرات المطالبة بالعيش الكريم كانت مواجهتها تتم، غالبا، بتوزيع الدقيق والسكر والشاي مع ضربات استباقية للبوليساريو بوصفه ذراع الجزائر الأمني في المخيمات». الوضع اليوم مختلف. المخابرات الجزائرية أمام نضالات من نوع آخر، تفضح الذل داخليا وتحاول إيصال رسائل إلى الخارج مفادها أن المنطقة على شفى حفرة من إضرابات جماعية تصك السمع صرخا وتستجدي الضمائر الحية في العالم من أجل وضع حد للاستبداد وللاستغلال البشع لأزمة مفتعلة على أرض مغربية .