اختارت قيادة جبهة «البوليساريو» الانفصالية مزيدا من القمع والعنف لمواجهة سكان المخيمات بمنطقة الرابوني، حيث مقر إقامة زعيم الجبهة، بعدما قرروا تنظيم وقفة أمام مقر المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين بمخيمات تيندوف، احتجاجا على أوضاعهم المعيشية وظروف احتجازهم، حيث تدخلت القوات الأمنية للبوليساريو، مدعومة من قبل القوات الجزائرية، من أجل منع المتظاهرين من الهجوم على زعيم البوليساريو، محمد عبد العزيز». وحشدت قيادة جبهة «البوليساريو» قواتها العسكرية المختلفة بمواقع متعددة بمخيمات تيندوف لمواجهة هذا الانفجار الاجتماعي، ومواجهة تصاعد حدة المظاهرات التي كانت أكبرها التي تم تنظيمها الاربعاء الماضي بالمخيم المسمى «السمارة، بعدما اعتدت قوات أمن البوليساريو بعنف على ثلاثة أشخاص». هذا وتزداد وضعية حقوق الإنسان بمخيمات تندوف سوءا يوما بعد يوم، حيث أشارت التقارير الدولية إلى خروقات واسعة وانتهاكات متكررة من تعذيب واختطاف وحالات اغتصاب، وسط تعتيم وترهيب لعائلات الضحايا، ما أسفر عن اندلاع احتجاجات قابلتها ميلشيات «البوليساريو» بالقمع. واعتبر الكاتب والصحفي الإسباني، شيما خيل، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني الإخباري والتحليلي «إيويكسيد.كوم»، أن «غضب المتظاهرين تزايد أمام غطرسة زعماء البوليساريو»، مسجلا أن المحتجين «اقتحموا بعد ذلك مقر الشرطة»، مجبرين بذلك، الوالي المزعوم لهذه الجهة على الفرار. وذكر شيما خيل، أيضا، بأنه «تم الدخول في إضراب جماعي عن الطعام في المخيمات منذ منتصف يناير، احتجاجا على ابتزاز البوليساريو»، مسجلا أن احتجاجات ساكنة مخيمات تندوف انطلقت عقب ظهور «تفاصيل جديدة» حول حالات رشوة في صفوف مسيري البوليساريو. وكان أصحاب شاحنات نقل داخل المنطقة شلوا الحركة بعدما عمدوا إلى إغلاق ممرات مؤدية إلى الرابوني، احتجاجا على التضييق الذي يتعرضون له من قبل قوات أمن بوليساريو ومنعهم من ممارسة أنشطتهم التجارية في الوقت الذي تستفيد فيه شاحنات تابعة لوزير دفاع الجبهة لنقل الوقود من تسهيلات رغم أنها تنشط في تهريب المحروقات نحو موريتانيا. ومن جانبها استنكرت قبيلة الركيبات السواعد بالعيون، الممارسات القمعية «للبوليساريو» ضد متظاهرين نظموا وقفة أمام مقر المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين بمخيمات تندوف، يومي 23 و 24 يناير الجاري، احتجاجا على انتهاك قيادة «البوليساريو» لحقوق الإنسان داخل المخيمات. وعبرت القبيلة، في بيان لها، عقب لقاء نظمته مساء الأربعاء بالعيون، عن استنكارها الشديد للتدخل الهمجي لعناصر من «البوليساريو» في حق شباب ونساء» وخاصة المنتمين منهم لقبيلة الركيبات السواعد المشاركين في هذه الوقفة السلمية. وطالبت القبيلة بإطلاق سراح المعتقلين المشاركين في هذه الوقفة وتمكينهم من ممتلكاتهم التي تم الاستيلاء عليها من طرف ميلشيات «البوليساريو»، داعية المنظمات الحقوقية الدولية إلى مساندة هؤلاء المحتجزين ووقف كل أشكال الانتهاكات اللاإنسانية التي ترتكب في حقهم. يشار إلى أن قادة «البوليساريو» قاموا، خلال شهر يناير الجاري، بقمع انتفاضة لسكان المخيمات احتجوا خلالها على أوضاعهم المعيشية وظروف احتجازهم. وبالموازاة، أدانت «جمعية أصدقاء الصحراء المغربية بإسبانيا» بشدة مقتل شابين من ساكنة مخيمات تندوف خلال الاسبوع الماضي على أيدي الجيش الجزائري. وطالب رئيس الجمعية رشيد فارس السماحي الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون ب «التدخل لفك الحصار المضروب على ساكنة المخيمات من طرف عصابة البوليساريو المدعومة بقوات الجيش الجزائري». كما دعت جمعية أصدقاء الصحراء المغربية بإسبانيا المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية الى التدخل من أجل «وقف الممارسات القمعية والهمجية التي تمارسها جماعة البوليساريو ضد ساكنة المخيمات الخاضعة لسيطرة النظام الجزائري». وطالبت الجمعية من جهة أخرى ، القضاء الإسباني بفتح تحقيق حول «مقتل الشابين الصحراويين وكذلك محاسبة المسئولين عن القمع والتجويع وانتهاكات حقوق الإنسان ضد المواطنين العزل المحتجزين في مخيمات تندوف من طرف عصابة البوليساريو المدعومة من طرف النظام الجزائري». وكانت قوات الجيش الجزائري قد قتلت شابين من ساكنة مخيمات تندوف في الخط الحدودي بين الجزائروموريتانيا مما استنفر مئات من سكان المخيمات الذين نظموا وقفات احتجاجية أمام مقر المفوضة العليا للاجئين بمنطقة الرابوني فوق الأراضي الجزائرية، داعين إلى فتح تحقيق في حادث إطلاق النار ومقتل هاذين الشابين الصحراويين.