الجيش الجزائري يمنع المواد الأساسية على المحتجزين بمخيم «الرابوني» نفذت حوالي 120 أسرة تسكن مخميم «الرابوني»، صباح الأحد المنصرم، وقفة احتجاجية أمام مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، مطالبة بفتح تحقيق في الاعتداءات المتكررة لميلشيات محمد عبد العزيز المدعومة من قبل الجيش الجزائري على مواطنين صحراويين احتجوا على منعهم من الإمدادات الإنسانية الدولية. وأفاد مصدر مطلع لبيان اليوم، أن قوات من الجيش الجزائري شوهدت، فجر الأحد، في الضاحية الشرقية لتندوف، تحرس الطريق المؤدية إلى مخيم الرابوني، منعا لمرور أي شاحنة محملة بالماء الشروب والمواد الغذائية. ووفق المصدر ذاته، تميز إنزال الجيش الجزائري بالكثافة، معززا بقوات الدرك التي قامت بعمليات تمشيط واسعة تم خلالها تعنيف بعض النساء واعتقال العديد من الشباب الصحراوي على خلفية الاحتجاجات التي تم تنظيمها طيلة الأسبوع المنصرم أمام مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين. هاته الأخيرة توصلت، يوم الجمعة الماضي، بشكايات من المحتجزين بكل من مخيم الرابوني وبما يسمى مخيم «اسمارة» تعبر عن تنديد قوي بالانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان التي يتعرض لها المحتجزون لمجرد التعبير عن حنقهم من الأعمال الإجرامية التي تقترفها قيادة البوليساريو والمتمثلة في الاتجار في المساعدات الإنسانية الدولية، والتي يتم تحويل جزء منها إلى محمد عبد العزيز والمقربين منه، فيما يتخذ الجزء الأكبر طريقه إلى مقر المخابرات الجزائرية بتندوف من أجل إعادة توزيعه على الأسر المحتجزة في المخيمات، وفق حجم ولائها وإذعانها للانفصاليين. وهي طريقة تدبير، يقول مصدرنا، أقرب إلى الإذلال باعتمادها أسلوب التجويع لضمان استمرارية الولاء، وقد اتضح ذلك جليا، صباح أول أمس، حين منع الجيش الجزائري مرور شاحنات المواد الأساسية كنوع من القمع وكتدبير استباقي خوفا من اتساع دائرة التذمر الذي يؤدي حتما إلى انفلات الوضع، وبالتالي هجرة مكثفة نحو المغرب البلد الأم. ولا تجد القوات الجزائرية بديلا، يقول الكاتب والصحفي الإسباني، شيما خيل، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني الإخباري والتحليلي «إيويكسيد.كوم»، لمواجهة انفجار الوضع الاجتماعي، مثلما وقع خلال الأيام الأخيرة. فقد تمت مواجهة الاحتقان وتصاعد حدة المظاهرات، يقول الكاتب، بالقمع من طرف القوات الجزائرية وعناصر أمنية ب «البوليساريو»، مبرزا في المقال الذي يحمل عنوان «الصحراويون تحت قمع الجزائر وجبهة البوليساريو: الانفجار الاجتماعي الكامن في المخيمات»، أن «كبرى المظاهرات تم تنظيمها في المخيم المسمى «السمارة»، بعدما اعتدت قوات أمن البوليساريو بعنف على ثلاثة أشخاص». واعتبر شيما خيل الخبير في قضايا المغرب العربي والإرهاب بمنطقة الساحل أن غضب المتظاهرين سيتزايد أمام غطرسة زعماء البوليساريو، ومن غير المستبعد أن نشهد قريبا الدخول في إضراب جماعي عن الطعام في المخيمات التي، رغم التعتيم الإعلامي، باتت تعي الوضع المحرج الذي توجد عليه الجزائر بعد مسلسل سحب الاعتراف بالبوليساريو من قبل المجتمع الدولي.