في شارع لا جيروند بالدارالبيضاء، حيث يتواجد مقر مؤسستنا الصحفية، وحواليه أيضا، صار المرور محفوفا بالمخاطر... سيدات تعرضن مرارا لسرقة حقائبهن اليدوية ونهب ما بحوزتهن، نساء ورجال تعرضوا لاعتداءات خلفت لديهم جروح وإصابات متنوعة، وحتى صحفيو مؤسستنا ومستخدموها لم يسلموا من اعتداءات منحرفين ومجرمين لا يفارقون زوايا الشارع وأزقته، وآخرهم أختنا إلهام، المستخدمة في إدارة المؤسسة التي هاجمها مجرمون كانوا على متن دراجة نارية كبيرة الحجم، وذلك عندما كانت تهم بمغادرة مقر عملها، أي في مدخل المؤسسة، وفي واضحة النهار. وبعد أن نهبوا حقيبتها اليدوية، وأوقعوها أرضا، لاذوا هم بالفرار، وخلفوا لديها كدمات وآلام في يديها، وصدمة وهلعا كبيرين. وقبل إلهام، كان الزميل محمد الروحلي، رئيس القسم الرياضي لبيان اليوم، قد تعرض هو أيضا لاعتداء مماثل في ذات المكان، وفضلا عن نهب هاتفه وممتلكاته الشخصية، أصابوه بجرح بليغ في يده، كما أنه يوميا تحدث اعتداءات في حق مواطنات ومواطنين يقيمون بالمنطقة، أو حتمت عليهم ظروفهم التواجد في شارع لاجيروند لقضاء أغراضهم، حتى أن الشارع صار مجسدا لما يعانيه الناس على صعيد الدارالبيضاء جراء ضعف التغطية الأمنية، وأمام انتشار المنحرفين واللصوص بطرق وأشكال مختلفة. لابد أن نسجل هنا أنه عقب الاعتداء على مستخدمة مؤسستنا السيدة إلهام، ومباشرة فور إبلاغهم حل رجال الأمن بعين المكان، واستمعوا إلى الضحية، وإلى مسؤولي الشركة، وعبروا عن استعداد المصالح الأمنية للتعاون، ونأمل أن يتم الانكباب الجدي على التحقيق والبحث في هذه الواقعة، كما أنهم وعدوا بتقوية الحضور الأمني بالمنطقة، ونأمل أيضا أن تتحقق هذه الوعود قريبا، لأن الاعتداءات تكررت أكثر من مرة، والمنطقة القريبة من مؤسستنا تعرف إقبالا مهما للناس بالنظر لتواجد محل تجاري كبير، وأيضا لكون الشارع يحتضن متاجر متعددة يزورها زبناؤها باستمرار، بالإضافة إلى وجود عمارات سكنية كثيرة، وحركة سير كثيفة على مستوى الشارع والتقاطعات المتفرعة عنه، ولكل هذا تتطلب منطقة بهذه الأهمية والكثافة، وبما تسجله من تكرار حالات الاعتداء على الناس، حضورا أمنيا أكبر، وبشكل مستمر، وأيضا بقدرة وجاهزية كبيرتين للتدخل. إننا، وعلى غرار مؤسسات أخرى، نحرص على ضمان أمن وسلامة مستخدمينا داخل مقر العمل، ونجتهد دائما لتطوير قدراتنا الذاتية من أجل تأمين وحماية مؤسستنا، ولكن لا يمكننا الخروج للشارع كي ننوب عن مصالح الأمن والسلطات المختصة في استتباب الأمن العام، ليس فقط لموظفاتنا وموظفينا، وإنما لكافة المواطنات والمواطنين بشارع لاجيروند وحواليه، فهذا من صميم عمل أجهزة الأمن، وأيضا هو حق طبيعي لنا على هذه الأجهزة يجب أن تكفله وتحميه باستمرار، علاوة على أن المؤسسة، باعتبارها مقاولة صحفية، تستقبل دائما ضيوفا مغاربة وأجانب ومتعاملين، وغياب الأمن في المنطقة يصيبنا بالقلق، ويحرجنا، ويسيء إلى صورة المدينة والبلاد. نتمنى فعلا أن يلتقط المسؤولون هذه الإشارة، وأن يتفاعلوا بسرعة وإيجابية ومهنية معها.