نايف حواتمة: نجاح مؤتمركم يفتح آفاقا أمام قوى التقدم واليسار التقى، أول أمس الخميس بالرباط، قيدوم الحركة التقدمية واليسارية العربية نايف حواتمة بقيادة حزب التقدم والاشتراكية المنتخبة من قبل المؤتمر الوطني التاسع الذي اختتم أشغاله بداية الأسبوع الجاري ببوزنيقة، يتقدمها إسماعيل العلوي رئيس مجلس الرئاسة، وأعضاء اللجنة المركزية خالد الناضري، ومحمد أمين الصبيحي، وكريم التاج، وعبد الرحيم بنصر، وعبد اللطيف بنصر، وموسى كرزازي وأنس الدكالي. في بداية هذا اللقاء، وقف إسماعيل العلوي على المغزى السياسي لنجاج المؤتمر الوطني التاسع، مشيرا إلى أن حضور قوى الصف الديمقراطي واليساري ومختلف الهيئات السياسية الوطنية كان له دلالة قوية، تفيد بأن حزب التقدم والاشتراكية حريص على وحدة الصف الديمقراطي واليساري، في إطار برنامج حد أدنى. وأضاف إسماعيل العلوي أن اليسار المغربي حقق مكتسبات مهمة، ولكنه أيضا سجل في الوقت نفسه، انتكاسات، بالنظر إلى محاولة التحكم التي تحاول أطراف معينة أن تفرضها في المشهد السياسي وخاصة وسط قوى اليسار، مؤكدا، في السياق ذاته، على أن حزب التقدم والاشتراكية، سيحتفظ بحرية واستقلالية قراره السياسي، مهما كلفه ذلك من ثمن. وأفاد رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، أن هناك مناورات تقوم بها الرجعية، وتعتقد من خلال ما تقوم به، أنه بإمكانها إعادة إنتاج نفس التجربة التي عرفتها بعض البلدان كتركيا مثلا، أي محاول التحكم في المشهد السياسي كما كان الحال على عهد أتاتورك، مؤكدا على ضرورة اليقظة وعلى أن تعمل القوى التقدمية والديمقراطية من أجل رص الصفوف وإعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية والسياسية. من جانبه، اعتبر خالد الناصري عضو اللجنة المركزية المنتخبة، حضور شخصية وازنة من طينة المناضل الكبير نايف حواتمة، حضورا محملا برمزية قوية جدا، مبرزا طبيعة وحجم العلاقة المتينة التي تجمع حزب التقدم والاشتراكية بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وأضاف الناصري أن ما وصل إليه المؤتمر من نجاح، هو بمثابة خيبة أمل بالنسبة للعديد من الأوساط التي كانت تظن أن مآل حزب التقدم والاشتراكية هو الفشل، مشيرا إلى الظروف العصيبة التي مر منها المؤتمر ومعتبرا تمكن المؤتمرين من تجاوزها دون السقوط في أخطاء قاتلة، دليلا على أن مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية متشبعون بقيم مدرسة علي يعتة، وهي القيم التي تجعل الحزب يعبر العواصف بنجاح. وقال الناصري، إن نجاح المؤتمر الوطني التاسع، هو تأكيد على أن حزب التقدم والاشتراكية، له القدرة على إعطاء النموذج في الحياة السياسية الوطنية، وأن الحزب سيواصل النضال من أجل مغرب الكرامة والحرية والديمقراطية، كما أن هذا النجاح، يضيف الناصري، يشكل درسا للطبقة السياسية. من جانبه، أوضح أمين الصبيحي عضو اللجنة المركزية، ووزير الثقافة، أن حزب التقدم والاشتراكية حزب وطني يجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار سياسي أو حزبي ضيق، مشيرا إلى أن هذا الحزب تمكن من تطوير الفكر السياسي الوطني عبر إنتاج مجموعة من المقاربات والمفاهيم السياسية، سواء تعلق الأمر بإعمال منهجية التوافق، أو التحالفات من أجل تدبير المسلسل الديمقراطي، مشيرا إلى أن هذا العمل مكن الحزب من أن يكون له موقع في الساحة السياسية الوطنية. وتحدث أمين الصبيحي عن المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني من الكيان الصهيوني العنصري الذي يمعن في تعذيب الفلسطينيين في جميع المجالات. وقال الصبيحي إن دولة إسرائيل هي دولة عنصرية تنتهك بشكل يومي حقوق المواطنين الفلسطينيين، وهو الأمر الذي يفرض على مختلف القوى الحية في الدول العربية وفي العالم أن تنتفض ضده وأن تفرض على إسرائيل احترام الشرعية الدولية في مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وبدوره بارك نايف حواتمة الذي كان مرفوقا بالقياديين علي فيصل عضو المكتب السياسي للجبهة وعلي أسعد عضو لجنة العلاقات الخارجية، نجاح المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية على مستوى النتائج التنظيمية والسياسية والأيديولوجية، مشددا على صحة تحليلات حزب التقدم والاشتراكية بخصوص المرحلة السياسة الراهنة وتحالفاته سواء في إطار قوى اليسار أو في إطار الائتلاف الحكومي الحالي بقيادة العدالة والتنمية، والتي تعتبر إضافة جديدة للتجربة السياسية المغربية. وأضاف القيادي الفلسطيني أن نجاح المؤتمر الوطني التاسع، سيدفع في اتجاه تعاظم دور حزب التقدم والاشتراكية في المشهد السياسي الوطني، ويفتح آفاقا أمام قوى التقدم واليسار عند دول الجيران المغاربية وأيضا على مستوى العربي والمشرق العربي وكل الأحزاب التي تتابع ما يجري في المغرب. وقال حواتمة «نحن معنيون، فقد وجدنا أنفسنا معنيون وفي خضم المعركة الأيديولوجية والسياسية في التجربة المغربية، خاصة بعد الدستور الجديد والانتخابات التشريعية التي أفرزت الائتلاف الحكومي الحالي». من جانب آخر، أكد نايف حواتمة على ضرورة إعادة بناء الكتلة الديمقراطية وتوسيعها لتشمل على باقي قوى اليسار بما يؤمن الدفع في اتجاه التقدم والعدالة الاجتماعية. وبخصوص الوضع الفلسطيني، ذكر حواتمة، أن المشروع الوطني الفلسطيني مفكك ويعاني من أزمة قد تؤدي إما إلى تصحيح الوضع أو تعميق هذه الأزمة، وذلك بالنظر إلى التقاطبات الخارجية التي تدفع في اتجاه استدامة الوضع المتأزم في فلسطين. وشدد حواتمة على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة التوافق الوطني، بإجراء انتخابات شاملة بمؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير على قاعدة قانون التمثيل النسبي الكامل، وبناء مقومات الصمود للشعب الفلسطيني ليواصل مقاومته نحو إنهاء الاحتلال والاستيطان وتحقيق الاستقلال في دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية . وكان نايف حواتمة قد التقى المقاوم بنسعيد أيت إيدر، والأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب، والأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان محمد الصبار؛ ورئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان محمد النشناش؛ ورئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله؛ ورئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، ومع القيادي في الحركة الشعبية سعيد أمسكان.