البوليساريو تهدد بالعودة لحمل السلاح في وجه المغرب عادت جبهة البوليساريو إلى التهديد بالعودة إلى السلاح، بعد الهزيمة التي منيت بها في الأممالمتحدة، إثر تصويت مجلس الأمن بالإجماع على قرار لا يتضمن الإشارة إلى توسيع مهام «مينورسو» لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. وتزايدت وتيرة تصريحات قياديين بجبهة البوليساريو ملوحين بالعودة إلى حمل السلاح، ونقض اتفاقيات وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأممالمتحدة، والذي دخل حيز التطبيق منذ شتنبر 1991. وهو ما يؤكد مدى خيبة الأمل التي أصابت البوليساريو والجزائر عقب صدور القرار الأممي 2152 من مجلس الأمن متم أبريل الماضي. أسبوعا واحدا بعد قرار مجلس الأمن بتمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام بالصحراء، وفشل مناورات خصوم المغرب في فرض إقرار آلية لمراقبة حقوق الإنسان، أعلنت البوليساريو، على لسان الوزير الأول للجمهورية الوهمية «أنها ستعود إلى السلاح محالة السنة المقبلة». ونقلت صحيفة «إل دياريو» الإسبانية في حوار مع المدعو الطالب عمر أن البوليساريو ستعود إلى السلاح سنة 2015، لأن الصحراويين يئسوا من الانتظار على مدى 40 سنة، ومن عدم تحمل الأممالمتحدة لمسؤوليتها، مضيفا «أن جبهة البوليساريو تلتزم منذ 23 سنة بوقف إطلاق في الصحراء، بعد الحرب التي خاضتها ضد المغرب». القيادي بالبوليساريو لا يخجل من القول إن الوضعية بالصحراء «أصبحت مقلقة وخطيرة»، بسبب عوامل تساعد على عدم الاستقرار، منها تنامي أنشطة الإرهاب والتطرف والاتجار في المخدرات والبشر، والهجرة غير الشرعية، وهو ما يشكل خطرا يهدد منطقة الساحل والصحراء. ويؤكد الطالب عمر أن موعد تمديد مهمة المينورسو في الصحراء متم أبريل 2015 سيكون حاسما، مشيرا إلى «أن جبهة البوليساريو لن تقف مكتوفة الأيدي، وستعود إلى حمل السلاح» واتهم الوزير الأول بالجمهورية المزعومة فرنسا بالوقوف ضد توسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلم في الصحراء «مينورسو» لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. اتهامات القيادي بجبهة البوليساريو لم تقتصر على فرنسا لوحدها، بل امتدت لتشمل أيضا، ولأول مرة، إسبانيا الدولة التي كانت تستعمر الصحراء قبل استرجاعها من طرف المملكة المغربية. وأكد الطالب عمر خيبة أمل البوليساريو من مواقف رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي الذي انساق، حسب زعمه، وراء المصالح الاقتصادية لبلاده مع المغرب على حساب تضحيات الشعب الصحراوي، «الذي تتحمل إسبانيا مسؤولية تاريخية وأخلاقية وسياسية اتجاهه». ولم تكن هذه التصريحات منفردة، بل جاءت في إطار حملة شعواء يقودها قياديون بالبوليساريو، حيث سبق لممثلهم في نيجريا، إحدى الدول الإفريقية الداعمة للأطروحة الانفصالية والمدافعة عنها في المحافل الإقليمية والدولية، أن أعلن نهاية الأسبوع الماضي «أن العودة إلى الكفاح المسلح بات خيارا حاضرا ومشروعا بشكل دائم لدى البوليساريو». وأبرز أبي بشرايا البشير، سفير الكيان الوهمي بنيجريا أنه حان الوقت كي تتحمل الأممالمتحدة مسؤولياتها كاملة بشأن ضمان احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، في انتظار تنظيم استفتاء تقرير المصير باعتباره الخيار الأوحد لإيجاد تسوية سياسية سلمية ودائمة ومتفق عليها من جميع الأطراف في الصحراء.