رحّب نائب رئيس الوزراء المصري الأسبق الفقيه القانوني والدستوري الدكتور يحيى الجمل بالقرارات الأخيرة الصادرة عن المملكة العربية السعودية، باعتبار كل من (حزب الله السعودي وجماعة الإخوان المسلمين، وجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وتنظيم القاعدة) ضمن التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن تلك القرارات جاءت في وقتها تماما؛ من أجل حماية الأمن القومي العربي، الذي كانت تحاول تلك الجماعات العبث به. وأكد الجمل، ل"العرب" من القاهرة، أن القرار السعودي الأخير يأتي انتصارا من المملكة العربية السعودية للإرادة الشعبية المصرية التي تجلت ضدّ حكم الإخوان المسلمين في 30 يونيو الماضي، ويُعدّ تأكيدا من السعودية على دعمها للقاهرة في مواجهة الإرهاب الذي تمارسه جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثمّ فإن القرار السعودي سوف يكون له ترجمة واضحة وبالغة الدلالة على وضع الإخوان المسلمين في معقلهم الرئيسي بمصر. وأوضح "الجمل" أن القرار السعودي الأخير، قد جاء مرتبطا بقرارات دول عربية هي (الإمارات والسعودية والبحرين) بسحب سفرائهم من دولة قطر الداعمة للتنظيم الإخواني، وهو استكمال للانحياز العربي لثورة 30 يونيو وللشعب المصري في مواجهة الإخوان المسلمين والدول الداعمة لهم بصورة مباشرة والتي تنفذ أجندات الولاياتالمتحدة الأميركية وإسرائيل في المنطقة العربية. واستطرد "الجمل": من المرجح أن تظهر العديد من القرارات التصعيدية الأخرى ضدّ تنظيم الإخوان من قبل الدول العربية كافة، خاصة في ظل وجود رأي عام عربي مناهض للإخوان المسلمين، خاصة عقب ما ظهر منها طيلة الفترة الأخيرة من أعمال عنف وتخريب. إلى ذلك توقع نائب رئيس الوزراء المصري الأسبق، قيام الدول العربية الثلاث الذين سحبوا سفراءهم من قطر مؤخرا، باتخاذ قرارات مشابهة لقرار المملكة العربية السعودية الأخيرة، باعتبار الإخوان تنظيما إرهابيا، ما يترجم الموقف العربي المناهض للإخوان والداعم لمصر ولثورة المصريين في 30 يونيو وللتطورات السياسية التي تشهدها القاهرة منذ ذلك الحين وحتى الآن. وأوضح الجمل أن المملكة العربية السعودية هي دولة كبرى في المنطقة ولها وضعها في المجتمع الدولي، وذات ثقل كبير لا شك فيه، وبالتالي فإن ذلك القرار الذي تمّ اتخاذه مؤخرا سوف يؤثر على وضع تنظيم الإخوان المسلمين في العالم كله. وردّا على سؤال حول طبيعة تأثير ذلك القرار على الجماعة بشكل عملي، استطرد قائلا: أعتقد أن هناك العديد من الدول التي سوف تتخذ قرارات مماثلة باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، وبالتالي يتمّ التعامل مع عناصرها على أنهم مُنتمون لتنظيم إرهابي، واتخاذ القرارات المناسبة التي ينص عليها القانون والدستور في هذا الإطار، ما يعني أن الإخوان سوف يلاقون ضربات أمنية قوية خلال الفترة المقبلة في مختلف أنحاء العالم العربي. وحول ترجمة الانتفاضة العربية ضدّ الإخوان المسلمين في المنطقة، قال "الجمل": هذه المواقف العربية القوية هي انتصار لثورة مصر، وانتصار للشعب المصري، الذي يعتبر الجماعة تنظيما إرهابيا بقرار من مجلس الوزراء، وبالتالي فإن ذلك الأمر سوف يدعم شعب مصر في مواجهة الإرهاب الإخواني، ويشدّ من أزره. وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين تشكل عامل تهديد قوي لأمن الخليج العربي واستقراره، وقد أدرك الحكام في الخليج طبيعة هذا الخطر القوي، وبالتالي قاموا باتخاذ قرارات قوية في هذا الإطار، لمنع تغلغل الإخوان في بلادهم، فعلى سبيل المثال نجح الأمن الإماراتي في توقيف الخلية الإماراتية التي كانت الجماعة تسعى من خلالها إلى إحداث حالة من الفوضى في دولة الإمارات، كما أن التنظيم الإخواني لديه تحركات في الكويت. وأوضح أن تنظيم الإخوان كانت له تحركات في المملكة العربية السعودية، وبالتالي جاءت تلك القرارات لوقف حراك الإخوان ومحاولاتهم لاختراق الخليج بشكل عام، مشيرا في السياق ذاته إلى أن تنظيم الإخوان يعمل على تنفيذ مخططات غربية خاصة بأميركا وإسرائيل، وكان يحكم مصر طيلة عهد الرئيس المعزول محمد مرسي لصالح تلك الدول، وهو مدعوم من دولة قطر التي تنفذ مخططات تلك الدول أيضا. ولفت "الجمل" إلى أن جماعة الإخوان المسلمين عليها أن تدرك أنها انتهت للأبد، خاصة عقب الضربات القوية التي تلقتها منذ 30 يونيو وحتى الآن، ومهما حاولوا من أجل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء فلن يحدث ذلك مطلقا، قائلا: الأمن في مصر منتبه جدا لمخططات الإخوان، وسوف يحبط أية محاولة من أجل إثارة الفوضى وعرقلة خارطة الطريق. وفي سياق متصل وعمّا يثار حول فكرة المصالحة مع تنظيم الإخوان المسلمين، أعلن نائب رئيس الوزراء المصري الأسبق، رفضه لتلك المبادرات، مؤكدا أنه لا تصالح مع فصيل إرهابي تلوثت يداه بالدماء، مؤكدا في السياق ذاته على كون جماعة الإخوان حاليا قد تقوم بفعل أيّ شيء مقابل الحفاظ على تواجدها، بينما الأمن المصري متنبه لها؛ لوأد أية محاولة منها لإرباك المشهد. وفي ما يتعلق بترشح نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية، أوضح "الجمل" أن المشير رجل وطني، ومحل إجماع وتأييد من الشارع المصري، ولا أحد يستطيع أن ينكر دوره في الانحياز للإرادة الشعبية في 30 يونيو، مجددا وصفه للمشير على كونه "يحمل كاريزما الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ودهاء الرئيس أنور السادات".