تواصل إسرائيل مساعيها لإنهاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الاونروا» وتجفيف منابع تمويلها، وذلك بهدف إنهاء وجود تلك المنظمة الدولية التي تعتبر رمزا لاستمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين المشردين من وطنهم. وفيما تواصل إسرائيل السعي على مستوى دول العالم لوقف التمويل عن تلك المنظمة بهدف الحد من خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين ، تحاول من ناحية ثانية ممارسة الضغوط على الممولين لتلك الوكالة الدولية لإلزامها بتغيير المناهج الفلسطينية التي تدرسها في مدارسها والمتعلقة بتاريخ الصراع في فلسطين. وكانت إسرائيل دعت مؤخرا أربعين دبلوماسيا من مختلف الدول للكنيست الإسرائيلي، وذلك تحت شعار «الدول الغربية تمول حاضنة الإرهاب»، وذلك في إشارة إلى وكالة الغوث. واتهم نواب في الكنيست الإسرائيلي وكالة الغوث بأنها أصبحت حاضنة لحماس في قطاع غزة، ومتهمتها بأنها تشجع على العنف من خلال مدارسها المفتوحة أمام أبناء اللاجئين الفلسطينيين الأمر الذي رفضته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وقالت السبت «أن إسرائيل تقوم بتحريض المؤسسات الدولية الداعمة في محاولة لتغيير وتشويه الحقائق عن جوهر مأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون ويلاتها منذ العام 1948، وانتهاء بمآسي أحفادهم في مخيمات اللجوء إلى يومنا هذا»، مشيرة إلى الهجوم الإسرائيلي على وكالة الغوث الدولية «تمهيداً لفرض الآراء والأفكار والمناهج الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال». ودعت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية مناصري الإنسانية إلى صد الدعاية الإسرائيلية بحق المناهج الفلسطينية الوطنية، مطالبة جميع المؤسسات والمنظمات والممثليات الدولية بالعمل على استنكار وشجب ممارسات المتطرفين الإسرائيليين بحق المؤسسات الإنسانية وتدخلهم في منهجية وعمل وكالة الغوث الدولية باتجاه يخالف الواقع والحقيقة بما يخص تطبيق المناهج الفلسطينية . هذا وحذر نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني من مساعي إسرائيلية مكثفة تستهدف دور ووجود وكالة غوث اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لما تشكله هذه المؤسسة الدولية من عنوان سياسي للاجئين الفلسطينيين، وشاهدا دوليا وتاريخيا على ماساتهم التي نتجت عن تهجيرهم عن أراضيهم إبان نكبة عام 1948، مؤكدا على أن هذا الدور قد تعاظم في الآونة الأخيرة . وقال غنيم « أن المستويات الرسمية الإسرائيلية تكثف جهودها لتحريض الدول الداعمة لميزانية وكالة الغوث، بهدف وقف دعمها وتصفية نشاطاتها في الضفة وقطاع غزة». وطالب غنيم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والقوى السياسية والمجلس التشريعي واللجان الشعبية للاجئين لاعتماد إستراتيجية موحدة لمواجهة الحملة التي تستهدف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك أي تقليصات في الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث، إلى جانب مساندة هذه المؤسسة الدولية في مواجهة تصفية دورها من خلال تجفيف مصادر الدعم المالي عنها كما تريده اسرئيل. ودعا غنيم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس وكافة السفارات والممثليات الفلسطينية في الخارج لتكثيف تحركاتها والالتقاء بذات الدبلوماسيين الذين نظم لهم لقاء بالكنيست الإسرائيلي من اجل دحض الافتراءات الإسرائيلية، وتوضيح حقيقة ما تقوم به إسرائيل بصفتها دولة محتلة، وبأنها الراعي الأول «للإرهاب في المنطقة»، وبان مناهجها المدرسية تغص بما هو عنصري تحريضي ضد العرب، بل ويدعو لقتلهم، بما في ذلك تكريس التوجه نحو الدولة اليهودية لتصفية الوجود العربي منها، وحثهم كذلك على مواصلة الدعم المالي لوكالة الغوث للتمكن من القيام بدورها الإنساني والأخلاقي طبقا للقرار الدولي 302 الذي يلزم هذه المؤسسة بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى أن يعودوا إلى أماكن سكناهم التي هجروا عنها.