اعتبارات جيولوجية تفيد بإمكانية وجود احتياطات نفطية بالحوض الرسوبي لأكادير هل تتحول حاضرة سوس أكادير من أول وجهة سياحية ومنتج ومصدر للسمك والفواكه والخضر، إلى أول منتج للنفط والغاز بالمغرب وبشمال إفريقيا؟، وهل سيتمكن المغرب أخيرا من تأمين استقلاله الطاقي،ودخول نادي المنتجين وفرض قوته الاقتصادية والتنموية بشمال أفريقيا؟، حلم كثيرا ما انتظره المغاربة فهل يتحقق، الأبحاث الجارية كفيلة بالرد عن هذا الاستفهامات المحيرة. فقد تم تثبيت منصة لحفر بئر على عمق 3724 مترا في قعر المحيط، وتم القيام بمسوحات جيو فيزيائية ذات بعدين لمساحة تقدر بما يناهز 5589 كلمترا مربعا، على عمق يصل إلى 3200 مترا، وفق أحدث التقنيات الرائدة على المستوى الدولي في مجال التنقيب عن النفط. والغلاف المالي استثماري الأولي يقدر ب 512 مليون درهم. وثائق رسمية وخرائط لمشروعي شركتين بسواحل أكادير تواترت أخبار حول عمليات وأبحاث ورخص للتنقيب عن النفط بسواحل المغرب، ولكن دون تقديم أية معطيات رسمية واقعية وأرقام ملموسة حول هذه العمليات، وكذلك حول أسماء الشركات وتواريخ الأشغال وتكلفة المشاريع وتأثيرها على الوسط البيئي البحري. حقيقة من حق المؤسسات التزام الصمت إلى حين ظهور الدليل عن وجود النفط في سواحل المغرب تفاديا لأي تشويش على هذه العمليات التي تعرف مطاردة غير مسبوقة من الإعلاميين. إلا أنه، وفي إطار الإعلام البيئي تم إيدع قرار عاملي رقم 2014/002 بالجماعات المكونة لأكادير إذاوتنان، مؤخرا، يقضي بفتح بحث عمومي لمدة عشرين يوما، حول التأثير على البيئة والاطلاع على ملف مشروع مسح جيوفيزائي بطريقة الاهتزازات الصوتية ثنائية الأبعاد، وهو موضوع رخصة كاب غير بحرية قبالة أكادير تخص عمليات بعرض السواحل لكن دون تقديم تفاصيل دقيقة حول عمليات التنقيب في الوسط البحري، حيث لم تسجل أية ملاحظات في هذا الشأن بالسجلات المفتوحة لذات الغرض، وهو ما دفعنا إلى تعميق البحث والتحري في هذا الملف البيئي، لمعرفة حيثياته ومحتوياته ما دام الأمر يتعلق بمسألة في غاية الأهمية بيئيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا، وتهم الوطن والمواطنين الذين في حاجة ماسة إلى استغلال ثروات بلادهم سواء أكانت تتعلق بالنفط أو الغاز، إذ لا تنمية بلا طاقة واستقلال طاقي. والواقع، أنه من خلال التحري، تم جمع معطيات من مصادر موثوقة حول هذا الملف، وذلك بعد الحصول على وثائق رسمية وخرائط لمشروعي شركتين رسميتين بسواحل أكادير، وكذلك ملخصين لدراسة التأثير على البيئة، لمكتب (زيز جيو كنسولتين) الذي أنجز دراسات جيولوجية وجيوفيزائية، ومشروع حفر بئر استكشافي للتنقيب عن البترول والغاز في أعالي البحار على مساحة 3259 كلمترا مربعا، قبالة سواحل أكادير لشركة (جينل إينرجي)، وهي شركة بريطانية خاصة مدرجة في بورصة لندن تعمل على إنتاج النفط بكردستان العراق. وتكشف الوثائق عن عمليات ستتم على بعد 31 كلمترا في الأفق -أ- والأفق- ب - حيث يتراوح عمق المياه ما بين 150 مترا و 129 مترا، وتقدر تكلفة المشروع ب 60 مليون دولار، أي ما يعادل 480 مليون درهم لمدة 60 يوم، ويرتقب أن تشرع اشغال حفر البئر في شهر غشت 2014 وسيمتد الحفر إلى عمق 3724 مترا في طبقات منتمية للعصر الجيولوجي الجوراسي العلوي، والعصر الجوراسي الأوسط ، وعلى عمق 4520 مترا تحت سطح البحر. الشركات ملتزمة بإجراءات وتدابير للحد من الآثار السلبية على البيئة البحرية حسب الدراسة، ستعتمد الشركة خطة تدبيرالبيئة الرامية إلى تحديد العناصر البيئية ذات الصلة بأنشطتها عند مرحلة التخطيط، من أجل تدبير الآثار الناتجة عن أنشطتها، والأخذ بعين الاعتبار مخاوف أصحاب المصالح والمتدخلين والمنظمات والجمعيات البيئية والإطار القانوني، وتعمل الشركة على تحقيق أهدافها فيما يخص التدبير البيئي بالاعتماد على العناصر الرئيسية أهمها: إجراء دراسة بيئية من قبل الاختصاصيين. تقييم الآثار البيئي من خلال تحديد الآثار المحتملة للأنشطة التي تقوم بها. وضع خطة تدبير البيئة لمنع أو التخفيف أو معالجة الآثار التي يتم تحديدها ضمن دراسة التأثير على البيئية البحرية. وللحد من الآثار السلبية على البيئة، فالشركة تقدم ضمانات كمؤسسة رائدة في ميدان التنقيب وإنتاج النفط والمحافظة على الصحة والسلامة، والوقاية للعمال والتعايش مع المجتمعات المحلية وإيلاء العنصر البشري أهمية كبيرة في مجالات الصحة والوقاية. وتتميز المنطقة الخاصة بالمشروع بسواحل أكادير، بمكونات بيولوجية متعددة أهمها: عوالق حيوانية تتغذى بالعوالق النباتية، كما تكثر بالمنطقة حيوانات تعيش في أعماق المحيط منها النجوم الهشة،ونجم البحر، وخيار البحر، والقشريات العشاري الأرجل، وأنواع مختلفة من السرطانات والشعب المرجانية الناعمة، وتوجد بالمياه المغربية 23 نوعا من الثدييات المحمية باتفاقيات دولية وأممية لحماية الأنواع الحيوانية والنباتية والأوساط البحرية المهددة بالانقراض، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار عند دراسة التأثير على البيئة لمشاريع التنقيب عن النفط. ومن ضمن هذه الثدييات الكبرى حيتان (الساي)، والحيتان الزرقاء، والحيتان الزعنفة، وهي مسجلة في اللائحة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (UICN)فيما تعتبر حيتان العنبر من الأصناف المستضعفة vulnérables) ( والمحمية من الصيد وتأثيرات الضوضاء في أعماق البحر التي تضلل مساراها وهجرتها. وتعتزم الشركة حفر بئر بواسطة منصة حفر شبه عائمة تدعى (بول ورماندو دونوبل) للتأكد من وجود احتياطيات نفطية في الطبقات الأرضية الموجودة على عمق 3724 مترا و4520 مترا تحت قعر المحيط بالنسبة للأفاق -أ- أما بالنسبة للأفاق - ب- سيصل العمق حتى غاية 3169 و3610 مترا. ومن الآثار السلبية للمشروع، والتي ذكرت الدراسة انه ستتخذ تدابير للتخفيف منها عند الشروع في الإنجاز، وجود مكان المشروع في منطقة تعرف حركة ملاحة بحيرية لقربها من ميناء أكادير، بالإضافة إلى اضطراب قعر المحيط مما يؤثر على الحيوانات القاعية وعلى الثدييات والسلاحف، ويمكن أيضا أن يضللها، وذلك بفعل الضجيج والاهتزازات والضوضاء في الوسط المائي، وكذا تأثيرالعمليات السيزمية المصاحبة لتقنيات الحفر، مما يستدعي التقليل منها باعتماد الممارسات الجيدة المتبعة في ميدان الصناعة النفطية حسب توجيهات اللجنة المشتركة لحفظ الطبيعة (JNCC) الذي يصنف ثأتير الضوضاء والاهتزازات كتأثير ضعيف جدا. كما ستتخذ إجراءات وقائية في حالة الحوادث وهيجان البحر لتلافي وقوع تسربات وانسكابات عرضية كما هو معمول بها دوليا من طرف الشركة. حقيقة، أن الدراسة خلصت إلى استنتاج بخصوص التأثير على البيئة والمجتمع الذي يمكن أن يخلفه المشروع المزمع انجازه من طرف شركة (جينيل)، وذلك من خلال تحديد وتقييم الأنشطة المتعلقة به بعد وضع خطة محكمة لتدبير البيئة، مما يفيد بان المشروع سوف لن يخلف أثار سلبية مهمة على البيئة والمجتمع في المدى البعيد، إذا التزمت الشركة جملة وتفصيلا بتلك المعايير والبنود المعتمدة. مسح استكشافي عن النفط والغاز بطريقة الاهتزازات السيزمية فيما الشركة الأمريكية الثانية التي فتحت فرعا لها بالدار البيضاء فهي شيفرون(Chevron Morocco exploration limited ) ستقوم بمسح استكشافي عن النفط والغاز بطريقة الاهتزازات السيزمية، قبالة سواحل أكادير في مياه يصل عمقها مابين 1400 إلى 3200 مترا، حيث تغطي مساحة هذه الرخصة المتعلقة بالمسوحات الجيوفيزائية ذات بعدين، ما يناهز 5589 كلمترا مربعا، وعلى مسافة 1757 كلمترا، بواسطة سفينة مجهزة بعتاد تكنولوجي وتقني وفني عالي الجودة، وذلك خلال الربع الثاني من سنة 2014، وستستغرق مدة الانجاز حوالي 22 يوما بدون توقف، وستخصص حوالي 70 بالمئة من مدة الانجاز لعمليات المسوحات الجيوفيزائية، بينما يخصص الباقي للظروف المناخية السائدة في المنطقة وللوقت الذي تستغرقه السفينة السيزمية عند بداية كل خط سيزمي، ولوجود محتمل للثدييات البحرية قرب السفينة السيزمية، وتقدر تكلفة هذا المشروع بحوالي 32 مليون درهما (04 ملايين دولار)، وتتحدد مهمات شركة شيفرون ثاني عملاق أمريكي، في مجالات استكشاف وإنتاج ونقل النفط والغاز الطبيعي، وكذا تكرير وتسويق الوقود وزيوت التشحيم ويوجد مقرها في سان ريمون بولاية كاليفورنيا. وتفيد معطيات تم استيقاؤها من مصادر عليمة، بإمكانية وجود احتياطات نفطية جد هامة بالسواحل المغربية خصوصا بالحوض الرسوبي لأكادير، لاعتبارات جيولوجية تفيد بأن هذه المنطقة خضعت لتغيرات عميقة في أزمنة تقدر بملايين السنيين وهي شبيهة بمنطقة الخليج، وكذلك من خلال معطيات سيزمية متوفرة لدى المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، تفترض وجود مناطق قد تحتوي على مكامن للهيدروكربورات في باطن الأرض بالمياه المغربية. ومن جهة أخرى، سيحدد هذا المشروع المجالات المحتملة التي يمكنها أن تؤدي إلى استكشاف النفط بطريقة علمية، وستساعد هذه التقنيات الحديثة من الحصول على بيانات مهمة ومدققة حول النظام النفطي السائد بالحوض الرسوبي لأكادير، والذي شجع كبريات الشركات البريطانية والأمريكية على الاستثمار في عمليات الاستكشاف والحفر بسواحل أكادير والتي تتطلب تكاليف مالية كبيرة ووسائل تكنولوجية ولوجيستيكية جد متقدمة، من بينها طائرة عمودية وسفن الدعم ستتخذ من ميناء أكادير التجاري كقاعدة للقيام بمهامها اللوجيستيكية، وبعد الانتهاء من عمليات حفر وتقييم البئر سوف يترك بصفة نهائية أو مؤقتة، خاصة إذا كانت النتائج غير مشجعة، وهو ما لا يرجح في الوقت الراهن.