صفعة قوية تلقاها المغرب بعد الإعلان عن النتائج الأولية لعمليات التنقيب عن النفط والغاز في مجموعة من الآبار، حيث جاءت النتائج مخيبة للآمال بخلاف التوقعات السابقة، هذا في الوقت الذي اضطرت فيه بعض الشركات إلى وقف عمليات الحفر، خاصة في منطقة فم درعة، والتوجه إلى مناطق أخرى. وكشفت معطيات صادرة عن الشركة البريطانية «غولف ساندز بتروليوم» أن نتائج عمليات التنقيب عن الغاز ببئري «الكريمة1» و»ولاد زيد1» في جهة الغرب لم تكن في مستوى التوقعات، حيث تم العثور على كميات قليلة جدا من الغاز غير قابلة للاستغلال والتسويق. وأوضح مسؤولو الشركة أن الحفر في بئر «الكريمة1» مكن فقط من العثور على رمال مشبعة بالماء، وتضم كميات قليلة من الغاز لا تتجاوز 10 في المائة، مشيرين إلى أن الشيء نفسه وقع في بئر «ولاد زيد1»، لكن مع وجود عنصر جديد يتعلق ببعض الرمال العميقة، التي يمكن أن تكون دليلا على وجود احتياطيات مهمة خلال عمليات الحفر المستقبلية. غير أن مسؤولي الشركة أكدوا أن هذه النتائج ستدفعهم إلى تطوير عمليات الحفر، بحثا عن الغاز بالمنطقة خلال المراحل المقبلة من نشاط الشركة. بالمقابل، أعلن المكتب الوطني للهيدروكاربورات أن الشركات المنقبة عن النفط في عرض سواحل أكاديروجنوبسيدي إفني قد أوقفت عمليات الحفر بمنطقة فم درعة، بعد أن ظهرت مؤشرات مقلقة عن عدم وجود الغاز الطبيعي، وهو ما يشير، حسب بلاغ للمكتب، إلى أن الاحتياطيات المتوقعة من البترول لم تكن حقيقية، الأمر الذي دفع شركاء المكتب الوطني للهيدروكاربورات إلى نقل أنشطة التنقيب إلى موقع «كاب جوبي» في عرض سواحل مدينة طرفاية، من أجل القيام باختبارات جيولوجية مختلفة تماما عن تلك التي تم القيام بها بموقع «فم درعة» بسواحل مدينة أكاديرجنوبسيدي افني. وأكد المكتب، في البلاغ الذي تم من خلاله استعراض الدفعة الأولى من نتائج عمليات التنقيب عن النفط والغاز بالمغرب، أن الشركات المعنية بعملية الانتقال من منطقة فم درعة هي «كابرون» و»سان ليون» و»سيريكا» ولونغريش». وفيما يخص عمليات التنقيب في منطقة «سيدي المختار» قرب الصويرة، كشف المكتب الوطني للهيدروكاربورات أن عمليات الحفر مازالت مستمرة، دون الإشارة إلى أي نتائج. وقالت مصادر متتبعة للموضوع إن الجهات المشرفة على عمليات التنقيب قد دخلت، مؤخرا، في سرية وتكتم خوفا من أن تتسرب بعض الأخبار المفرطة في التفاؤل أو المغلوطة حول الاحتياطيات المتوفرة، تفاديا لأي ضجة إعلامية غير محسوبة العواقب، لذلك فضلت التكتم الشديد إلى حين انتهاء الأشغال وجمع كل المعطيات وعرضها على الجهات المعنية المخول لها الإعلان عن النتائج، سواء كانت سلبية أو إيجابية. وقد عرفت أشغال الاستغلال، بعد الجهود المكثفة التي بذلها المكتب الوطني للهيدروكاربورات وقدوم عدة شركات نفطية دولية، تزايدا في السنوات الأخيرة. وحسب المكتب، فإن سنة 2013 عرفت ارتفاعا في عمليات الحفر، إذ تم حفر 11 بئرا، خاصة بفم درعة بعرض سواحل أكادير، وبالغرب، وبسيدي مختار بحوض الصويرة.