رغم إصابته شارك ضد البيرو بمونديال 70 وتلقت شباكه ثلاثة أهداف فجعت الأسرة الرياضية في رحيل حارس المرمى الدولي لفريق الجيش الملكي والمنتخب الوطني في الستينيات والسبعينيات، علال بنقصو عن سن الثانية والسبعين سنة صباح أول أمس الثلاثاء. نحتفظ للراحل بأجمل الذكريات ولحظات بوح روى لنا فيها حكايته مع كرة القدم من البداية، حيث رأى النور في سنة 1939 بالرباط في حي القصر الملكي التواركة، حيث كان والده جنديا، وتمتد جذور عائلة علال إلى الجنوب زاكورة، وبذلك كان في مدينة الرباط مميزا محملا بثقافة الصحراوي ابن زاكورة المشبع بالأصالة وتربية العائلة المحافظة، كان صلبا، هادئا، صادقا وكتوما يبذل الجهد والاجتهاد بأريحية وسخاء وبالتفاني ونكران الذات. يحكي علال أنه عشق الرياضة واحتضنته كرة القدم عند الانقطاع عن الدراسة بسبب ضعف إمكانيات العائلة الوالد الجندي، اختار إلحاق إبنه «علال» بالمركز العسكري ليسير على مساره في سلك الجندية، وهناك في المركز انضم علال إلى قسم الموسيقى، يدرس القواعد ويتمرن على (الصولفيج) والنوطا، فعانق آلة «الساكسوفون»، وفي كل يوم بعد الموسيقى ينتقل مع أصدقائه في القسم إلى الملعب، ولوزنه الثقيل يلتحق بالمرمى حارسا بالرغم من رغبته الجامحة آنذاك في اللعب في مركز الجناح الأيمن، فخلال نهاية كل أسبوع كان علال يلتحق بالملعب ليتابع مباريات فريق سطاد المغربي، معجب حارس مرماه الفرنسي «ديسو»، فلا يرتاح إلا وراء مرمى هذا الأخير، يتابع حركاته وأسلوبه في الحراسة ويشجعه. وفي المركز الرياضي العسكري شد علال اهتمام الجندي والمدرب المصطفى الغزواني الذي لاحظ ما يتوفر عليه من مواصفات ومؤهلات، حيث ساهم في نقله من مدار الموسيقى إلى الرياضة في النادي العسكري وانطلق شابا، وساعد في تكوينه أيضا بالإشراف على أولى حصصه التدريبية. انضم علال إلى فريق الجيش الملكي حارسا شابا احتياطيا للحارس الرسمي بنعمر الذي كان قد ضمه الفريق العسكري من تطوان، وعاش «علال» أولى اللحظات في مساره الرياضي مع فريق الجيش في أول مشاركة في كأس محمد الخامس، أول نسخة للتظاهرة. انهزم فريق الجيش أمام فريق سانتيتيان الفرنسي (51)، وانهزم فريق الريال أمام انتيرملان (21)، ففي لقاء الترتيب وأول مباراة للحارس «علال» دخلها عند إصابة الحارس «بنعمر» قبل نهاية اللقاء بعشرين دقيقة، قدم عرضا محترما في قيمة حارس شاب خجول وطموح وحظي برضى وتشجيع الجمهور في الدارالبيضاء، حيث انهزم فريق الجيش أمام فريق ريال مدريد (43). بعد كأس محمد الخامس انطلق الدوري الوطني في موسمه (19621963)، وفي أول لقاء جمع الجيش بالنادي القنيطري، لم يكن الحارس «بنعمر» مؤهلا للعب للفريق العسكري، واضطر المدرب «كليزو» الاعتماد على الحارس علال «بنقصو»، انتهت المباراة بفوز الجيش (10)، فاهتم لاعبو الجيش بالفتى علال وهم من العمالقة آنذاك: الجنرال المكي، صالح، زناية، عمار، الترغاني، مختطف، العماري، الريفي وغيرهم. عاش علال أجمل المحطات مع الفريق العسكري، ففي لقاء جمع فريقي الرجاء والجيش في الدارالبيضاء ليلا، انتهى لفائدة الفريق العسكري (21)، ظهر الحارس علال بمستوى متميز، وعند النهاية وهو في المستودع يستجم نادى عليه عنصر من المركز العسكري وأخبره بأن مسؤولي المنتخب الوطني يناقشون دعوته، في الغد تلقى المدرب «كي كليزو» مكالمة هاتفية من الناخب أحمد النتيفي تحمل دعوة «علال» للمنتخب، وشارك في أول مباراة له جمعت المنتخب الوطني المغربي بالمنتخب الفرنسي الرديف عاد فيها الفوز للمنتخب المغربي (21)، وجد علال نفسه ضمن ثلة من المواهب والقامات: بطاش، التباري، عمار، عبد الله مالقا، حميد بهيج، الرياحي، ابراهيم طاطوم، حسن أقصبي، عبد الله أزهر وغيرهم. تابعنا كيف تألق «علال» في مرماه في الجيش والمنتخب، وما قدمه في مسار التأهل لمونديال مكسيكو 1970 وفي النهائيات حيث انهزم المنتخب أمام ألمانيا (12) بعد أن كان منتصرا، وكيف انهزم أمام البيرو (03)، ويحكي علال أنه كان مصابا في مفصل قدمه اليسرى ورفض المدرب «فيدنيك» تعويضه وأشركه في اللقاء الثاني أمام منتخب «البيرو»، وغاب مضطرا في اللقاء الثالث أمام بلغاريا، حيث التعادل (11) وعوضه حميد الهزاز، وهناك أيضا في المونديال كان السي علال ضمن تشكيلة تاريخية: عبد الله، بوجمعة، مولاي إدريس، السليماني، المعروفي، سعيد، الفيلالي، حمان، باموس، فرس، الغزواني، بيتشو، الهزاز، عبد القادر وغيرهم.