ارتبط تاريخ كرة القدم الوطنية بوجود لاعبين كبار، وكان الصراع شديدا بين أندية كثيرة. وفي الدارالبيضاء، اختلفت المدارس الكروية. كان فريق الاتحاد البيضاوي واحدا من رموز الرياضة المغربية، شكل متنفسا لكل ساكنة الحي المحمدي الذي ناضل يوما من أجل استرجاع سيادة الوطن، كان لا بد لكل لاعب أراد أن يعبر إلى أندية كبرى أن يمر بمدرسة الطاس، فقد كان العربي الزاولي يوما يوقع للاعب من نظرة واحدة، أو يدعوه إلى العودة إلى بيته والابتعاد عن المجال الرياضي، كان الفريق آنذاك يشكل مدرسة لإنجاب النجوم. كان الغزواني أحد الأسماء الواعدة التي أطلت من ملعب الطاس، التحق بفريق الحي المحمدي، تعلم داخله كل أبجديات الكرة، وعزز صفوف الكبار سنة 1966، كان اللاعب يملك خاصية القذف القوي، كسر أصبع الحارس العملاق الهزاز بقذفة، ومضى سعيدا برسميته داخل نادي النجوم. من الإتحاد البيضاوي، إلى فريق الجيش الملكي، كان اللاعب يعيش لحظة انتقال جميل، فبعد عطاء جيد، كان الغزواني على موعد مع الشهرة والألقاب، لعب للفريق العسكري سنة 1969، وقضى داخله ستة أعوام استطاع خلالها أن يحقق الفوز بلقب الدوري سنة 1970 وكأس العرش سنة 1971. لعب الغزواني موسمه الأول مع الطاس، قدم خلاله عروضا رائعة، وقع على عطاء تقني جيد، ووجد نفسه بعدها مدعوا ليدخل تجربة أخرى أكثر إثارة: لقد دعاه المنتخب ليكون واحدا من ركائزه الأساسية سنة 1967. لعب إلى جانب الشبان، ليلتحق بمنتخب الكبار بعد أن عاين المدرب كليزو إمكانيات الرجل التقنية والبدنية، وشارك معه في منافسات دولية كثيرة، لكن إنجاز المشاركة في مونديال المكسيك سنة 1970، يعلق بذاكرة الرجل، لقد كان إنجازا تاريخيا تحدثت عنه وسائل الإعلام الوطنية والدولية بشكل كبير، استطاع خلاله منتخب المبدعين أن يوقف غطرسة الألمان، وخرج مرفوع الرأس، رغم الخسارة بهدفين لهدف واحد ضد منتخب ألماني كان يقام له ويقعد. وفي فترة ما بعد مونديال 1970، الذي جعل المنتخب المغربي محط أنظار الجميع، عملت الجامعة على التعاقد مع شركة «أديداس» لبيع الملابس الرياضية، ولكن تأخر الشركة في توزيع الملابس على اللاعبين عجل بشرائهم لملابس أخرى من نوع آخر «بيما»، وشرعوا في التداريب، وحين جاء مدير الشركة ووجدهم على تلك الحال، غضب كثيرا وقدم شكاية في الموضوع للكولونيل بلمجدوب، فنزعوا بعهدها الملابس التي اشتروها، وارتدوا ملابس الشركة الجديدة، وقد كان ذلك في معسكر تدريبي في ألمانيا، ولكن اللاعب الغزواني رفض أن يستغني عن ملابسه الرياضية القديمة، ورفض التخلي عن الحذاء، الذي كان يسجل به الأهداف، وفي اليوم الثالث جاء بلمجدوب وأمر الغزواني بنزع ملابس «بيما»، ودعاه إلى نزع الحذاء، لكن الغزواني رفض في البداية، بدعوى أن الحذاء ساعده على تسجيل الأهداف، قبل أن يستسلم لرغبات بلمجدوب، وبعدها لم يسجل الغزواني أي هدف، وحين سأله بلمجدوب يوما عن السبب في ذلك، رد مازحا: «نتا اللي ماخليتينيش نماركي لبيوت أمون كولونيل، حيدتي ليا صباط «بيما» إيوا دابا عطيني الصباط لا بغيتيني نماركي».