سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصطفى روح السلام : إكراهات في أواخر السبعينيات حرمتني من الاحتراف وحمل قميص مونبوليي الفرنسي الحارس السابق للمنتخب الوطني قال للمساء أن إبعاده من المنتخب كان بسبب رفضه حمل قميص الجيش الملكي
يبقى الحارس الدولي السابق مصطفى روح السلام من أفضل الحراس الذين أنجبهم فريق الدفاع الحسني الجديدي، ولعل حمله للقميص الوطني في فترة كانت البطولة الوطنية تضم حراس مرمى كبار من طينة الهزاز والرعد وبنحليمة واللائحة طويلة لخير دليل على ذلك وكان روح السلام معشوق الجماهير المغربية بفضل إمكانياته العالية وأخلاقه الحميدة مما مكنه من الالتحاق بالمنتخب الوطني سنة 1977 وسط فطاحلة كرة القدم الوطنية لكن الاكراهات ظلت ترافق الحارس في العديد من المحطات الكروية، إذ أكد روح السلام أنه لازال يتذكر حدث إبعاده عن النخبة الوطنية سنة 1979 أسبوعا قبل مباراة المنتخب المغربي ضد المنتخب الجزائري. روح السلام قال إنه تمت المناداة عليه للتربص الإعدادي الذي سبق هذه المقابلة إلى جانب كل من الرعد وبنحليمة وبعد مرور يومين جاء مسيرو الوداد وبجانبهم الحارس بادو الزاكي وطلبوا من الجامعة الملكية المغربية أن يرافقنا الزاكي خلال هذا التربص للاستفادة من خبرتنا كحراس مجربين بالمنتخب الوطني للكبار وستكون إقامته على نفقة الوداد البيضاوي، لكن قبل رحيل المنتخب الوطني إلى يوغسلافيا تم إبعاد كل من الرعد وبنحليمة لأسباب مجهولة ليبقى الزاكي برفقتي كحارس ثاني، وبالفعل سافرنا إلى يوغسلافيا على نفقة الملك الراحل الحسن الثاني ودام المعسكر مدة شهر كانت معنوياتي مرتفعة للدفاع عن قميص الفريق الوطني خلال هذا النزال الهام ضد الجزائر وكان استقبال جلالة المغفور له الحسن الثاني لنا مؤثرا خاصة بعد مطالبته لنا بتحقيق نتيجة الفوز في هذه المواجهة لكن المفاجأة كانت أسبوعا قبل المواجهة، إذ أتذكر أنه ذات ليلة وبعد تناول عناصر المنتخب الوطني المغربي لوجبة العشاء عقد المدرب كليزو اجتماعا مع اللاعبين وفي نهاية الاجتماع طلب مني أن أوقع وثيقة موافقتي للانضمام إلى الجيش الملكي إن أردت الحفاظ على مكانتي بالمنتخب الوطني وأعطاني مهلة للتفكير وأن أرد عليه في صباح اليوم الموالي وفي الصباح قررت ألا ألتحق بالجيش الملكي لأنني لم أكن أرغب في ذلك الوقت بالابتعاد عن والدتي وإخوتي خاصة وأنني كنت المعيل الوحيد للأسرة وعبرت للمدرب كليزو بذلك فاتخذ قرار الإبعاد في حقي ونادى على الحارس حميد الهزاز الذي لم يستعد معنا خلال التربصات الإعدادية التي سبقت هذا اللقاء الهام وبالتالي انهزم منتخبنا الوطني بتلك الحصة الكارثية وأضاف روح السلام الحارس الدولي السابق أن معاناته لم تتوقف عند هذا الحد بل رفض مسؤولو الدفاع الحسني الجديدي السماح له بالالتحاق بعالم الاحتراف خاصة عندما طلبت وده مجموعة من الفرق التونسية لكن يبقى العرض الأبرز في حياة الحارس الدولي مصطفى روح السلام هو عرض فريق مونبوليي الفرنسي؛ الذي كان من العروض التي لا تعوض لكنه لم يكلل بالنجاح وأنهيت مشواري بالبطولة الوطنية . روح السلام أكد أن أول منحة فوز تلقاها من الدفاع الحسني الجديدي كانت سنة 1975 بعد فوز الفريق الجديدي على الوداد البيضاوي ب 1/0 وكانت قيمتها 100 درهم أما آخر منحة تلقاها فكانت سنة 1990 بعد تحقيق الانتصار على اتحاد سيدي قاسم ب 3/0 وكانت قيمتها 500 درهم أما عن منح المنتخب الوطني التي سبق له أن تسلمها بعد تحقيق نتائج الفوز فلم تكن تتجاوز 1500 درهم . ويبقى الحدث الذي ظل عالقا في ذاكرة مصطفى روح السلام هو تنكر كل اللاعبين الذين جاورهم بالمنتخب الوطني والدفاع الحسني الجديدي الذين كان يعتبرهم من الأصدقاء الأوفياء عندما أصيب بمرض عضال حكم عليه بالتمدد على سرير المستشفى لمدة قاربت أربعة أشهر وظل يصارع الألم لوحده في غياب أي التفاتة من أصدقائه اللاعبين ومسيري الجامعة والدفاع الحسني الجديدي الذين عايشوه وبعد شفائه من المرض أسند إليه الرئيس السابق عبد الله التومي مهمة السهر على تأطير حراس مدرسة فريق الدفاع الحسني الجديدي لرد ولو جزء من الجميل لهذا الحارس الكبير الذي أعطى بسخاء.