توج الفيلم المغربي «هم الكلاب» للمخرج هشام العسري بجائزة -el griot-الحكواتي لأحسن فيلم روائي بمهرجان قرطبة للسينما الإفريقية في دورته العاشرة و تسلم الجائزة بالنيابة عنه الممثل يحيي الفوادني خلال حفل الاختتام الذي أقيم بمسرح غونغورة مساء الجمعة الماضي. وحاز الفيلم السينغالي» ألف شمس» لماتي ديوب بجائزة أحسن فيلم وثائقي فيما نال الفيلم الجزائري»الأيام القادمة» جائزة أحسن فيلم قصير. وتنافس 27 فيلما إفريقيا على جوائز المهرجان الخمسة توزعت بين ثلاثة أقسام تمت برمجتها طيلة أسبوع كامل حسب نوعيتها ضمت قسم الحلم الإفريقي الخاص بالأفلام الروائية الطويلة عرفت مشاركة ثمانية أفلام منها فيلمين مغربين حيث شارك حكيم بلعباس بفيلمه «محاولة فاشلة لتعريف الحب» الذي لم يتمكن من الظفر بالجائزة رغم مستواه الإبداعي و الإعجاب الذي ناله من طرف المتتبعين إلى جانب «هم الكلاب» لهشام العسري . و قسم الجانب الآخر للمضيق المتعلق بالأفلام الوثائقية وإفريقيا للفيلم القصير واعتبرت لجنة التحكيم التي ترأسها الناقد السينمائي أوليفيه بارلت بأن الأفلام المشاركة تميزت بالابتكار و التجديد وكانت مدهشة للغاية مما جعل قرار الاختيار صعبا وعن ترجيحها لفيلم هشام العسري عللت ذلك بأسلوبه في شد انتباه المشاهد ونقله إلى عوالم مجهولة في الوقت الذي يعالج فيه ثقل مرحلة زمنية مرت بها البلاد . و بخصوص ترشيحه للوثائقي السينغالي «ألف شامس « بررت لجنة التحكيم اختيارها بتميز الشريط بشعرية هائلة ودقة في المعالجة بتسليطه نظرة دقيقة اتجاه إرث الماضي وأخرى نحو الحداثة و أيضا بنقله الرائع و الأصيل للواقع والتأكيد على أن الارتباط بالماضي يمكننا من فتح آفاق جديدة في الزمن الحاضر لتوفير الطاقة في مواجهة المستقبل. وفيما يتعلق باختيار فيلم الأيام القادمة لكريم موساوي لجائزة أحسن فيلم قصير، و التي تسلمها بالنيابة عنه السينمائي حسن فرحاني، اعتبرت بأن الفيلم يسافر بنا عبر الذاكرة دون تساهل أو تنازل مبرزا تعقد وجهات النظر و التجارب المختلفة حتى نتمكن من فهم حاضرنا المعقد. وكان للجمهور كلمته الخاصة حيث منح صوته لفيلم» ملغاشي مانكاني» للمخرج هامنيانا راتوفواريفوني وهو أول عمل للمخرج و أول فيلم طويل يصور بمدغشقر و بميزانية جد متواضعة . وأعلنت لجنة تحكيم مهرجان قرطبة للسينما الإفريقية في دورته العاشرة أن اختيار الفائزين لم يكن سهلا لثراء و نوعية الأفلام المبرمجة التي أكدت على أن سينما القارة السمراء تعرف تجديدا في نظرتها وتنوعا في أسلوبها و متمكنة من قدرتها على إيصال صورتها إلى العالم ودعت إلى ضرورة نشر و ترويج سينما لها مكانتها الإبداعيه. لجنة التحكيم الدورة العاشرة التي ترأسها أوليفيه بارليت الكاتب والناقد السينمائي المتخصص في السينما الإفريقية وضمت في عضويتها بياتريس ليل ريسكو، مؤرخة الفن، تخصص سينما ومبرمجة مهرجان السينما الإفريقية في نيويورك. وألفونسو كريسبو الناقد ومؤطر ورشة النقد السينمائي التي برمجت هذا الاسبوع ضمن الأنشطة التعليمية للمهرجان بالإضافة إلى عضوين من جمعية الأدباء والكتاب السينمائيين بالأندلس حيث شاركت مارتا غوميزو فرناندو فرياس في مداولات جوائزالفيلم الوثائقي والقصير . و عادت الجائزة الخامسة التي تحمل اسم قرطبة مدينة متضامنة وهي جائزة شرفية تمنح لأحسن فيلم حول موضوع حقوق الإنسان ضمن منافسة السينما العابرة و المنظمات الغير حكومية وكانت لها لجنة خاصة متكونة من نشطاء النسيج الجمعوي و عرفت تتويج فيلم الرئيس للمخرج الكاميروني جان بيير بيكولو لقيمته التربوية و التكوينية و إدانته المنتهجة في إفريقيا بصفة عامة و الكاميرون بصفة خاصة.