يومان من المواجهات العنيفة بالعيونوالسمارة تزامنا مع زيارة روس عاد الهدوء إلى مدن العيونوالسمارة منذ ليلة الأحد الماضي بعد يومين من المواجهات بين القوات العمومية ومتظاهرين خرجوا إلى الشوارع تزامنا مع زيارة كريستوفر روس إلى المنطقة، وهي المظاهرات التي خلفت إصابة 5 أفراد من القوات العمومية بجروح متفاوتة جراء تعرضهم للرشق بالحجارة من طرف زمرة من المتظاهرين. وشهدت مدينتي العيونوالسمارة، المحطتين المبرمجتين في زيارة كريستوفر روس إلى الأقاليم الجنوبية للممكلة، في إطار جولته الحالية إلى المنطقة لتحريك عملية السلام والتمهيد لاستئناف المفاوضات من أجل إيجاد حل سياسي للنزاع في الصحراء، (شهدت) مواجهات بين موالين للبوليساريو وقوات حفظ الأمن أسفرت عن وقوع إصابات في الجانبين. وقال بيان لولاية العيون بوجدور، إن خمسة أفراد من قوات حفظ الأمن نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاجات إثر إصابتهم بجروح متفاوتة جراء رشقهم بالحجارة والزجاجات الحارقة من طرف عناصر محسوبة على الانفصاليين شاركوا في تظاهرة غير مرخص لها عشية السبت بمدينة العيون. وحسب بلاغ لولاية العيون بوجدور، فإن حوالي 400 شخص موزعين على مجموعات تتراوح ما بين 20 و80 شخصا قاموا ليلة السبت بتنظيم مظاهرات تزامنا مع وجود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، كريستوفر روس، إلى المنطقة، وقاموا بالعديد من أعمال الشغب والعنف وإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة، ومحاولة استفزاز القوات العمومية. وأشار بلاغ ولاية العيون بوجدور أن بعض العناصر حاولت التشويش على زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، إلى كل من العيونوالسمارة، من خلال التجمهر في الشارع العام بدون ترخيص، وافتعال أعمال شغب وعنف، واستفزاز قوات حفظ النظام والدخول معها في مواجهات في أماكن متفرقة من المدينة. وأبرز البلاغ أن المتظاهرين الذين توزعوا على مجموعات بشرية قاموا برشق القوات العمومية بالحجارة والزجاجات الحارقة، وعمدوا إلى إضرام النار في الإطارات المطاطية للسيارات، وذهبوا إلى حد وضع المتاريس في الطريق العام على مستوى بعض الأحياء والأزقة مما أدى إلى عرقلة حركة السير والجولان بها. وأضاف البلاغ أن القوات العمومية «تعاملت مع تلك الاستفزازات وأعمال الشغب بكل مسؤولية ورزانة وضبط النفس» في احترام تام للقوانين الجاري بها العمل. وتأتي هذه الأحداث المناسباتية، حسب بلاغ ولاية العيون بوجدور، جريا على عادة العناصر الموالية لجبهة البوليساريو، لاستفزاز القوات العمومية، واتهامها من بعد بالاعتداء وانتهاك الحقوق، وهي المحاولات التي دأبت عليها هذه العناصر لإثارة الفوضى واستغلال تلك الأحداث ومثيلتها للترويج الدعائي الزائف. ونقلت العديد من المصادر أن المتظاهرين قاموا باستفزاز قوات حفظ الأمن بكل من حي معطى الله وليراك وشارع المغرب العربي، وأصروا على تنظيم المظاهرات رغم عدم الترخيص لها، وتدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين. وتجددت المظاهرات والاستفزازات لقوات حفظ النظام صبيحة الأحد بكل من حي معطى الله وشارع المغرب العربي، خصوصا بعد الطوق الأمني الذي ضربته القوات العمومية على المناطق المعنية منذ عشية السبت ومنع مسيرات وتظاهرات دعت إليها عناصر موالية للبوليساريو. ولم تسلم مدينة السمارة بدورها من هذا الأمر، حيث عرفت تنظيم مظاهرة عشية السبت شارك فيها مجموعة من الشباب والنساء والأطفال، دخلوا في مواجهات عنيفة مع قوات حفظ الأمن. وتضاربت الأخبار الواردة من عين المكان، حيث تحدث البعض عن إصابة بضعة أشخاص ممن شاركوا في المظاهرة بجروح بليغة واعتقال بعضهم، بينما لم يصدر إلى حدود اليوم أي بلاغ من السلطات المحلية بالمدينة حول حصيلة الأحداث التي عرفتها المدينة طيلة ليلة السبت. وصباح يوم الأحد تجددت المواجهات بين القوات العمومية والمتظاهرين الذي خرجوا في بضع عشرات، أغلبهم من النساء والأطفال والشباب، لتنظيم مسيرة للتنديد بمزاعم باعتداء القوات العمومية على المنازل ومداهمتها وتكسير محتوياتها، والأكثر من ذلك اتهام القوات العمومية بالسطو على ممتلكات أصحابها، بينما توجه البعض منهم إلى مقر إقامة روس لتقديم شكايات في الأمر ضد عناصر الأمن وقوات حفظ النظام، وهو ما نفاه بشدة بلاغ السلطات المحلية بالمدينة الذي أكد أن ذلك لا يعدو أن يكون مجرد إشاعات عدائية. وأضاف البلاغ أن بعض الأشخاص ممن وصفهم ب «ذوي النيات السيئة» روجوا إشاعات مغرضة مفادها أن قوات الأمن قامت بمداهمة بعض المنازل، الشيء الذي تنفيه السلطات الولائية نفيا قاطعا، مشددة على أن أي تدخل للقوات العمومية خارج القوانين سيتم معاقبته بكل صرامة.