عادت أجواء الاحتقان إلى مختلف مدن الصحراء، خصوصا مدينتي العيون وبوجدور، نهاية الأسبوع الماضي، من خلال تنظيم من بات يطلق عليهم “بوليساريو الداخل" مظاهرة وصفتها مصادر من عين المكان ب “استعراض قوة"، والتي تزامنت مع زيارة وفد إعلامي أجنبي إلى مدينة العيون، تجددت خلالها المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وخلفت إصابة حوالي 20 رجلا من القوات العمومية بجروح بليغة. و أكدت مصادر من عين المكان، أن المظاهرات انطلقت عشية أول أمس السبت بحي معطى الله، وجابت شارعي السمارة والزرقطوني، وامتدت إلى ساعات متأخرة من الليل، تجددت فيها المواجهات مع رجال القوات العمومية، الذين طوقوا المتظاهرين تفاديا لوقوع اصطدامات مع باقي السكان، وخلفت هذه المواجهات إصابات عديدة في صفوف القوات العمومية قدرتها مصادر أمنية بحوالي 20 مصابا، نقل أغلبهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. و أفاد بلاغ لولاية العيون بوجدور الساقية الحمراء، أن إصابة رجال الأمن كانت بفعل الرشق بالحجارة، مضيفا أن أحد رجال الأمن أصيب بطعنة سكين. وحمل البلاغ مسؤولية اندلاع المواجهات لمن أسماهم “مثيري الشغب"، الذين حاولوا جر رجال الأمن إلى المواجهة من أجل التظاهر بتعرضهم لإصابات واستغلال ذلك في الدعاية الانفصالية. وأشار ذات البلاغ إلى أن القوات العمومية اضطرت إلى تفريق مظاهرة غير مرخصة جابت بعض شوارع العيون خاصة حين عمد المشاركون فيها إلى رشق الأمن بالحجارة وتخريب الممتلكات واستفزاز الشارع العام. و جاءت هذه المظاهرة التي قدر مصدر من المجلس الجهوي لحقوق الإنسان بالعيون عدد المشاركين فيها بحوالي 500 شخصا، بتزامن مع زيارة وفد إعلامي أجنبي، ووفد عن منظمة العفو الدولية، وهي العادة التي دأب عليها “بوليساريو الداخل" باستغلال زيارة أي وفد أجنبي إلى المنطقة لاستعراض قوتهم والمطالبة بحق تقرير المصير، و إظهار أن المدينة خصوصا والمنطقة عموما، تعيش غليانا واحتقانا شعبيا. نفس المجلس أكد على لسان منسقه الجهوي أن عدد المشاركين في مظاهرة ليلة السبت الأحد لم يتجاوز في بدايتها ما بين 300 إلى 500 شخصا، مشيرا إلى أن المظاهرة سرعان ما تحولت إلى مناوشات مع رجال الأمن، وأعمال عنف وتخريب، مؤكدا في تصريحات صحفية أن المجلس لم يتوصل سوى بشكايتين تتعلقان بتعرض متظاهرين للعنف من طرف القوات العمومية. و عرفت مدينة بوجدور بدورها مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن ليلة السبت / الأحد، تعرضت خلالها قوات الأمن للرشق بالحجارة واستعمال الزجاجات الحارقة، والتهديد بتفجير قنينات الغاز، ولولا التدخل العاجل للقوات العمومية ، لتطورت الأحداث على نحو سيء. وأشارت مصادر محلية إلى أن المتظاهرين حاولوا استفزاز قوات الأمن، من خلال الدخول في مشاداة كلامية وافتعال المشاجرات الجانبية بهدف إظهار تعرضهم للعنف، قبل أن يضيف أن رجال الأمن تحلوا بما يكفي من اليقظة والتعقل لتفادي الدخول في مواجهات مع المتظاهرين. و تمكنت عناصر القوات العمومية، الذين تعرضوا لوابل من الحجارة وبعض الزجاجات الحارقة، من إفشال مخطط كان يهدف إلى تفجير قنينات الغاز وسط المدينة، وإحداث الهلع والخوف في صفوف السكان. و تزامنت هذه الأحداث مع فعاليات موسم الأنصار أولاد تيدرارين الذين احتضنته جماعة “لمسيد" التابعة لتراب إقليم بوجدور، والذي عرف نجاحا باهرا.