الإفراج عن الصحفي المغربي حميد أقروط بعد عدة ساعات من الاحتجاز في مركز الهجوم إدانة واسعة للاعتداء والرئيس الكيني يصف الإرهاب بأنه «فلسفة الجبناء» أفرج مساء أول أمس السبت عن رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنيروبي الصحافي حميد أقروط الذي كان محتجزا ضمن مجموعة من الرهائن في مركز «ويست غايت» التجاري وسط العاصمة الكينية. وأكد أقروط، في اتصال هاتفي أجري معه من الرباط ، أنه تمكن من الخروج من المركز سالما معافى، في وقت كان فيه المهاجمون ما يزالون داخل المركز، وإطلاق النار متواصلا. وأعرب أقروط، عن امتنانه الكبير لجلالة الملك محمد السادس، على الاهتمام والدعم الذي أحاطه به جلالته طيلة فترة احتجازه. وقال أقروط بتأثر بالغ «إنني ممتن كثيرا للاهتمام الذي أحاطني به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي شملني به جلالته طيلة فترة احتجازي التي دامت ساعات». وأكد أقروط، «جلالة الملك محمد السادس، آزرني، ودعمني، وأحاطني بعنايته السامية خلال اللحظات الحرجة التي عشتها». وقد أفرج عن رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنيروبي بعد عدة ساعات من الاحتجاز. وفور علمها بنبأ الهجوم على هذا المركز، وتواجد مراسل الوكالة بداخله، شكلت وكالة المغرب العربي للأنباء خلية أزمة في مقرها المركزي بالرباط لتتبع تطورات الوضع. وقتل 59 شخصا على الأقل في هذا الهجوم الذي نفذه مجموعة من المتشددين على المركز التجاري «ويست غايت» في نيروبي، بحسب حصيلة جديدة أعلنها وزير الداخلية الكيني جوزف أولي لنكو يوم أمس الأحد. وقال الوزير، «حتى الآن لدينا 59 قتيلا»، مشيرا أيضا إلى إصابة 175 شخصا بجروح (مقابل 200 في حصيلة سابقة للصليب الأحمر الكيني). وظلت المواجهات مستمرة ظهر أمس بين قوات الأمن الكينية والمتشددين الذين كانوا ما يزالون يحتجزون عددا غير محدد من الرهائن. وأكد وزير الداخلية وجود ما بين 10 و15 مسلحا إسلاميا في داخل المركز التجاري. وقال «إن عددا معينا من المهاجمين ما زالوا في المبنى، (يتراوح) بين 10 و15»، مضيفا «نعتقد إن هناك أبرياء في المبنى لذلك فإن العملية دقيقة». وكان الرئيس الكيني اوهورو كينياتا، وصف في كلمة متلفزة في وقت سابق، الهجوم بأنه عمل إرهابي مؤكدا أن سلطات بلاده عازمة على التصدي لمثل هذه الهجمات. وقال كينياتا، مخاطبا مواطنيه، إن كينيا «تغلبت في الماضي على هجمات إرهابية وستنتصر عليها مجددا»، موضحا أنه «فقد شخصيا أفرادا من عائلته» في الهجوم على المركز التجاري. وأضاف الرئيس الكيني أن «قواتنا الأمنية تقوم بشل حركة المهاجمين وتأمين المركز التجاري». وأعلنت جماعة الشباب الصومالية التابعة تنظيم القاعدة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي استهدف مركز «وست غيت مول» التجاري. وقال الرئيس كينياتا «إنهم يريدون نشر الرعب والإحباط في بلادنا، لكننا لن ندعهم يرهبوننا. إن الإرهاب فلسفة الجبناء»، مؤكدا أن «حكومته ستقدم إلى المواطنين الدعم الضروري في الأيام المقبلة». من جهته، وأفاد رئيس مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بنيروبي أن مجموعة من الرهائن ومن بينهم دبلوماسيون تم تحريرهم بفضل تدخل وحدات خاصة أجنبية. وأضاف المراسل حميد أقروط أنه سمع قبيل بدء عملية احتجاز الرهائن انفجارا كبيرا متبوعا بإطلاق كثيف للنيران من كل الجهات، مضيفا أنه على إثر ذلك خيمت أجواء من الهلع والخوف على كامل أرجاء المركز التجاري الذي كان مليئا عن آخره كما هي العادة في نهاية الأسبوع من زوار من مختلف الجنسيات. وأضاف المراسل أنه عاين العديد من الجثث التي كانت تملأ فضاء المركز التجاري. وقال إن المهاجمين يبلغون حوالي الثلاثين من العمر وكانت أوجههم مكشوفة، ومسلحين بالعديد من الأسلحة. كما أنهم كانوا موزعين على الطوابق الأربعة للمركز التجاري. وأدانت عدة دول الهجوم معتبرة إياه عملا إرهابيا. فقد عبرت الخارجية الأمريكية، أول أمس السبت، عن إدانتها للهجوم واصفة إياه ب»العمل العنيف العبثي». وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية ماري هالف «إننا ندين هذا العمل العنيف العبثي، الذي قتل وجرح خلاله العديد من الرجال والنساء والأطفال»، مضيفة «لقد تلقينا تقارير تتحدث عن العديد من الجرحى الأمريكيين في هذا الهجوم». ولم تتحدث المسؤولة الأمريكية عن عدد الضحايا الأمريكيين أو عن وضعهم الصحي. وأكدت أن الخارجية الأمريكية تتابع عن «كثب» تطور الوضع في نيروبي، مضيفة أن السفارة الأمريكية في كينيا على اتصال بالسلطات المحلية لتقديم المساعدة الضرورية. كما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن فرنسيتين لقيتا حتفهما في هذا الهجوم، فيما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بدوره أن عددا مماثلا من الضحايا البريطانيين سقطوا في الهجوم. وأعربت الحكومة المكسيكية، السبت، عن إدانتها للهجوم مشيرة إلى أنه «من المعروف أن بعض المكسيكيين كانوا في مركز التسوق وستغايت لكنهم نجوا»، وأن سفارة المكسيك في كينيا حافظت على اتصال مستمر مع الجالية المكسيكية في هذا البلد. و ندد مجلس الأمن الدولي «بأشد العبارات الممكنة» بالاعتداء. وأعربت الدول ال15 الأعضاء بالمجلس، في بيان صدر بالإجماع، عن «تضامنها مع الشعب والحكومة الكينيين في هذه الساعات الصعبة»، مجددة إدانتها للإرهاب بكل أشكاله و»عزمها على محاربته».