وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي: موسم طانطان محطة تراثية وثقافية بامتياز وزير السياحة لحسن حداد: موسم طانطان يبرز غنى وتنوع الثقافة الصحراوية وانفتاحها على العالم شكلت سباقات الهجن (الإبل) وعروض الفروسية التقليدية (التبوريدة) أقوى لحظات اليوم الرابع للدورة التاسعة لموسم طانطان الذي تنظمه عمالة الإقليم. وتابع وفد رسمي يتقدمه فاضل بنيعيش مكلف بمهمة بالديوان الملكي ووزير الداخلية، امحند العنصر، ورئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي الضريس ووزراء الثقافة والسياحة والصناعة التقليدية والجالية المغربية المقيمة في الخارج، سباقات للهجن شاركت فيها عدد من القبائل الصحراوية وعروضا في الفروسية التقليدية قدمتها فرق تمثل مختلف الأقاليم الجنوبية للمملكة. كما زار الوفد الذي ضم أيضا سفير النوايا الحسنة لدى منظمة اليونيسكو، كيتي مونيوس، ورئيس نادي المستكشفين العالميين، ألان نيكولز، ووالي جهة كلميمالسمارة ورئيس الجهة والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية بالإقليم، الخيام التراثية للموسم (طانطان، صفرو، شفشاون، الجديدة ومراكش)، وتابع لوحات فنية تراثية سلطت الضوء على عادات وتقاليد العرس الصحراوي، فضلا عن وصلات فنية تنهل من الموروث الثقافي الحساني أداها عدد من تلاميذ المؤسسات التعليمية بالإقليم. وتابع الوفد أيضا لوحات من الفولكور الشعبي الأصيل أبدعتها فرق فنية من إقليمطانطان ومجموعة الركبة من إقليم زاكورة والفرقة الغنائية لقلعة مكونة عرضت خلالها آخر إبداعاتها، فضلا عن استعراض لبعض الألعاب الرياضية التقليدية ذائعة الصيت بالأقاليم الجنوبية ك «أراح» و»أرضوخ» و»كبيبة». وتميز اليوم الرابع للموسم أيضا، بتكريم الفائزين في مسابقات أحسن قطيع للإبل وأحسن فرق الخيالة، وكذا المتوجين الأوائل في مسابقات الهجن، حيث كانت جائزة الفائز في مسابقة أحسن قطيع للإبل عبارة عن جمل وناقة من أجود الإبل نعومة وشكلا، سلمها له وزير الداخلية امحند العنصر. وكان الوفد الرسمي قد زار معرض الأنشطة المدرة للدخل والصناعة التقليدية للمغرب الصحراوي الذي يعرف مشاركة عارضين من مختلف الأقاليم الجنوبية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة للصناع التقليديين لإبراز مؤهلاتهم وعرض منتوجاتهم والمساهمة بشكل فعال في إنعاش الرواج التجاري والاقتصادي والسياحي بالإقليم، وإبراز غنى وتنوع المنتوجات التقليدية المغربية. ويضم المعرض الذي افتتح الخميس الماضي حوالي 40 رواقا تتضمن منتوجات الطرز والخياطة التقليدية وفن الديكور المنزلي والفخار والخزف والنجارة والمصنوعات الجلدية والنباتية والصياغة والنحت على خشب العرعار والنقش على الحجر والحديد المطروق والزليج البلدي والفضيات والنحاسيات. وقال وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي بمناسبة هذه التظاهرة الثقافية، إن موسم طانطان الذي أطفأ هذه السنة شمعته التاسعة يعتبر محطة تراثية وثقافية بامتياز. وأكد الصبيحي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش وصول الوفد الرسمي للموسم إلى مطار طانطان لحضور فعاليات هذا الحدث الثقافي، إن هذه التظاهرة الكبرى التي صنفتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم الثقافية (اليونسكو) سنة 2005 ضمن التراث الشفهي اللامادي للإنسانية تتوخى بالخصوص الاهتمام بالثقافة الحسانية وتكريم نساء ورجال الموروث الثقافي الحساني «الذي جعله الدستور جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية الوطنية الموحدة». وبعد أن أكد أن دورة الموسم لهذه السنة تعد «انطلاقة جديدة للاهتمام بالشأن الثقافي في هذه المنطقة»، وأن «الثقافة تضطلع بدور أساسي في اندماج كل المكونات الوطنية في الهوية الوطنية الموحدة»، أشار الصبيحي إلى أن البرنامج الثقافي لهذه الدورة يتضمن تنظيم أمسيات فنية وندوات فكرية ومعارض تراثية تقدم جوانب من التراث اللامادي الوطني. وقال وزير السياحة لحسن حداد من جهته، إن موسم طانطان، يعتبر من أكبر التظاهرات على المستوى الوطني وحدثا يحظى باهتمام ومتابعة دولية كبيرة. وأوضح حداد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة الهامة التي صنفتها منظمة اليونيسكو تراثا عالميا إنسانيا سنة 2005، تحظى باهتمام كبير من لدن رواد الرأي والصحافة وكثير من المهتمين على المستوى الدولي لكونها تبرز غنى وتنوع الثقافة الصحراوية وانفتاحها على العالم وعلى كثير من الثقافات الأخرى. وبعد أن أبرز غنى وتنوع الموروث الثقافي الحساني، أكد الوزير أنه لا يمكن تحقيق التنمية بمعزل عن الثقافة معتبرا أن «الثقافة هي الرافعة واللحمة التي تنبني عليها التنمية وتجعل أبناء المنطقة يفخرون بالانتماء إليها ويسعون للعمل والاستثمار فيها». وشدد حداد كذلك على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي الحساني وتطويره وتصنيفه ومتحفته حتى يكون في متناول الزوار ويسهل عليهم الاطلاع عليه سواء تعلق الأمر بالشعر الحساني أو الثقافة الصحراوية أو ثقافة الرحل. يذكر أن الدورة التاسعة لموسم طانطان انطلقت مساء الأربعاء الماضي باستعراض الإبل التي تشارك في سباق الهجن وفرق الخيالة التي تمثل مختلف جهات المملكة والتي تقدم طيلة أيام هذه التظاهرة عروضا في فن الفروسية التقليدية «التبوريدة». كما عرف اليوم الأول لهذه التظاهرة تنظيم ندوة فكرية حول «التراث الحساني وثقافة الرحل» تناول فيها أكاديميون وباحثون «الثقافة الحسانية باعتبارها أحد الروافد الأساسية للهوية الوطنية من خلال الدستور الجديد»، و»دور الثقافة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة» و»سبل وآليات الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي بالصحراء» و»كيفية التقليد بين التقليد الشفوي والمناهج الحديثة لتدريس الموسيقى الحسانية» و»وظائف الشعر في ثقافة الرحل». وتواصلت فعاليات موسم طانطان بإقامة معارض للمخطوطات والفن التشكيلي والصور الفوتوغرافية ومسابقات في الشعر الحساني.