نماذج ناجحة لرياضيين حافظوا على نجوميتهم حتى بعد الاعتزال... رياضيون أبطال كثر مروا على الرياضة الوطنية، وحققوا إنجازات رائعة أعلت راية المغرب في المحافل القارية الدولية، لكن قليل من نجح في الحفاظ على بريق اسمه وتحقيق إنجازات بعد الاعتزال، في وقت انصاع الكثيرون للأمر الواقع واختاروا العيش خلف الظل. عزيز بودربالة ونوال المتوكل وبادو الزاكي ونزهة بيدوان، مصطفى الحداوي وغيرهم... نماذج حية لرياضيين واصلوا تأقلهم حتى بعد انتهاء مشوارهم الرياضي، فمنهم من قرر اقتحام عوالم أخرى كالفن والإشهار، وآخرون تسلقوا المجد في أقوى المؤسسات الرياضية دوليا، أو انكبوا على العمل الجمعوي، أو اختاروا البقاء رياضتهم من بوابة التدريب أو التكوين. وبمناسبة شهر رمضان الفضيل، اختارت «بيان اليوم» أن تستعرض نماذج أبرز الرياضيين الذين نجحوا في المحافظة على مسارهم الناجح، مبرزة التحول الإيجابي لهم، وكيف تمكنوا من الحضور بقوة في الحياة العملية، وأبوا ان يجعلوا الاعتزال نقطة سلبية تقبر بذلك ما أنجزوه من مجد رياضي. عزيز بودربالة: لاعب فنان اقتحم بنجاح عالمي التمثيل والإشهار ... (1/ 2) لم يكن أحد يتوقع أن يصل عزيز بودربالة إلى ما وصل إليه من شهرة ونجومية، بعد أن أصبح شخصية رياضية مرموقة على الصعيد الوطني، تحظى بالاحترام والتقدير من طرف الجميع، ولم يكن يتوقع أحد أيضا أن تستمر نجاحاته خارج المستطيل الأخضر، بعد أن قرر الاعتزال والابتعاد عن الساحرة المستديرة، ويغدو اسما من الأسماء التي نراها على شاشات التلفاز ونقرؤها في الصحف مرة تلو الأخرى. رأى بودربالة النور في السادس والعشرين من دجنبر سنة 1960 بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء، وبدأ مشواره كلاعب بفريق الوداد البيضاوي سنة 1977، واستمر معه إلى غاية منتصف الثمانينات (1984)، حيث حاز معه على عدة ألقاب، ففاز ببطولة المغرب مرتين وكأس العرش أربع مرات، وهذا جعله يتوج بجائزة أفضل لاعب بالمغرب سنتين متتاليتين 1980 و1981. يقول بودربالة عن بداياته الأولى «دخلت عالم كرة القدم متأخرا، لأن اهتماماتي كانت فنية، حيث كنت مغرما بالموسيقى والمسرح. وبدايتي مع الكرة كانت كأي طفل في سني بدروب الأحياء الشعبية. ستكون الديار السويسرية بوابة بودربالة لدخول عالم الاحتراف، إذ انتقل سنة 1984 إلى صفوف نادي سيون وتوج معه بعد ذلك بموسمين بكأس سويسرا، قبل أن يشد الرحال إلى فرنسا، وتحديدا إلى ماتراسينغ ثم ليون، وقضى موسمين مع كل فريق، كما خاض تجربة قصيرة مع إيستوريل البرتغالي، ليعود إلى سويسرا رفقة سانغال، ليحن بودربالة إلى فريقه الأم ويعود لأرض الوطن للعب للوداد قبل أن يقرر إنهاء مشواره الكروي سنة 1997. وعن الاعتزال، يتحدث عزيز «دائما ما كنا أرجو الله أن تكون خاتمة دنياي جيدة كما كانت خاتمة مشواري الرياضة، وحتى بداية مشواري بعد الاعتزال كانت جيدة. فالرياضي الذي يمارس على مستوى عال إذ لم ينتبه جيدا لنهاية مشواره، فسيتلقى ضربة قاضية». المجد الكروي لبودربالة سيأتي عبر حمله قميص المنتخب الوطني، ويكفي أنه كان واحدا من صناع إنجاز تاريخي للكرة المغربية، عندما تأهل الفريق الوطني إلى الدور الثاني من كأس العالم 1986 بالمكسيك، وبات أول منتخب عربي وإفريقي ينجح في تحقيق ذلك،أما بودربالة فقد كان ضمن التشكيلة المثالية للبطولة رغم الخروج من دور الربع، دون أن ننسى اختياره أفضل لاعب بدورتي كأس أمم إفريقيا 1986 بمصر و1988 بالمغرب. وفي وقت كان الكثيرون يتوقعون أن يختفي اسم عزيز بودربالة من الساحة، كما هو حال مجموعة من اللاعبين السابقين للمنتخب الوطني لكرة القدم، فرض بودربالة أو «شوارع المرواغات» اسمه في الساحة الرياضية، فهو لاعب دولي سابق وأحد نجوم الكرة المغربية في الثمانينات، وبالتالي غدا مرجعا يجب الرجوع إليه عند الحديث عن مطبات الفريق الوطني الكثيرة. بعد الاعتزال، يقول عزيز «قضيت 8 سنوات خصصتها فقط لأبنائي. منحتهم وقتي الكامل. فيما بعد خصصت جزء منه للأعمال الاجتماعية التي وجدت فيها راحة نفسية، كما أني وجدت هويتي في العمل الجمعوي، وأحسست باتزان في حياتي».