كان عزيز بودربالة على موعد مع طلبة المعهد العالي للصحافة والإعلام بالدارالبيضاء، في لقاء مفتوح نظم يوم الثلاثاء الماضي، بقاعة المحاضرات الكبرى، تحدث بودربالة خلاله عن طفولته الموسيقية والكروية، حيث يأمل أن يصبح عازفا بارعا على العود ودراسة الموسيقى التي استهوته منذ نعومة أظفاره فالتحق بالمعهد الموسيقي في مدينة الدارالبيضاء في سن العاشرة. فقضى به فترة مكنته من صقل موهبته الفنية رغم قصرها. واسترسل عزيز في سرد قصة تحوله من عاشق للموسيقى إلى مولع بكرة القدم، كان عزيز يداعب بين الحين والآخر كرة القدم إلى جانب أصدقاء حيه في المدينة القديمة في مدينة الدارالبيضاء خلال فترة وجوده بالمعهد الموسيقي، فتفنن فيها من خلال مشاركته في بعض المباريات التي جذبته إليها بالإضافة إلى إلحاح الأصدقاء عليه، مما جعله يلتحق بأحد النوادي، فكانت البداية في فريق الرجاء البيضاوي. وأضاف بودربالة "لكنها لم تستمر سوى أسبوعين فقط ليجبر من قبل المقربين إليه للانضمام إلى الوداد البيضاوي باعتباره إبنا من حي عرف عنه عشقه للوداد البيضاوي"· وكتألقه في الميدان الموسيقي، تألق عزيز بودربالة في فريق الوداد البيضاوي، بعدما جره بودربالة إلى هذه الذكريات عبر حديثه الذي تلامس في تاريخا كبيرا للاعب صنع اسمه بأحرف من ذهب. وحقق معه إنجازات وألقابا طوال سبعة أعوام أبرزها الفوز بثلاثة ألقاب لكأس العرش ولقبان لبطولة الدوري المغربي الأول وكأس محمد الخامس لعام 1979 بعد الفوز على فريق "ياوندي" الكاميروني في المباراة النهائية بالضربات الترجيحية، فغزا خلال هذه الفترة الملاعب المغربية غزوا لفت أنظار المتتبعين إلى مهارته كمهاجم متميز، فتم ضمه إلى المنتخب المغربي الأول في منتصف الثمانينات، وكان من أبرز اللاعبين الذي صنعوا مجد الكرة المغربية طوال فترة من الزمن، خاصة في نهائيات مونديال 1986 في المكسيك، حيث كان المنتخب المغربي أول منتخب أفريقي وعربي يصعد إلى الدور الثاني لنهائيات المونديال بعد فوزه على منتخب البرتغال بثلاثة أهداف مقابل هدف وتعادلين مع كل من بولونيا وإنجلترا من دون أهداف كما جاء في حديث بودربالة. وتأسف اللاعب الدولي المغربي على واقع المنتخب المغربي حاليا والنكسات المتكررة التي عاشها ومازال يعيشها، وأرجع السبب إلى ضعف التكوين والتأطير، بالإضافة إلى غياب روح الدفاع عن القميص الوطني التي كانت الخصلة النادرة في أجيال قد خلت من قبل. كما تطرق بودربالة إلى مسيرته الاحترافية، حيث احترف بنادي "سيون" السويسري وقضى معه أربعة أعوام كأول محطة احترافية في تاريخه الكروي، وفاز معه بكأس سويسرا عام 1986، وبلغ معه في ذات العام إلى ربع نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة وانهزم في هذا الدور ضد فريق "لبتيك" الألماني الذي فاز بقلب هذا العام. وتكلم عزيز عن انضمامه إلى فريق "ماترا راسينغ" الفرنسي ولعب له موسمين، والتحاقه بفريق أولمبيك ليون الفرنسي وقضى معه موسمين، ثم انضمامه لفريق "ايستوريل" البرتغالي ولعب له موسما واحدا، وعاد من جديد إلى سويسرا ولعب لفريق "سان غال" وقضى معه سنتين وصعد معه إلى الدوري السويسري الأول، عودة لاعب إلى حضن الأم عاد مرة أخرى إلى فريقه الأصلي الوداد البيضاوي ولعب له سنة واحدة وفاز معه بكأس العرش، ليعتزل بعد ذلك ميادين كرة القدم.