انطلقت، اليوم الأربعاء، فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، وسط أجواء مفعمة بالتراث والإبداع. ويُنظم هذا الحدث الثقافي والفني من قِبل جمعية تيفيور للموسيقى تحت شعار "إبداع بلا حدود"، بحضور نخبة من الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني. شهدت فعاليات الافتتاح عروضًا فنية متميزة قدمتها فرقة الشيخ أولاد عيسى، التي أبدعت في تقديم لوحات تراثية حماسية، عكست غنى التراث المحلي وأشعلت تفاعل الجمهور. وفي كلمة ترحيبية، أكد مدير المهرجان، عزيز البقالي، أهمية المهرجان في دعم الإبداع النسائي وإبراز المواهب الشابة، مشيرًا إلى أنه منصة للاحتفاء بالمبدعات من المغرب وخارجه.
تميز اليوم الأول بعرض كتاب "أصوات من الريف: نساء ذاكرة ومقاومة" للكاتبة فتيحة السعيدي، الذي يوثق تجارب نساء الريف من خلال منهج التاريخ الشفوي. وأشاد المتحدثون خلال تقديم الكتاب بالدور المحوري الذي لعبته نساء الريف في المقاومة وصون الهوية الثقافية، معتبرين أن الكتاب يسهم في إبراز المرأة كفاعل أساسي في صياغة التاريخ المحلي، كما يوفر أدوات إلهام للحركات النسائية المعاصرة.
تخللت الفعاليات فقرات موسيقية مبهجة قدمتها فرق فنية متنوعة، مما أضفى أجواء احتفالية على الحدث وأمتع الحضور بمقطوعات موسيقية رائعة.
يمثل مهرجان "بويا" حدثًا سنويًا يهدف إلى إبراز التنوع الثقافي والفني المغربي، وتسليط الضوء على دور المرأة في تطوير المشهد الفني. وتستمر الدورة العاشرة حتى 28 ديسمبر، وتتضمن برنامجًا متنوعًا يشمل سهرات موسيقية، معارض فنية، توقيع كتب نسائية، ومبادرات اجتماعية لدعم النساء، إلى جانب تكريم شخصيات نسائية بارزة. يحمل المهرجان رسالة لتعزيز قيم التسامح والانفتاح الثقافي، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وعدد من الهيئات الشريكة. ويسعى إلى تقوية جسور التعاون الثقافي والفني وتشجيع الحوار بين الثقافات.
في ختام اليوم الأول، دعت جمعية تيفيور الجمهور والهيئات الإعلامية إلى مواكبة فعاليات الدورة العاشرة، إيمانًا بأهمية دعم الإبداع النسائي وتعزيز مكانة المرأة في الساحة الفنية المحلية والدولية.