أجرى أمس الإثنين، ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، أول اتصال مع نظيره السوري، بعد إسقاط نظام بشار الأسد، وفق ما كشفت عنه وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السورية. وقالت الخارجية السورية في بلاغ لها على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، إن وزير الخارجية أسعد الشيباني تلقى اتصالاً هاتفياً من بوريطة، أمس الاثنين. وأوضح المصدر ذاته، أن بوريطة أكد على دعم المغرب للشعب السوري، ودعمه لسيادة سوريا ووحدة أراضيها والقواسم المشتركة بين البلدين، وضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بما يخدم المصالح المشتركة. تذبذب العلاقات وعرفت العلاقات المغربية السورية تذبذبًا، ودخلت إلى النفق المسدود عدّة مرات؛ بسبب دعم دمشق لجبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما ترفضه الرباط، وترى فيه معاكسة لمصالحها السيادية، كما أن العلاقات بين البلدين مرَّت بصدامات بدأت منذ سنة 1965، عندما كانت المملكة هدفًا لهجوم شنته وسائل إعلام سورية، محملة الرباط مسؤولية اختفاء الشهيد المهدي بن بركة. بعدها، لم يكن البلدان على وفاق تام، إذ تأرجحت علاقتهما بين المد والجزر، ووصلت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية أحيانًا. حنكة عالبة وحافظت المملكة المغربية على نهجها الدبلوماسي في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتعاملت مع الأحداث التي شهدتها سوريا سنة 2012 بحنكة عالية، وأخذت مسافة واضحة من النظام، وأغلقت سفارتها بعد التصعيد الذي شهدته الأراضي السورية، ورفضت التدخل الأجنبي في سوريا. وأكدت الخارجية المغربية حينها، أن "المملكة المغربية التي انخرطت بجدية وديناميكية في جميع القرارات والمبادرات العربية والدولية الهادفة إلى تسوية الأزمة السورية، والتي حرصت من خلال ذلك على إعطاء جميع الفرص لوقف العنف، تؤكد أن الوضع في سوريا لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه، وتقرر مطالبة السفير السوري المعتمد لدى المملكة المغربية بمغادرة المملكة باعتباره شخصًا غير مرغوب فيه". وهكذا، التزمت المملكة المغربية بثوابت سياستها الخارجية، ونأت بنفسها عن التدخل المباشر في الأزمات الإقليمية، وهذا من صميم عقيدتها الدبلوماسية المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى إلا من خلال البحث عن الحلول، مثلما وقع في ليبيا، عندما احتضنت المملكة الحوار الليبي- الليبي، وغير ذلك من المواقف الثابتة للمغرب. موقف واضح وبعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن موقف المملكة المغربية ظل دائمًا واضحًا، ويرتكز على الحفاظ على الوحدة الترابية، وعلى السيادة الوطنية، وعلى وحدة الشعب السوري". وشدّد رئيس الدبلوماسية المغربية على أن "المغرب، بقدر ما يقف إلى جانب سوريا مناديًا بالحفاظ على سيادتها، وبعدم التدخل في شؤونها، فهو يدفع دائمًا نحو ما فيه مصلحة واستقرار وسيادة ووحدة سوريا، وما يحقق تطلعات شعبها الشقيق". الإطاحة بنظام الأسد وفي 8 دجنبر الجاري، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد. وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير برئاسة الحكومة، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.