المعلم يتهم أميركا بمجاملة إسرائيل في مطالبها على حساب الجانب العربي أكدت سوريا تمسكها بتركيا وسيطا في أي مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل متهمة هذه الأخيرة بعرقلة التوجه نحو السلام. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في ما نقلته وكالة الأنباء السورية من محاضرة بجامعة دمشق إن بلاده لن تقبل بالسلام ما لم تحصل على التزام إسرائيلي بالانسحاب التام من الجولان إلى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967، مؤكدا على ما وصفه بنزاهة الوساطة التركية في الجولات السابقة من تلك المفاوضات غير المباشرة. ونفى في الوقت نفسه أن يكون ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز قد حمل أي رسالة من واشنطن إلى دمشق خلال زيارته مؤخرا إلى دمشق. ويذكر أنه جرت عام 2008 أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بشأن تسوية محتملة في الجولان عبر الوسيط التركي، بيد أن سوريا أعلنت على لسان رئيسها بشار الأسد وقف تلك المفاوضات أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وكان الرئيس الأسد قال الأحد في بيان بمناسبة عيد الجيش السوري، إن طيف السلام الحقيقي في المنطقة يبتعد وتزداد احتمالات الحرب والمواجهة، ووصف في الوقت نفسه من يعتقد بأن بلاده قد تتفاوض على أرضها المحتلة بأنه واهم. وبخصوص المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل أكد المعلم أنه ليس من مهام لجنة مبادرة السلام العربية إعطاء تفويض لأحد لإطلاق المفاوضات. وذكر أن الهدف المحدد لهذه اللجنة عندما انبثقت عام 2002 عن قمة بيروت كان تسويق مبادرة السلام العربية وليس الدخول طرفا في المفاوضات. واعتبر المعلم أن الولاياتالمتحدة، التي اتهمها بمجاملة إسرائيل في مطالبها على حساب الجانب العربي لم تعد ضامنا حقيقيا لهذه المفاوضات. وكان الرئيس الفلسطيني « محمود عباس قال في وقت سابق إنه لن يقبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة إلا بعد حدوث تقدم في ملفي الأمن والحدود. من جهتها دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس) وثماني فصائل فلسطينية أخرى السلطة الفلسطينية إلى رفض استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وفي ما يتعلق بالتطورات الأخيرة المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري قال المعلم إن تلك المحكمة «شأن لبناني ولن نتعامل معها»، وأضاف أنها «لا تسعى إلى كشف الحقيقة بل لأهداف سياسية». وكانت أنباء تسربت مؤخرا عن إمكانية توجيه المحكمة تهمة تنفيذ الاغتيال إلى عناصر من حزب الله، وهو ما عده هذا الأخير إثارة للفتنة بين اللبنانيين. من جهة أخرى استبعد المعلم شن الولاياتالمتحدة هجوما عسكريا ضد إيران، «إلا إذا قامت إسرائيل بتوريط الولاياتالمتحدة بذلك»، مشيرا إلى قدرة إيران على الدفاع عن نفسها. وعن تطور العلاقات السورية المصرية أوضح المعلم أنها جيدة في شقها الاقتصادي، لكن توجهاتها مختلفة في شقها السياسي قائلا «نحن نمارس سياسات مستقلة تنطلق من مصالح شعبنا وأمتنا ولا نبالي بالضغوط ولا نتلقى دولارات ومساعدات». وفي هذا الإطار كشف المسؤول السوري عن إستراتيجية بلاده في ربط ما يسمى البحار الخمسة (البحر الأبيض المتوسط وقزوين والبحر الأسود والأحمر والخليج) عبر شبكة من المصالح الاقتصادية الأساسية.