إبراز تعدد الجوانب المؤثرة في التجربة الغنية للرياضة المغربية... لم يعد الإبداع ترفاً بل بات شرطاً أساسياً من شروط بناء المجتمع. وعالمنا العربي في حاجة ماسة إلى الإبداع وتوظيفه واستثماره في التنمية من أجل التصدي للتحديات الجسام التي يواجهها. ولذلك، ولأن تشجيع الإبداع مهمّة أساسيّة لمؤسّسة الفكر العربي، قررت نخبة متميزة استلهام فكرة إنشاء جائزة الإبداع العربي، تقول بتقديم إضافة جديدة للحقل الرياضي من خلال المزاوجة بين الرياضة والإبداع كمنضور جديد يعزز ويسهم في تطوير الرياضة العربية . وقد تم استلهام الفكرة من صاحب السمو محمد بن راشد أل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الحكومة وحاكم إمارة دبي. الفكرة تقول بضرورة طرح الآراء والأفكار الجديدة حين مواجهة التحدي، ومن جهة أخرى بضرورة الاقتداء بخبرة الآخرين الذين سبق لهم العطاء في مجال من مجالات الرياضة.وكان للمغرب شرف احتضان أول ندوة ل«الإبداع الرياضي بالمغرب» بقاعة الندوات التابعة لمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، يوم 14 يونيو 2012 أشغال تحت شعار (تجارب رياضية مبدعة) والتي أشرف على تنظيمها مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي بشراكة مع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والجمعية المغربية «رياضة وتنمية». وسعت الندوة العلمية إلى مقاربة الإبداع الرياضي المغربي، على اعتبار أن المغرب يعد من بين البلدان العربية التي نجحت في ولادة نجوم من العيار الكبير في عدة رياضيات، خصوصا في كرة القدم وألعاب القوى والملاكمة والتنس... الجائزة الرياضية التي تعيش عامها الرابع، اختارت المغرب ضمن الدول المقرر زيارتها لعقد لقاءات مع رياضييها وصحافييها، إلى جانب الشقيقتين مصر والأردن، للتعريف بالجائزة وأهدافها وتقدير مجهودات الرياضيين العرب. وبمناسبة شهر رمضان، تنشر بيان اليوم، كلمات ومداخلات الأساتذة والمؤطرين والشخصيات المشاركة في هذه الندوة، التي ستنشر في كتاب، وذلك بعد موافقة أحمد شريف الأمين العام لجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي الذي لم ير مانعا في تعميم الفائدة ونشر الفكر على نطاق واسع خدمة للرياضة المغربية والعربية وللمبدعين في مجال الرياضة،. الدكتور زوغار عبد القادر: التهيىء النفسي يمكن الممارس من تفادي الارتباك وتدبير التركيز وصولا إلى كسب الثقة في النفس 2/2 أستطيع القول أن الفرق الكبيرة على المستوى العالمي والتي أخذت شهرة عالمية واحتراما دوليا هي فرق يتمتع لاعبوها بالهدوء النفسي والتركيز العالي والتحكم في الأعصاب ولا ننسى الأداء الفني الجيد وبعض تلك الفرق يوجد لديها أخصائيون في التهيء النفسي يساعدون في تأهيل اللاعبين للمواجهات الحاسمة، ولهذا فان التأهيل النفسي قبل المواجهات الهامة عامل مهم ويجب تفعيله. ليس هذا مجرد كلام .إنه تقنيات ذهنية على اللاعب تعلمها وكسبها وتوظيفها قبل وخلال وبعد المباراة. إنها أساسيات التهيئ الذهني التي يجب التركيز عليها في مختلف المراحل. إنها تقنيات على اللاعب تعلمها لأنها لا تسقط من السماء، وهي تمكنه من تفادي الارتباك وتدبير التركيز وصولا إلى كسب الثقة. وهناك تقنيات لكسب هذه الثقة لعل أهمها هي التخيل والصور الملتقطة التي تسمح لكل لاعب بان يعيش المقابلة قبل أوانها. وحين نجعل اللاعب يكسب الثقة نمر إلى استخراج الطاقات غير المستعملة، وللعلم بالشيء أقول أن الإنسان يستعمل من 5 فقط من قوته في حين تظل نسبة ال90 بالمائة معطلة، لا تستعمل إلا في الحالات الخطيرة. كثيرة هي التجارب التي استعملت فيها أفلام للتحفيز أو مكالمات هاتفية من الأقارب لتحفيز الذات على استعمال الطاقة المعطلة، وأذكر في هذا المجال فيلم روكي الذي استعمل في تجارب خاصة بالعدائين أثمر بعض عرضه تحطيم كل الأرقام التي حققها هؤلاء العدائين قبل مشاهدة الشريط. أذكر أيضا توصل هشام الكروج البطل العالمي لمكالمة من والده قبل سباق من بين السباقات الهامة في مسيرته الرائعة كعداء عالمي، وكان هناك تأثير ايجابي على معونياته، وأذكر أيضا مراقبة الملاكم الأسطورة محمد علي لتنقلات نحلة وفراشة واستلهامه تحركاتهما في تقنيات توجيه ضرباته للخصم، اذن الحالة الذهنية للرياضي تمكن من انجاز متميز، وعلى المهيء النفسي أن يلم بهاته الحيثيات مثلما يجب عليه أن يكون دائما الأقرب للاعب وللفريق في المستودع والحافلة والملعب وفي كل الأماكن التي قد يرتادها الرياضي من أجل دراسة سلوكه. فهذا القرب يمكم من تتبع كل اللاعبين الذين تخلف سلوكاتهم، فهناك اللاعبين الذين يخلقون مشاكل للمدرب لكنهم ممتازون، وبالتالي فهذه الفئة تحتاج معاملة خاصة لتصحيح اعوجاجاته، وجعله مؤهلا لتوظيف تقنياته ما سيمكنه من تدبير الإحساس بالارتباك واكتساب الثقة في النفس واكتساب مهارات التحكم وتدبير المواقف التي قد تعترضه أثناء التنافس الرياضي. كي لا أطيل في مداخلتي، اسمحوا لي أن أوجه ندائي إلى مسؤولي الأندية لأقول أن عليهم أن يتحلوا بالثقة والهدوء في تعاملهم مع اللاعبين، لأن ذلك سينعكس ايجابيا على اللاعبين وعلى حالتهم النفسية، مما يجعلهم يقدمون أفضل المستويات. نعم للتهيئة النفسية الرياضية دور كبير في ذلك. فالفريق عندما يتفانى ويأخذ المباراة بجدية ورغبة في الفوز، فان ذلك ينعكس بالإيجاب على الأداء داخل الملعب أثناء اللقاء. المهيئ النفسي لديه القدرة على تقييم نفسية اللاعب وأي تغير في معنوياته وتحديد الكفاءة النفسية له ، بل ورفع معنوياته وثقته بنفسه وعلاج أي سبب يضعف الثقة والأداء لدى اللاعب، والأخصائي النفسي يتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ أداء اللاعب الذي قد يؤثر على أداء الفريق ككل فقد شاهدنا نجوما يختفون في مباريات هامة ولم يقدموا العطاء المأمول منهم بالرغم من ثقة الجماهير والمسؤولين فيهم ومعرفة الجميع بما في ذلك الأجهزة الفنية بقدراتهم.