تحدي ضخم يضع على عاتقنا مسؤوليات جسيمة للدفع بعجلة الوحدة والتآزر والبناء المشترك إلى الأمام تحت شعار من أجل إعادة بناء توافق وطني- عقد حزب جبهة القوى الاشتراكية بالجزائر مؤتمره الخامس أيام 23 و24 و25 مايو 2013، بزرالدة قرب الجزائر العاصمة. وقد حضر أشغال المؤتمر ما يزيد عن ألف مؤتمرة ومؤتمر انتدبوا من حوالي 50 ولاية، إلى جانب وفود أجنبية من بينها حزب التكتل التونسي وحزب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والحزب الاشتراكي الفرنسي وممثلين عن ثلاثة أحزاب مغربية، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية. وقد مثل حزب التقدم والاشتراكية في هذا المؤتمر وفد يضم كلا من محمد خوخشاني وعلي الإدريسي، عضوي المكتب السياسي. وكان للكلمة التي ألقاها علي الإدريسي، عضو الديوان السياسي، باسم حزب التقدم والاشتراكية، وقع كبير لدى المؤتمرات والمؤتمرين وتجاوب متميز عكسته تهاني المشاركات والمشاركين وتفاعلهم التلقائي. وفيما يلي النص الكامل لهذه الكلمة. بسم الله الرحمن الرحيم أيتما تيستما إمدوكال نوكراو ويس سموس نوكابار ن FFS، إنوجيون نوكابار FFS ، أزول أمقران فلاون، إسوس مانع –يسرنا – أد نيلي أكيدون كوكراو نون ويس سموس حما أداون نسيوض أزول نيمدوكال نون نوكابار نتقدم والاشتراكية PPS، أيها الرفاق الأعزاء في جبهة القوى الاشتراكية يسرنا أن نبلغكم التحيات الحارة لرفيقاتكم ورفاقكم في حزب التقدم والاشتراكية ومتمنياتهم أن تكلل أشغال مؤتمركم هذا بالتوفيق، وأن تتمخض عن هذه الأشغال مقررات ونتائج تبوئ حزبكم العتيد المكانة التي تليق به في المشهد السياسي بالجزائر الشقيقة. كما نتقدم باسم كافة مناضلات ومناضلي PPS بأصدق التعازي وأخلص المواساة للمناضل الكبير أخينا العزيز الحسين آيت أحمد على إثر الخطب الجلل الذي ألم به بفقدانه لشقيقته وابن عمه. ونرجو الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدين برحمته الواسعة وأن يلهم أهلهما وذويهما جميل الصبر وحسن السلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. أيتها الرفيقات العزيزات، أيها الرفاق الأعزاء، الأخوات والإخوة الأفاضل، إن انعقاد المؤتمر الخامس ل FFS الذي يصادف الذكرى الخمسين لتأسيس هذا الحزب العتيد، ليعد محطة نضالية متميزة في مسار جبهة القوى الاشتراكية، هذه المحطة التي ستتدارسون خلالها العديد من القضايا ذات الطابع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي سواء منها التي تخص الجزائر الشقيقة أو تلكم المرتبطة بجوارها الإقليمي والجهوي أو القضايا ذات البعد الدولي. وإنه ليسعدنا في PPS أن نعاين الانتشار الفعلي لجبهة القوى الاشتراكية الذي يفد اليوم مؤتمروه ومؤتمراته من ما يناهز 50 محافظة، هذا الانتشار الذي يعطي الدليل الساطع على تبني شرائح واسعة من الشعب الجزائري الشقيق لمرجعياته الفكرية ولأطروحاته ولبرنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي من جهة. هذا الانتشار الذي يؤكد من جهة أخرى على أن الحزب حزب وطني بامتياز وذو إشعاع وطني وليس محصورا على مجال ترابي دون آخر. كما يسعدنا أن نلتقي بقياديي ورموز هذا الحزب المناضل. ونخص بالذكر الأخ القائد الحسين آيت أحمد الذي قرر تسليم مشعل قيادة حزبه بعد أن كرس حياته للدفاع بدون هوادة عن المصالح العليا للجزائر وعن القضايا العادلة للشعب الجزائري الشقيق. وإذا كنا موقنين بأن FFS بذكائه الجماعي وبطاقاته الخلاقة والمخلصة سيفلح في تلقي هذا المشعل، اسمحوا لي أن أقول إن رجالات من عيار الحسين آيت أحمد يخلفون ولا يعوضون. ونحن واثقون من أن القيادة الجديدة ل FFS ستكون خير خلف لخير سلف وستواصل مشوار هذا الحزب من أجل عزة ورفعة وكرامة وتقدم الشعب الجزائري الشقيق. كما نسجل باعتزاز توفقكم في اختيار شعار مؤتمركم الخامس: - من أجل إعادة بناء توافق وطني-« Pour la reconstruction d'un consensus national »، وهو الشعار الذي يترجم إدراككم العميق لضرورة بل وإلزامية الوصول إلى توافق القوى الحية للجزائر الشقيقة، هذا التوافق الذي يمثل خشبة النجاة لشعوبنا لرفع التحديات المطروحة علينا جميعا كشعوب المغرب الكبير. وهو الشعار الذي تبنيناه كذلك في حزب التقدم والاشتراكية إبان مطالبتنا بتعميق الديمقراطية وتوسيع مجال الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان. وهذا يدل على تطابق وجهات النظر وتحاليل حزبينا اللذين يتقاسمان نفس الانشغالات ويحدوهما نفس الطموح ويتقدمان بنفس البدائل والمقترحات. رفيقاتي العزيزات، رفاقي الأعزاء، أيها الإخوة الأفاضل إن نجاح أشغال مؤتمركم هذا هو نجاح لشعبينا ولكل قواهما الحية في أفق جمع الشمل في إطار وحدة مغاربية تصون لشعوب المغرب الكبير حقوقها، وتضمن كرامتها ورفعتها وتحقق تطلعاتها وانتظاراتها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في زمن أصبح فيه حجم التحديات أكبر وأعقد من أي وقت مضى، زمن يفرض التكتلات الإقليمية حتى بين الشعوب التي يربطها النزر القليل من القواسم المشتركة وبالأحرى بالنسبة لفضائنا الرحب كشعوب مغاربية تجمعها أواصر التاريخ والجغرافيا والمحددات الثقافية وموروث ثقافي وحضاري ضاربة جذوره في عمق تاريخ، وتحدوها في نفس الآن، تطلعات الوحدة والاندماج والازدهار. وهذا يستلزم بذل كل الجهود لتوفير شروط تحقيق الاندماج المنشود عبر تهييئ الظروف الكفيلة بخلق تكتل سياسي واقتصادي قوي ومؤثر يؤهل المجموعة المغاربية لأداء الأدوار المنوطة بها إقليميا وجهويا ودوليا. وهذا تحدي ضخم يضع على عاتقنا كأحزاب ديمقراطية تقدمية واشتراكية مسؤوليات جسيمة للدفع بعجلة الوحدة والتآزر والبناء المشترك إلى الأمام لتحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من حرية وكرامة ومساواة وتقدم وازدهار..فقد أصبحت التكتلات الاقتصادية الجهوية مسألة حيوية بالنسبة للدول الطامحة للعب دورها كاملا كوحدات حية فاعلة ومتفاعلة ضمن نسيج المجتمع الدولي المعاصر. وتحية مجددا للمؤتمر الخامس لجبهة القوى الاشتراكية. وعاشت علاقات الود وروابط النضال والقيم المشتركة بين FFS وPPS. إمدوكال إعزان أرنسيتيم إواكراو النون أدياوض إسويتن النس أرنسيتيم أطاس أبوغلو دووسان إصبحن إويذوذ نتمورت ندزاير تنميرت النون.