ممثلو الوفود الأجنبية المشاركة في مؤتمر حزب التقدم والاشتراكية يدعون الى توحيد اليسار العربي نواصل في عدد اليوم، نشر كلمات الوفود الأجنبية، المشاركة في المؤتمر الثامن لحزب التقدم والاشتراكية، والتي ألقيت في جلسة التضامن التي خصصها الحزب لكل الوفود الأجنبي. ------------------------------------------------------------------------ و أجمع ممثلو الوفود التي ننشر كلماتها، اليوم، على ضرورة الرفع من وتيرة التعاون بين أحزاب اليسار في العالم العربي، حتى يستعيد مكانته وموقعه. وفي هذا الصدد، اغتنمت المناضلة، ماري ناصيف الدبس، نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، الفرصة أثناء إلقاء كلمتها، لإطلاق مبادرة دعوة اليسار في العالم العربي والقوى الوطنية والقومية التحررية إلى لقاء في بيروت، يعقد في أواخر الصيف المقبل، من أجل توحيد الرؤية حول مايجري، والعمل على بلورة مشروع يساري للتغيير في العالم العربي. ومن جهته، أشارت كلمة الجبهة الديمقراطية، إلى أن اليسار في العالم بدأ يستعيد نهوضه الهجومي، ويحتل مواقعه في مقدمة الحركة الشعبية وعلى رأسها، بعدما أكدت الرأسمالية المعولمة مرة أخرى، فشلها في حل مشاكل الكون. فيما خصص المناضل التقدمي كاضم الموسوي، من العراق، جزءا مهما من كلمته للحديث عن الحركة اليسارية في أمريكا اللاتينية وفي مناطق عدة من أوروبا وأنحاء مختلفة من آسيا، التي بدأت تستعيد سياستها الهجومية ومواقعها في البرلمانات والحكومات والمجالس المحلية، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن اليسار العربي، حيث قال في هذا الصدد، أن اليسار العربي، إما ينهض ببطء شديد، دون أن يتمكن من استعادة مواقعه السابقة، وإما أنه ما زال يعاني ما يعانيه من علامات ضعف وتردد، ويفتقد القدرة على لعب دوره المنشود في صفوف الحركة الجماهيرية، ينافسه في ذلك اليمين العلماني واليمين الديني ،داعيا إلى إعادة النظر بالصيغة المحدودة التي تجمع عدداً من الأحزاب الشيوعية العربية لصالح صيغة أكثر رحابة، تأخذ بعين الاعتبار إشراك صف جديد من القوى اليسارية وتطوير آليات انعقاد هذا الإطار، بحيث يشكل حدثاً سياسياً مميزاً له انعكاساته على مجمل الحياة السياسية في المنطقة العربية. نايف حواتمة في رسالة الى المؤتمر اليسار في العالم بدأ يستعيد نهوضه الهجومي ويحتل مواقعه في مقدمة الحركة الشعبية الرفيق العزيز إسماعيل العلوي الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الشقيق الرفاق والرفيقات رئاسة المؤتمر الثامن للحزب الرفاق والرفيقات أعضاء المؤتمر أيها الحفل الكريم من قلب فلسطين، قطاع غزة المحاصر بالدبابات، والنيران، والضفة الفلسطينية الممزقة بالحواجز والاستيطان، والقدس المقاومة لمشاريع التهويد، من قلب المقاومة الشعبية للاحتلال، والاستيطان، من قلب مخيمات اللجوء والشتات حيث الصبر المديد، والعودة الحتمية إلى الديار والممتلكات من داخل سجون الأسر، ومن بيت كل شهيد، ننقل إليكم تحياتنا، وتهنئتنا بانعقاد مؤتمركم الثامن، ونحن على ثقة بأنه سوف يخرج بقرارات تستجيب لطموحات قواعد حزبكم، وأطره الصديقة وطموحات شعب المغرب الشقيق، نحو تكريس الديمقراطية وتعميقها، وتعزيز دور اليسار والقوى الديمقراطية على طريق العدالة الاجتماعية، والدفاع عن مصالح الفقراء والعمال والشغيلة وأصحاب الدخل المحدود، ولأجل ثقافة ديمقراطية تتصدى للظلاميات في عصر أرادوه ظلاميا، سياسيا، وفكريا واقتصاديا. أيها الرفاق أيتها الرفيقات اليسار في العالم بدأ يستعيد نهوضه الهجومي، ويحتل مواقعه في مقدمة الحركة الشعبية وعلى رأسها، بعدما أكدت الرأسمالية المعولمة مرة أخرى فشلها في حل مشاكل الكون، وأكدت في السياق نفسه أنها في خدمة أقليات جشع، تنظر للإنسان باعتباره مجرد آلة لتحقيق أرباحها وأطماعها غير المحدودة. ونحن ننظر إلى تقدم دور اليسار والقوى الديمقراطية في المغرب وفي العالم، نعي أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق اليسار الفلسطيني، والجبهة الديمقراطية فصيل رئيسي من فصائله، لذلك نعمل بلا كلل وبلا ملل من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، واستعادة الوحدة الوطنية، وإصلاح أوضاع م. ت. ف. والسلطة الفلسطينية ومواصلة استنهاض الحالة الشعبية بكل أشكال المقاومة المشروعة، بما فيها المقاومة المسلحة، إلى أن يحمل الاحتلال والاستيطان، العصا، ويرحلا من فوق أرضنا الفلسطينية لتقوم دولتنا المستقلة كاملة السيادة، بحدود الرابع من حزيران يونيو67، وعاصمتها القدس، ويعود اللاجئون الى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العالم 1948. أيها الرفاق أيتها الرفيقات إننا نثمن عاليا الدور الذي يلعبه حزب التقدم والاشتراكية، وباقي القوى السياسية والشعبية في المغرب الشقيق، في خدمة قضيتنا الفلسطينية ودعم شعبنا وصموده، كما نثمن الدور الذي يلعبه جلالة الملك محمد السادس وحكومته الرشيدة برئاسة الصديق عباس الفاسي. لكم التحية ولكم التقدير ولكم تحية فلسطين الحسين آيت أحمد، الزعيم التاريخي للثورة الجزائرية في كلمته أمام مؤتمر حزب التقدم والاشتراكية إذا لم يتم التعامل مع المستقبل بالوضوح والجدية المطلوبتين، فإننا سنظل على هامش التاريخ عبر الزعيم التاريخي للثورة الجزائرية، الحسين آيت أحمد، عن سعادته بالتواجد بين رفاقه في حزب التقدم والاشتراكية، وبأن يتقاسم معهم "هذه اللحظات الجميلة من التفكير والحوار السياسي". وأضاف رئيس جبهة القوى الاشتراكية بالجزائر في كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر الثامن لحزب التقدم والاشتراكية، يوم السبت الماضي، في إطار جلسة التضامن بمساهمة الأحزاب الأجنبية، أن المناضل السياسي ليس بصانع معجزات ولا بمحارب العصور الحديثة، بل هو مواطن واع بالرهانات الظرفية، وأن الحياة النضالية، تختصر في البحث الدائم عن التوفيق بين الخطاب والممارسة. وقال أيضا في هذا الصدد، إن المناضل اليساري، يجب أن يكون متجذرا في المجتمع، دون أن يعني ذلك الانغلاق في هذا المجتمع. ولم يخف رئيس جبهة القوى الاشتراكية، الذي كان على رأس وفد يضم أربعة مناضلين، تخوفه من تراكم "إشارات التراجع الإقليمي"، في الوقت الذي "تتم فيه إعادة رسم العلاقات الدولية". وقال، إنه "إذا لم يتم التعامل مع المستقبل بالوضوح والجدية المطلوبتين، فإننا سنظل على هامش التاريخ"، معتبرا "أننا نعيش في عالم يتسم بالصراع من أجل الموارد، وأن الحياة بكل بساطة، ستنعم بها أمم تشارك في كتابة التاريخ، على حساب أمم أخرى تعيش على هامش هذا التاريخ". وبعد أن أشار الزعيم التاريخي للثورة الجزائرية، إلى نواقصنا المتمثلة في التخلف السياسي والاقتصادي والثقافي، اعتبر أن الحل لتجاوز هذه الوضعية يتمثل، في التنمية الديمقراطية وحدوث تحولات في أنماطنا السياسية. كما لم تخل هذه الكلمة، من توجيه نقد لجزء من نخبة دول المغرب الكبير، بقوله، إن "جزءا مهما من نخبنا انسحب من المعركة الجماعية لفائدة بناء مغرب عربي قوي وديمقراطي وموحد منكب على تحقيق مصالحه". وعاش المؤتمرون لحظات قوية، خلال هذه الجلسة المخصصة للتضامن مع الوفود الأجنبية، من خلال تعبيرات جميلة، بين ممثلي هذه الوفود وأعضاء حزب التقدم والاشتراكية، تعكس بعمق مدى أواصر التقدير والمحبة التي تجمع بين ممثلي الأحزاب الصديقة ورفاقهم في حزب التقدم والاشتراكية. وكان المؤتمرون قد استقبلوا، بحفاوة كبيرة، ممثلي الوفود الأجنبية من دول: فرنسا، إسبانيا، اليونان وقبرص، ومن إفريقيا، أنغولا والسينغال، ومن الدول العربية، موريطانيا، تونس، العراق سوريا ولبنان، ووفود أخرى أيضا من اليابان والفيتنام والصين الشعبية، إضافة إلى ثلاث قوى سياسية من فلسطين. محمد شعبان عن حزب AKEL القبرصي متأكد أنكم ستحققون كل طموحاتكم لأنكم شرفاء في نضالكم رفيقاتي رفاقي نحن في قبرص، نعلم جيدا ما معناه أن تكون حزبا له قاعدة ماركسية وتكون في السلطة في بلد تطوره رأسمالي. فحزبنا مر بظروف مشابهة للظروف التي مررتم بها، ونحن أيضا همنا الوحيد هو خدمة الإنسان العادي وتحقيق طموحاته على صعيد المساواة الاجتماعية. ولكي يتحقق هذا، يجب علينا أن نمارس عملنا ونضالنا في ظروف سلمية بعيدة عن العنف و الحروب، وهذا ما يطمح له الشعب القبرصي، ولهذا يناضل حزب AKEL إلى جانب رئيس الجمهورية Demetris Christofia من أجل إيجاد حل دائم وعادل للمشكلة القبرصية، في بلد يعيش فيه القبارصة الأتراك والقبارصة اليونان في بلد موحد وعادل كما عاشوا سويا في القرون الماضية. رفاقي، رفيقاتي إن طموح حزبكم من أجل محو الأمية والفقر، كما المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية بين أفراد شعبكم، إن كان من الناحية الصحية أو الثقافية هو طموح كل شعب شريف، وهو طموح عادل، وأنا متأكد أنكم ستحققون هذا الطموح، لأنكم شرفاء في نضالكم، ولتكن تجربتكم في التناغم مع واقعكم في تجربة قد تغير كل شعب يتطلع للسلم والعدالة في بلده. رفيقاتي ورفاقي، اسمحوا لي أن اعبر لكم عن تمنيات حزب AKEL القبرصي لكم متمنيا النجاح والصحة في أعمال مؤتمركم الثامن ولكل الشعب المغربي. البارحة، استمعنا إلى خطاب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الرفيق إسماعيل العلوي، وأقول لكم، رفاقي، أنني شعرت بالفخر والاعتزاز، كون رفاق من حزب ذو قاعدة ماركسية يقوم بدوره الفعال في تشكيلة حكومية متنوعة وعبر ممارسة ديمقراطية صحيحة في هدف تحسين وحل مشاكل الفرد المغربي البسيط في كل أنحاء البلاد، وهذا مانتميز به في الأحزاب الشيوعية. فهمنا وأساس اهتمامنا هو الإنسان وتحسين وضعه بغض النظر من وضعه الاجتماعي أو الطبقي أو القومي أو الديني. بالطبع، كي يكون حزبكم على ما هوعليه اليوم، فقد مر بظروف صعبة وخاصة أفراد قيادته، التي عانت من أساليب قمع أو سجن أو اغتيالات أو العمل السري، حتى أخيرا، أثمر نضاله ويكون اليوم مشاركا فعليا في السلطة. وأنني متأكد كدأكد أن المسيرة والنضال لم تنته هنا، بل على العكس، فالنضال اليوم أصعب ويتطلب تضحيات أخرى حتى يحافظ الحزب على هذه المكتسبات. وهذا يتطلب بالضبط دعمكم له والمزيد من الالتفاف حوله ووجودكم هنا هو أكبر دليل على هذا الدعم. فهنيئا لكم وللشعب المغربي بانجازات حزبكم عاش مؤتمركم الثامن عاشت الصداقة المغربية القبرصية عاش نضال الشعب المغربي عاش حزب التقدم والاشتراكية.. د. ماري ناصيف - الدبس، نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ضرورة العمل على بلورة مشروع يساري للتغيير في العالم الرفيقات والرفاق الأعزاء أعضاء المؤتمر الثامن لحزب التقدم والاشتراكية الشقيق، باسم قيادة ومناضلي الحزب الشيوعي اللبناني، وباسم قيادة وأعضاء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي حررت بيروت ولبنان من الاحتلال الاسرائليلي، نتقدم من مؤتمركم بأسمى التمنيات، آملين أن تنتهي أعماله باتخاذ القرارات المناسبة من أجل التغيير الديمقراطي الذي تنشدونه، في بلدكم وعلى الصعيد العالمي، باتجاه تقدم البشرية وبناء الاشتراكية والسلام العالمي. كما نود أن ننقل لكم شكر حزبنا وشعبنا على تضامنكم الدائم مع نضالنا من أجل تحرير وطننا ومنع العدوان عن شعبنا. أيتها الرفيقات، أيها الرفاق،يمر العالم، اليوم، بمرحلة خطيرة تكاد تذكرنا بأوائل القرن الماضي، وبالأزمة التي عصفت بالعالم والتي أدت، بعد الحرب العالمية الأولى المدمرة، إلى نشوء النازية والفاشية وإلى الحرب من جديد. فالرأسمالية المعولمة تحاول، مرة جديدة، حل الأزمة التي انفجرت منذ سنتين على حساب شعوب العالم وقواه المنتجة. بل إنها لاتتوانى عن إغراق بلدان بأكملها في أتون الحروب والانهيارات الاقتصادية، رابطة مصير البشرية واستمرار الحياة على كوكب الأرض بما تريده حفنة من أصحاب الشركات والمصارف الذين جنوا الأرباح الطائلة وجمعوا الثروات الضخمة بينما ملايين البشر، بالمقابل، يموتون من الجوع والمرض والحروب. وإذا كانت مفاعيل هذه الأزمة الجديدة، لم تستثن لاشعب الولاياتالمتحدة ولابلدانا بأكملها في الاتحاد الأوروبي، وصولا إلى احتمال انهيار هذا الاتحاد تحت ضربات الشركات المالية الأمريكية وتوجهات صندوق النقد الدولي، إلا أن ما يجري في عالمنا العربي، ومنه فلسطين ولبنان والعراق بالتحديد، يشكل خطرا كبيرا، ليس فقط على الثروات التي تختزنها أرضنا، والتي تنهب اليوم بكل فظاظة من قبل بعض الشركات الأمريكية العابرة للقارات، بل خاصة على وجود الانسان العربي نفسه. ذلك أن مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي تراجعت الولاياتالمتحدة عنه ظاهريا ليس إلا، ينفذ اليوم، وبعد تقسيم العراق وتشريد وقتل الملايين من أهله، على أرض فلسطين التي يجري تهويدها، بدءا بالقدس وامتدادا إلى الضفة الغربية كلها. أما لبنان، فالتحضيرات الاسرائيلية العدوانية، المدعومة أمريكيا، مستمرة ضد أبنائه ووحدة أرضه، فلا يمر يوم دون انتهاك بري أو جوي لأرضنا، في وقت تغض فيه قوات الأممالمتحدة الطرف عن تلك الخروقات وكذلك عن التهديدات التي تطلق ضده في حال استمرت المقاومة ممتشقة سلاحها. والمؤسف في هذا الصدد، هو الموقف المخزي الذي اتخذه النظام الرسمي العربي تجاه ما يجري. فمكونات هذا النظام، الذين استسلموا لتوجهات الادارة الأمريكية السابقة واملاءاتها التي كانت تنقلها كوندوليسا رايس، وزيرة خارجية جورج بوش، عادوا فصفقوا لمشاريع إدارة الرئىس باراك أوباما، وأولها تحويل إسرائل إلى "دولة اليهود في العالم" على حساب القضية الفلسطينية وشعب فلسطين وحقه في العودة إلى أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس. أيتها الرفيقات، أيها الرفاق، هذه هي الحال، باختصار: أزمة رأسمالية حادة تلقي بظلالها على بلداننا التي تئن تحت ثقلها، ونظام رسمي يتماهى مع المحتل أو يسكت عن مشاريعه، ومشاريع عدوانية جديدة تحضر في الخفاء، بينما يتم تشريد شعوب وذبح أخرى. أما اليسار العربي، فغارق، هو الآخر، في أزمته التي انفجرت منذ عشرين عاما، وإذا كان هذا اليسار قد قام بنضالات بطولية في أكثر من بلد وعلى صعيد أكثر من مجال، إلا أن انجازاته بقيت جزئية ولم تتبلور في مشاريع للتغيير على الصعيدين العربي العام والوطني. لذا، نود أن نغتنم فرصة وجودنا بينكم اليوم، لاطلاق المبادرة التي بدأنا ببحثها داخل المكتب السياسي لحزبنا والتي نلخصها بدعوة اليسار العربي والقوى الوطنية والقومية التحررية إلى لقاء في بيروت، يمكن أن يعقد في أواخر الصيف المقبل، هدفه توحيد الرؤية تجاه ما يجري وبلورة مشروع يساري للتغيير في العالم العربي، يتضمن تنظيم المواجهة الوطنية العربية للعدوان والسيطرة الأمريكية والاسرائىلية على شعوبنا وأوطاننا، إضافة إلى مسألتي الديمقراطية والمساواة. الرفيقات والرفاق.. نجدد تمنياتنا بالنجاح لمؤتمركم، ونحن على يقين أن القيادة الجديدة لحزبكم، ستبقى أمينة لتطلعات الشعب المغربي الشقيق في التقدم والاشتراكية، وهما الصفتان اللتين اختارهما مؤسسو حزبكم من أجل تحديد الأفق الذي تسيرون إليه. د.كاضم الموسوي، مناضل تقدمي من العراق ادعوكم إلى تحفيز النقاش حول سبل بناء حركة اليسار في عالمنا العربي الرفيقات العزيزات الرفاق الأعزاء أعضاء وضيوف المؤتمر الوطني الثامن لحزب التقدم والاشتراكية أحييكم وأشكركم على الدعوة الكبيرة، لأكون معكم في أشغال المؤتمر الوني الثامن لحزبكم المناضل متعايشا معكم ومع شعبي وبلدي الثاني، وإسمحولي أن أتمنى لكم كل النجاحات في أعمل مؤتمركم هذا، لكم ولحزبكم، حزب الكادحين المغاربة، شغيلة اليد والفكر، حزب المكافحين من أجل التقدم والعدالة والحداثة والتغيير، حزب البطولات في معارك التحرير ضد الاستعمار الفرنسي من أجل حرية الشعب وسعادته وحماية استقلاله وسيادته وفي سبيل الاستمرار في الانتقال الديمقراطي والتحول المنشود، ومن أجل بناء التحالف اليساري الديمقراطي الذي يحقق للشعب المغربي ما ناضل وما قدم من تضحيات الجسام في سبيل النهوض به وتحقيق الأهداف، في التحرر والتقدم والتنمية والحرية والكرامة والعدالة والتغيير الديمقراطي، والتي بدونه لا يمكن أن تنجز لمصالحه ومستقبله. ينعقد مؤتمركم هذا، في ظل ظروف دولية وعربية محتدمة التناقض والصعوبات. تكتنفها أزمات متلاحقة على مختلف الأصعدة والاتجاهات. وتشهد صراعات دولية متعددة الأوجه والمجالات تحت شراسة هجمة الامبريالية العالمية على متسببات الشعوب، وخاصة المخططات الامبريالية الصهيونية الأمريكية، التي استفردت بالقرار الدولي فترة سوداء في ممارستها ووحشيتها في النهب والهيمنة والاستعمار والاستغلال، ومن أبرز ما قامت به في عالمنا العربي والإسلامي، شن حرب دروس على أفغانستان وغزو واحتلال العراق ودعم عدوان همجي على لبنان وغزة.. وتريد أن تواصل حروبها في أكثر من بلد من عالمنا العربي والإسلامي وبشتى السبل ومنها نشر قواعدها العسكرية وأجهزة مخابراتها وإعلامها في كل تلك البقعة من الكرة الأرضية لتمعن في الهيمنة عليها وعلى ثرواتها وتفتيت شعوبها وأوطانها وتغرقها في أتون أزماتها وصراعاتها الدولية. كما تواصل الإمبريالية الأمريكية سياسات دعمها للكيان الإسرائيلي الصهيوني، الذي كما ترون يواصل مشاريعه في قضم الأرض الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني وأسر أبنائه وبناته وأطفاله في معسكرات اعتقاله ويرهب ليس الشعب الفلسطيني، المحتل لأرضه وحسب، وإنما كل منطقتنا العربية، ويهدد العالمين العربي والإسلامي بتفوقه النووي ومخططاته الإرهابية والدموية، التي امتاز بها منذ زرعه في قلب الوطن العربي وإلى يومنا هذا. إن هذه المخططات المشتركة الأمريكية والصهيونية تشكل سيفا مسلطا على نضالات شعوبنا العربية والإسلامية وتضغط باتجاه تعميق التخلف والتجزئة والتمزق، وكذلك توسيع أطر الهيمنة الاستعمارية بأساليبها القديمة على ثروات وطموحات شعوبنا وبلداننا التي كافحتها عقودا طويلة، وسجلت صفحات مجيدة في حركة تحررها الوطني. وللأسف، تمكنت هذه السياسات والمخططات من تعميق الارتباطات الرسمية في أغلب البلدان العربية والإسلامية بها، ودفع حكوماتها إلى التراجع عن إنجاز مهمات التحرر الوطني والاستقلال والسيادة، وإلى الإمعان في سياسات القمع والسجون والتعذيب وانتهاك الحريات العامة وحقوق الإنسان، وتعميق التفاوت الطبقي والاجتماعي والتفريط بالثروات والأوطان ومستقبل الأجيال. ورغم الهجمة الشرسة للامبريالية، فإن الشعوب وحركات تحررها وتقدمها في أكثر من مكان على المعمورة لن تركع، بل قدمت صورا كفاحية وتضحيات كبيرة دفعت الامبريالية إلى التراجع عن مواصلة سيرها أو التفكير بتبديل مخططاتها، كما هو حاصل الآن في انتصارات اليسار التقدمي في أغلب بلدان أمريكا اللاتينية عبر صناديق الانتخابات بالوسائل السلمية والبرامج الديمقراطية، وصمود كوبا وفيتنام وكوريا الشمالية وحتى الصين، كما أن حركات المقاومة العربية والإسلامية في أكثر من بلد هي الأخرى قد أوقفت الكثير من مشاريع العدوان والغزو والهيمنة الامبريالية، كما حصل في التصدي الشجاع إلى حروب العدوان الغاشمة على شعوبنا في لبنان وفلسطين والعراق خصوصا،رغم اختلال موازين القوة والقوى الغازية. ومفيد أن ننظر أيضا إلى فشل ما سمته وسائل إعلام الامبريالية العالمية بالثورات الملونة، القرنفلية والبرتقالية وغيرها بعد أن جربت حركاتها حظها في السلطة والحكم ورفضتها الشعوب التي غرر بها، ولاسيما في البلدان المنظومة الاشتراكية سابقا التي تعرضت إلى حملات وانقلابات بالضد من مصالح شعوبها الحقيقية، مستغلة تباطأ تنميتها الاقتصادية والبشرية وتكرس عمليات التجديد والتغيير في مؤسساتها الحاكمة وبنائها السياسي كل دلك أدى إلى توقف في المد الاستعماري بأوجهه المختلفة في أكثر من منطقة في العالم، عززتها ما حملته من عوامل داخلية ودوافع متنوعة كشفت عمق أزمة الرأسمالية البنيوية وسياسات بلدانها العدوانية والوحشية. هذه القضايا وغيرها تعطي مؤشرات جديدة على تأزم وتراجع الامبريالية العالمية عن مشاريعها الدولية وهيمنتها واستفرادها القطبي الواحد من جهة، ومن جهة أخرى ترسم تصاعدا جديدا في حركة النهوض والتقدم والتغيير العالمية، في التظاهرات المليونية في العواصم العالمية والتظاهرات المليونية في العواصم العالمية ونشاطات الحركات المناهضة للحروب والتكتلات الرأسمالية والمدافعة عن البيئة والسلام والعدالة الاجتماعية والتعاون الدولي. كما أن اتساع الثورة العلمية والتقنية ووسائل الاتصالات العالمية، سهلت من معرفة تلك الأزمات والحالات وتطوراتها داخليا خارجيا، محليا ودوليا، ودفعت بالشعوب إلى التفكير الملخص يحاضرها ومستقبلها ومطالبها ومصالحها، والتهيؤ لمواجهة التحديات الإستراتيجية. أيتها الأخوات أيها الإخوة أيتها الجماهير الأبية لاتنسى مشاهد تضامنكم الشعبية مع قضايا الشعوب العادلة، وتعززت بروح التلاحم مع شعب العراق ،الذي احتل وطنه قبل سبع سنوات، ومازال يقارع الاحتلال بكل الأساليب والوسائل المشروعة. وأصبح واضحا ومعلوما أن مقاومته الوطنية الباسلة في صمودها وتصديها، وبمختلف فصائلها وقواها، الإسلامية والقومية واليسارية، هي التي أوقفت توسع مشاريع الامبريالية الصهيونية العدوانية عليها وعلى المنطقة كما رسمت وخطط لها، وكبدت إدارات و قوات الاحتلال الخسائر الكبيرة، المادية والبشرية، التي عمقت من أزماتها الاقتصادية والأخلاقية والقانونية والسياسية. وكما تعرفون من تاريخ العراق السياسي، امتداد وتواصل صفحات نضال شعبه من ثورة العشرين وثورة تموز/يوليو من القرن الماضي وانتفاضاته الشعبية التي هزت أركان الإمبراطورية البريطانية حينها وكسرت قيود أحلاف الامبريالية التي أرادت تكبيله والمنطقة في خدمة استراتيجياتها الحربية وعدوانها الإجرامي. وبالتأكيد ستكلل تضحيات المقاومة الوطنية، السليمة والمسلحة، بانتصار إرادة العب العراقي، وتصاب المشاريع الاستعمارية بالفشل والخيبة كسابقاتها. وكما تعلمون من خبرتكم وجاربكم في كفاحكم ضد الاستعمار والاحتلال وانتهاكات حقوقها المشروعة، تتطلب نضالات الشعوب ومقاومتها الشجاعة من كل القوى التقدمية والمناضلة ضد الامبريالية مساندتها ودعم جهودها الوطنية في التحرير من الاحتلال وبناء بلادها وفق إرادة شعبها و قواه الحية. أيتها المناضلات.. أيها المناضلون.. مرت على قوانا اليسارية والديمقراطية خلال العقدين الماضيين ظروف قاسية، وضغوط كبيرة من أطراف متعددة، داخلية وخارجية، ولعبت عوامل كثيرة، ذاتية وموضوعية، دورها تفتيت الطاقات وتشتيت الإمكانات، ومحاصرة الفاعلية المعروفة لهده القوى والتيارات التي لا يمكن أن تتطور الحياة السياسية وتتجدد في الأساليب والمناهج والأهداف تعزز نشاطاتها وقدراتها. ولا يمكن بدون نضالاتها وبرامجها وعملها وتوجهاتها أن تنهض وتتطور حركة التغيير في عالمنا العربي، ولهدا من هدا المنبر، اسمحوا لي، أن ادعوكم إلى تحفيز النقاش حول سبل بناء حركة اليسار في عالمنا العربي وتنظيم لقاءاتها وحواراتها مجددا ودعم جهودها لبناء وتقدم شعوبنا نحو الحرية والديمقراطية، نحو التنمية والعدالة، نحو التقدم والاشتراكية. عاش المؤتمر الوطني الثامن لحزب التقدم والاشتراكية، عاشت العلاقات اليسارية بين كل القوى المناهضة للامبريالية وسياستها العدوانية، النصر لكفاح الشعوب في سبيل تحررها وتقدمها وحقوقها العادلة.