أعلن المشاركون في مؤتمر عمان أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون له أي دور مستقبلا في سوريا واعدين بتكثيف دعمهم للمعارضة السورية حتى تشكيل حكومة انتقالية. وجاء في بيان بعد خمس ساعات من المناقشات، أن الدول ال11 المشاركة في المؤتمر اتفقوا على انه «لا يمكن أن يكون لبشار الأسد ونظامه والمقربين منه الملوثة أيديهم بالدم أي دور في المستقبل بسوريا». وأضاف البيان أن «الوزراء أشاروا أيضا انه بانتظار أن يسفر مؤتمر جنيف (مقرر في يونيو) عن تشكيل حكومة انتقالية، سوف يكثفون دعمهم للمعارضة وسيتخذون كل إجراء آخر ضروري». وقبل بدء الاجتماع الذي شارك فيه ممثلون للمعارضة السورية، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسد إلى «أظهار الالتزام من اجل إحلال السلام في بلاده». وأضاف «هناك حاجة ملحة لوقف سفك الدماء الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، وهذا سبب اجتماعنا اليوم». ومن ناحيته، قال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في افتتاح الاجتماع إن «الأسد يواصل قتل شعبه بمساعدة خارجية واستعمل أسلحة محرمة». وأضاف «لقد دمرت سوريا كليا وكل هذا كي يبقى النظام قائما». وأكد للمعارضة السورية التي تمثلت برئيسها بالوكالة جورج صبرة «نحن معكم وسوف نبقى معكم». وشارك في اجتماع عمان بالإضافة إلى المعارضة السورية، وزراء خارجية الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وايطاليا. وعشية اجتماع عمان، طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية جورج صبرة المجتمع الدولي بفتح «ممر إنساني» إلى مدينة القصير الواقعة في محافظة حمص في وسط سوريا والتي تتعرض منذ أيام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 25 ألفا يسكنون في القصير، حيث تشن قوات بشار الأسد أعنف هجمة عسكرية من أجل السيطرة على المدينة الاستراتيجية. ودعا صبرة مجلس الأمن الدولي إلى عقد «اجتماع طارىء» للبحث في الوضع في المنطقة. وقال في بيان وزع أمس «نطالب المجتمع الدولي بفتح ممر إنساني لإنقاذ الجرحى وإدخال الدواء والغوث إلى خمسين ألف محاصر» في منطقة القصير ومحيطها. وأضاف: «منذ أيام، تقوم قوات قادمة من خارج سوريا بمشاركة قوات النظام السوري، بقصف لا سابق له لمدينة القصير (...) يهدف إلى تدمير المدينة تدميرا كاملا ووضع جسم غريب في الطريق الرئيسي الواصل بين جنوب سوريا وشمالها». وتابع «منذ أشهر، وفي هذه اللحظات أيضا، تتدفق نحو سوريا قوات غازية، قوامها خبراء القتل الإيرانيين وميليشيا حزب الله اللبناني، ترفع شعارات طائفية بغيضة تؤسس لصراع طائفي ممتد وعابر للحدود». وطالب مجلس الأمن الدولي «بعقد اجتماع طارئ، وأن يتجاوز القلق إلى الفعل، فبلادنا تنتهك حدودها وسيادتها وحياة مواطنيها». وتوجه صبرة إلى اللبنانيين قائلا إن «النظام السوري وحزب الله ونظام الملالي في إيران يكذبون حين يقولون أنهم يدافعون عن إخوتنا الشيعة السوريين، وأن مقام السيدة زينب معرض للخطر، فهذا المقام موجود في سوريا منذ أكثر من 1300 عام يرعاه السوريون، كل السوريين، بحدقات عيونهم». وأضاف: «النظام والحزب وإيران يبيعونكم الوهم حين يقولون إن سقوط القصير يعني نهاية الثورة السورية... فالثورة السورية لن تنتهي إلا بإسقاط نظام القهر والاستبداد وتحقيق السوريين لحريتهم كاملة». وأكد أن «إيران وأتباعها واستطالاتها الأمنية والسياسية» لن يستطيعوا «قتل الربيع العربي ومنع امتداده إلى المحيط الأوسع».