في تطور لافت يوحي بتصاعد وتيرة التوتر بين أنقرةودمشق على ضوء انتهاكات قوات النظام السوري المتكررة للسيادة التركية، كشفت وكالة “دوغان" التركية للأنباء أن مقاتلات تركية نفّذت طلعات جوية استطلاعية قرب الحدود مع سوريا، أول أمس، مع أوامر بمهاجمة أي طائرة سورية تنتهك الحدود. يأتي ذلك، في وقت ذكر فيه ناشطون سوريون أن 109 أشخاص قتلوا، أول أمس، بنيران قوات النظام في أنحاء متفرقة من سوريا. وذكرت الوكالة أن طائرات “إف 16" مسلّحة بذخيرة انطلقت من ديار بكر في مهمة طارئة للقيام بدورية فوق الحدود التركية مع سوريا. وقالت إن الطيارين أعطوا أوامر بمهاجمة أي طائرة سورية تنتهك الحدود. ونقلت وكالة أنباء “الأناضول" عن رئيس بلدية جيلان بينار التابعة لولاية شانلي أورفا التركية الحدودية إسماعيل أرسلان قوله إنه سمع بنفسه أصوات انفجارات قوية، “نتيجة لقصف طيران الجيش السوري مواقع داخل رأس العين»، نجم عنه تحطم زجاج العديد من مباني جيلان بينار. وأضاف أن شظايا الانفجارات أصابت مباني على الجانب التركي من الحدود، لافتاً إلى أن “عدداً من الأتراك أصيبوا جرّاء الشظايا وقطع الزجاج المتناثرة". وأفاد أن الطائرات السورية انتهكت الأجواء التركية بعد قصفها مدينة رأس العين السورية. وذكرت «الأناضول» أن غارة صباحية تسببت في إصابة ستة مواطنين في الجانب التركي بجروح. وقصفت إحدى الطائرات النفاثة التابعة لنظام بشار الأسد منطقة على بعد أمتار من السياج الحدودي الذي يفصل بين رأس العين وبلدة جيلان بينار التركية، وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود. من جهته، أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي “ناتو" أندرس فوغ راسموسن في العاصمة التشيكية براغ أن الحلف سيدافع عن تركيا الدولة العضو فيه، التي ردت على سقوط قذائف من سوريا. وقال راسموسن “الحلف كمنظمة سيفعل ما يلزم لحماية حليفتنا تركيا والدفاع عنها، لدينا كل الخطط جاهزة للتأكد من إمكانية الدفاع عن تركيا، ونأمل أن يكون ذلك رادعاً". وأشاد بالاتفاق الذي وقعته المعارضة السورية لتشكيل ائتلاف جديد، وقال “المعارضة المنقسمة تشكل مشكلة بالطبع»، وأضاف “ما حدث في الدوحة كان على الأقل خطوة كبيرة إلى الأمام، وننتظر لنرى إذا كانت هذه المعارضة الأكثر توحداً قوية بما فيه الكفاية". «التعاون» يعترف ب«الائتلاف» في سياق ذي صلة، أعلنت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أول أمس، اعترافها ب»الائتلاف الوطني» السوري “باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري". وقال أمين عام مجلس التعاون عبد اللطيف الزياني في بيان إن “دول المجلس تعلن اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري الشقيق»، وتتطلع إلى “اعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الائتلاف". وأكد البيان أن دول المجلس الست “ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري، متمنين أن يكون ذلك خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة، وأن يوقف سفك دماء الأبرياء، ويصون وحدة الأراضي السورية". وأضاف أنه يأمل أن تلي ذلك الدعوة إلى “عقد مؤتمر وطني عام تمهيداً لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع أبنائها من دون استثناء أو تمييز، ويرتضيها الشعب السوري". واجتمع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ليلة الاثنين، مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ووزير خارجية تونس رفيق عبد السلام، ورئيس “الائتلاف الوطني للقوى الثورية والمعارضة السورية" أحمد معاذ الخطيب، و"رئيس المجلس الوطني السوري" جورج صبرا، وجرى بحث نتائج اجتماعات المعارضة في الدوحة، مستبقاً الاجتماع الوزاري غير العادي الذي سيناقش تطورات الوضع السوري. «الجامعة» ترحب ولم تعترف بدورها، رحبت الجامعة العربية بتشكيل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، ودعت المنظمات والجهات الدولية للاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري. وقال الشيخ حمد رئيس اللجنة العربية المعنية بسوريا إن الائتلاف سيدخل في حوار مع الجامعة العربية قبل الانضمام لها، وهذا ما حدث في السابق مع المجلس الوطني الليبي. من جانبه، أكد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة أن قرار الجامعة لبى جزءا بسيطا من طموحات المعارضة. وشرح في لقاء مع قناة «الجزيرة»، أول أمس، أن الالتباس الحاصل في قرار الجامعة بين الترحيب والاعتراف مرده إلى التباينات بين الدول العربية التي توصلت في نهاية إلى تسوية تمثلت في هذا البيان. وأمل صبرة أن تشارك المعارضة في اجتماعات الجامعة مستقبلا لأن النظام لم يعد يمثل الشعب، ويحكم البلاد ولا يملك ما يقدمه في المستقبل لأبنائه، مضيفا أن الحصول على قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع أمر صعب في ضوء الوضع الحالي. وختم بدعوة روسيا والصين إلى تغيير موقفيهما والوقوف إلى جانب الشعب السوري والتخلي عن نظام في طريقه إلى «الأفول». وكانت مصادر دبلوماسية في الجامعة استبعدت مشاركة الخطيب في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، وذكرت أن الاعتراف بالائتلاف حسب الطلب القطري المدعوم من مجلس التعاون الخليجي بعد توقيع اتفاق الدوحة، لن يلقى قبولاً من العديد من الدول العربية، التي تقف على مسافة واحدة من جميع أطراف المعارضة. وقالت إن مسألة الاعتراف خطوة سابقة لأوانها وإن دولة لن تجرؤ بفرض قناعاتها على الدول الأخرى إلا بموافقة المجلس، وفي حالة الإصرار يطرح الموضوع للتصويت بأغلبية ثلثي الأصوات. وقالت مصادر مطلعة كانت في استقبال الشيخ حمد، إنه اصطحب على طائرته الخاصة الخطيب وصبرا، إذ تسعى قطر لمشاركة الخطيب اجتماع وزراء الخارجية العرب والحصول على موافقة الدول العربية على الاعتراف به ممثلاً لسوريا في مجلس الجامعة. إلى ذلك، أدان وزراء الخارجية العرب في بيان استمرار القتل والجرائم التي ترتكبها السلطات السورية ومن يوصفون بالشبيحة ضد المدنيين. وشدد البيان الذي تحفظت عليه الجزائر والعراق فيما امتنع لبنان عن التصويت عليه على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق في مجلس الأمن، ودعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية. ودعا البيان سائر تيارات المعارضة للانضمام إلى الائتلاف الوطني حتى يكون جامعا لكل أطياف الشعب السوري دون استثناء، وحث المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، مطالبا بتقديم الدعم السياسي والمادي للائتلاف الوطني السوري لأنه الكيان الجامع للمعارضة السورية. كما حث بيان المجلس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى الدخول في حوار مكثف معه لإيجاد حل سلمي لنقل السلطة وفقا لقرارات مجلس الجامعة، مؤكدا الدعم الكامل لمهمة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي. ومن المقرر أن يكون قد التأم أمس اجتماع عربي أوروبي في خطوة أخرى على سبيل الاعتراف الدولي بالكيان السوري الجديد الذي أعلنت ولادته الأحد بالدوحة بعد مفاوضات شاقة استمرت أربعة أيام. «الجيش الحر» يمهل الأجانب ميدانيا، دعا المجلس العسكري للجيش السوري الحر في العاصمة دمشق وريفها جميع السفراء العرب والأجانب وكافة البعثات الدبلوماسية والهيئات والمنظمات الدولية العاملة في سوريا، لمغادرة البلاد على وجه السرعة. وأمهل المجلس العسكري للجيش الحر هذه السفارات والبعثات الدبلوماسية 72 ساعة فقط (تنتهي اليوم الأربعاء)، لإخلاء مقارها والرحيل، مطالبا حكومات العالم ووزراءها وممثليها وجميع المبعوثين بعدم زيارة سوريا، وقطع الاتصال مع أفراد نظام الأسد، لأن ذلك بمثابة مشاركة في قتل الشعب السوري، وفقا ل»الجزيرة نت». ودعا المجلس في بيان له كافة الشركات العربية والأجنبية العاملة في سوريا، بإيقاف عملها فورا وتسفير جميع العاملين الأجانب خلال نفس المهلة، مناشدا جميع المستثمرين ورجال الأعمال العرب والأجانب والمغتربين السوريين الذين لديهم استثمارات ومشاريع اقتصادية في سوريا، أو لهم ارتباطات مالية مع نظامها، بوقف نشاطهم فورا. وحذر المجلس كل من يخالف ما جاء فيه هذا، من أنه سيعتبره شريكا كاملا في سفك دماء الشعب السوري، ونهب ثرواته وتدمير آماله في الحرية والديمقراطية. يشار إلى أن الجيش السوري الحر يواصل تقدمه في الأراضي السورية، ويكبد عصابات بشار الأسد خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، ويسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي والمدن والقرى، بينما تتراجع عصابات الأسد، وتخسر سيطرتها على المدن والقرى يوما بعد يوم. «إسرائيل» تحمي قوات «الأسد» في الأثناء، وفي سياق منفصل، كشف الجيش السوري الحر في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، أن القصف الصهيوني على سوريا، كان لخدمة النظام السوري، وفك حصار بعض قواته، من قبل الجيش الحر. وقال الجيش الحر في بيان له إن القوات الصهيونية «قامت صباح اليوم (الأحد) بمساندة قوات النظام المجرم بشار الأسد في هضبة الجولان المحتلة، إذ قامت المدفعية الإسرائيلية بإطلاق قذائفها على الجيش السوري الحر الذي كان يحاصر قوات النظام ويتفاوض معهم على الاستسلام»، مؤكدا أن القوات لصهيونية، تدخلت باستهداف مباشر للجيش السوري الحر، لإنقاذ عصابات بشار الأسد، وفك الحصار الذي يفرضه الجيش الحر عليهم، محذرا العدو الصهيوني من التدخل في الشأن السوري الداخلي لحماية النظام المجرم، وفقا ل»وكالة الاناضول للأنباء». واعتبر الجيش الحر أن «أي توتر تفتعله «إسرائيل» في هضبة الجولان المحتلة هو بمثابة محاولة إنقاذية للنظام الأسدي تقوم بها بشكل مباشر لإلهاء الشعب السوري عن ثورته، وعليه فإن الجيش السوري الحر سيتعامل معها على هذا الأساس». وكانت قذيفة سورية قد سقطت الأحد الماضي، في منطقة مفتوحة بهضبة الجولان المحتلة دون وقوع إصابات أو أضرار، بينما ردت قوات الاحتلال بإطلاق صاروخ من نوع «تموز» على الاراضي السورية زاعمة أنها استهدفت به «منصة إطلاق صواريخ»، وأنها رسالة تحذير إلى النظام السوري، لوقف إطلاق النار تجاه قواته.