أعلنت وزارة الخارجية الروسية أول أمس الثلاثاء٬ عن رفض روسيا للدعوة التي وجهها المجلس العسكري للجيش السوري الحر إلى جميع السفراء الأجانب وكافة البعثات الدبلوماسية والهيئات والمنظمات الدولية العاملة في دمشق إلى مغادرة سوريا. وأفادت وسائل إعلامية روسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش قوله «إن موسكو ترفض ما توجهه المعارضة السورية من إنذارات وتحذيرات إلى روسيا بخصوص موقفها من سوريا»٬ مؤكدا في بيان أن روسيا «تستهجن هذا التصرف للمعارضة السورية المسلحة المتشددة التي يتم باسمها إطلاق تحذيرات منذرة بالسوء٬ ونؤكد عدم جواز ربط مستقبل سوريا بالذين يراهنون على القوة والعمل الإرهابي». وذكر الديبلوماسي الروسي٬ أن المتحدث الإعلامي لقيادة الجيش السوري الحر٬ فهم المصري وجه تهديدات إلى روسيا قال فيها إنهم «سينظرون إلى روسيا بأنها دولة معادية إذا لم تغير موقفها» مشيرا في هذا الصدد الى «أن روسيا تريد أن يخرج السوريون بلادهم من هذه الأزمة بأنفسهم بدون تدخل أجنبي٬ عن طريق الحوار ومفاوضات السلام». يشار الى أن المجلس العسكري للجيش السوري الحر في دمشق وريفها٬ دعا حسب بيان نشر على شبكة الإنترنيت٬ جميع السفراء العرب والأجانب وكافة البعثات الدبلوماسية والهيئات والمنظمات الدولية العاملة في دمشق إلى مغادرة سورية٬ خلال 72 ساعة. وحث المجلس كافة حكومات دول العالم ووزراءها وممثليها وجميع المبعوثين إلى عدم زيارة سورية أو التواصل مع أفراد نظام بشار الأسد٬ لأن ذلك يعتبر مشاركة في قتل الشعب السوري.ودعا المجلس كافة الشركات العربية والأجنبية إلى إيقاف عملها فورا وتسفير جميع العاملين الأجانب٬ موجها في الوقت ذاته نداء إلى جميع المستثمرين ورجال الأعمال العرب والأجانب والمغتربين السوريين الذين يمتلكون مشاريع اقتصادية واستثمارية في سوريا ولهم ارتباطات مالية مع النظام إلى وقف نشاطهم فورا. وكان محمود الحمزة ممثل المجلس الوطني السوري المعارض٬ قد أكد عدم استعداد المعارضة كمجلس وكائتلاف للحوار مع النظام السوري. وأضاف المعارض السوري المقيم بروسيا في مؤتمر صحافي عقده الإثنين الأخيربوكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» ٬ بعد عودته من العاصمة القطرية الدوحة ٬ حيث شارك في مؤتمر المعارضة السورية « إن الحوار مع من لا يعترف بكيان المعارضة غير ممكن خاصة وأن النظام السوري بدءا من الرئيس بشار الأسد مرورا بمحيطه كله قد تلطخت أيديهم بالدماء ولا مجال للنقاش معهم». وقال ممثل المجلس الوطني السوري المعارض٬ إن المعارضة السورية لا تريد تدخلا عسكريا خارجيا٬ لكن تريد وقف مساعدة روسيا لنظام الرئيس بشار الأسد٬ وأن توقف أي شكل من أشكال الدعم لهذا النظام وأن تساعد الشعب السوري على وقف إراقة الدماء وإيجاد حل سياسي.وأعرب عن الأمل في أن يفتح هذا الائتلاف مرحلة جديدة «لأن هناك وعود كبيرة بدعم إنساني ومعنوي وسياسي وحتى عسكري للشعب السوري ٬والجيش الحر لكي يستطيع أن يحقق الانتصار ويحرر سورية من هذا النظام» . وبعد أن استعرض تطورات الأوضاع داخل سوريا منذ انطلاق التظاهرات السلمية٬ والتي واجهها النظام «بالسلاح والقصف»٬ شدد محمود الحمزة على حاجة الشعب السوري الملحة للمساعدات الإنسانية لأن أعداد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة يتزايد٬ وأن الأوضاع داخل سوريا متردية. وعن سؤال حول التدخل الخارجي٬ قال المعارض السوري٬ إن المجلس الوطني السوري لا يطالب بالتدخل الخارجي بل بإمداد صفوف المعارضة بالسلاح ليتمكن الشعب السوري من التصرف بنفسه٬ مضيفا أن المجلس الذي يشارك في الائتلاف الجديد ويشارك في الخطط المستقبلية للائتلاف من حكومة مؤقتة وقيادة جديدة للجيش والقوات المسلحة٬ وأن هذا لا يلزم المجلس بالبقاء إذا ما تبين أن الائتلاف غير قادر على الوفاء بتعهداته والتزاماته تجاه الشعب السوري.