المسؤول الروسي دعا أمريكا والدول الأوروبية لتوحيد الجهود من أجل تسوية الأزمة السورية وصلت محاولات المعارضة السورية و"أصدقاء سوريا" للتقارب مع روسيا إلى طريق مسدود بعد أن أعلنت موسكو عن عدم مشاركتها في لقاء "أصدقاء سوريا" المزمع عقده في تونس خلال الأيام القادمة. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن عدم توجيه الدعوة لممثلي الحكومة السورية سيؤدي لتجاهل مصالح وإرادة قطاع واسع من الشعب السوري يدعم حكم بشار الأسد، ما يعني غياب وجهة نظر أساسية عن هذا القطاع عن اللقاء. وأعربت الخارجية الروسية عن قناعتها بأن ملامح هذا اللقاء مازالت غير واضحة، ولكنها تتشابه مع خطوات تشكيل مجموعة الاتصال مع ليبيا، الأمر الذي اعتبرته مساندة لأحد أطراف الأزمة السورية في مواجهة بقية أطراف الصراع الداخلي. وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش أن موسكو لم تحصل على أي معلومات حول الأطراف المشاركة في اللقاء وأهداف مجموعة أصدقاء سوريا، ما يجعل مشاركة روسيا غير ممكنة في اللقاء. ودعا المسؤول الروسي الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية لتوحيد الجهود من أجل تسوية الأزمة السورية ضمن إطار الأممالمتحدة عبر إقناع أطراف الأزمة السورية ببدء الحوار ووقف العنف والتوصل لتسوية تحقق الإصلاحات المنشودة في سوريا. وأكد المتحدث باسم الخارجية الروسية أن وقف العنف وإرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا يعتبر من أكثر المهمات المطروحة إلحاحا، ما يستوجب أن تتركز جهود الأممالمتحدة على إنجاز هذه المهمات. وأعرب مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن فيتالي تشوركين عن قناعته بأن لقاء مجموعة "أصدقاء سوريا" سيكون موجها نحو زيادة الضغوط العسكرية والسياسية على نظام بشار الأسد، وأضاف أن هذه الضغوط قد تكون عبر تسليح المعارضة وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري، محذرا من أي ضربات عسكرية باعتبار أنها ستؤدي لانهيار سوريا وتقسيمها، وستقود لتفجير سلسلة من الصدامات والصراعات الدامية في المنطقة. ورأى مدير مركز التحليل السياسي بمعهد العلاقات الدولية إيفان تيموفييف أن واشنطن لن تغامر بتنظيم أي تدخل عسكري، ولكنها ستقدم مساعدات مادية وستقوم بتسليح المعارضة بهدف إسقاط نظام بشار الأسد، خاصة وأن هذا الوضع سيضعف النفوذ الإيراني في المنطقة، فيما استبعد فريق آخر من الباحثين أن يقدم أوباما على اتخاذ هذه القرارات على اعتاب انتخابات الرئاسة الأمريكية، باعتبار أن أي قرارات قد تؤدي لتفجير الوضع في الشرق الأوسط ستقضي على فرص إعادة انتخابه كرئيس للولايات المتحدة، وقد تؤدي لتراجع في دور الحزب الديمقراطي في الحياة السياسية الأمريكية. وأفاد الباحث في مركز روسيا المعاصرة الدكتور فاليري سكلوفسكي أن تجاهل بعض أطراف المعارضة وعدم دعوتها إلى لقاء مجموعة "أصدقاء سوريا" في تونس يعني أن الغرب وجد ضالته المنشودة في المجلس الوطني السوري ليلعب دور المجلس الانتقالي في ليبيا، واعتبر سكلوفسكي أن المعارضة السورية تتحمل مسؤولية نزيف الدماء في سوريا بسبب فشلها في التقارب وتوحيد مواقفها ومنح نظام الأسد الفرصة لتصعيد استخدام القوة والتمسك بالحل الأمني للأزمة، وذلك في ظل غياب قيادات سياسية للاحتجاجات الشعبية، كما فسح المجال للتدخل الخارجي في كيفية تسوية الأزمة. وكشفت مصادر من الخارجية السورية أن وفدا من هيئة التنسيق الوطني قد يصل إلى موسكو خلال الأيام القادمة لإجراء لقاءات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف لبحث تطورات ومسار الأزمة السورية.