أرسل حزب الله اللبناني تعزيزات إلى مدينة القصير الاستراتيجية في وسط سوريا حيث تستمر المعارك العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، مع تزايد قلق الولاياتالمتحدة من دوره في النزاع السوري، وعزم الاتحاد الأوروبي دراسة طلب لإدراج جناحه العسكري على لائحة المنظمات الإرهابية. يأتي ذلك فيما أفاد مصدر مقرب من حزب الله اللبناني رفض الكشف عن اسمه أن الحزب «أرسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة إلى القصير»، مؤكدا أن العدد الأكبر من عناصر الحزب اللبناني قتلوا بسبب الألغام التي زرعها المقاتلون المعارضون في المدينة. وجاءت تعزيزات حزب الله لدعم سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على منطقة القصير الاستراتيجية، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات النظامية المدعومة بعناصر من حزب الله الشيعي تتعرض لقصف عنيف يستخدم فيه الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي إن المعارك المتواصلة منذ الأحد الماضي أدت إلى مقتل «31 عنصرا من حزب الله، إضافة إلى 68 مقاتلا معارضا». ويقول- في هذا السياق- أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية وضاح شرارة أن حزب الله يشارك في معركة القصير «لأن هذه المدينة هي البوابة التي يعبر من خلالها الرجال والسلاح في اتجاه شمال لبنان، ومنه إلى سوريا». ويضيف مؤلف كتاب «دولة حزب الله» أن «طرابلس (كبرى مدن شمال لبنان) هي معقل للمعارضة السنية، وعبر إغلاق هذا الباب، يتمكن (الحزب) من إضعاف خصومه اللبنانيين». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أبدى في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني ميشال سليمان، قلقه من مشاركة حزب الله في المعارك داخل الأراضي السورية. كما أوضح دبلوماسيون أوروبيون أن بريطانيا تقدمت بطلب إلى شركائها الأوربيين لوضع الجناح المسلح لحزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية، على أن تنطلق المحادثات بشأن هذه المسألة «مطلع حزيران/يونيو». واعتبر مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام أبو عبد الله أن استعادة القصير تمثل أهمية بالنسبة للنظام لكونها «إحدى أخطر طرق الإمداد (للمعارضة) لأسباب عدة، أولها موقعها في المنطقة الوسطى من سوريا واتصالها بالطريق الساحلي واتصالها بحماة وإدلب وحلب، ويبدو أنها كانت تشكل غرفة عمليات أساسية»، إضافة إلى «سهولة التواصل مع الأراضي اللبنانية والحدود المفتوحة». وأضاف أن أحد جوانب معركة القصير يدخل في إطار المؤتمر الدولي الذي دعت إليه واشنطن وموسكو سعيا للتوصل إلى حل للأزمة بمشاركة ممثلين للمعارضة والنظام، مشيرا إلى أن «الصراع السياسي يتم أيضا على الأرض، ولا بد من معطيات ميدانية وعسكرية لإقناع الطرف الآخر (المعارضة السورية وداعموها) بأن مشروعه فشل».