أعلنت فرنسا أنها "قلقة جدا" من الأوضاع في مدينة القصير بوسط سوريا، إثر اقتحامها من قبل القوات النظامية، أول أمس الأحد، بعدما ظلت لعام كامل تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، معربة عن تخوفها من حصول "مجزرة جديدة بحق السكان المدنيين". أحد أحياء مدينة القصير بعد انسحاب المعارضة المسلحة (خاص) قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو ان، "فرنسا قلقة جدا من الأوضاع في القصير وتخشى من تداعيات عمل عسكري شامل لنظام دمشق وحلفائه" في إشارة إلى قوات حزب الله اللبناني التي وبحسب ناشطين تؤازر القوات السورية في هجومها على معقل المعارضة هذا القريب من لبنان. وأضاف أن "فرنسا تناشد كل الأطراف القادرة على منع حصول مجزرة جديدة بحق السكان المدنيين أن تتحرك في أسرع وقت ممكن". وتمكنت القوات النظامية السورية، أول أمس الأحد، من الدخول إلى مدينة القصير الواقعة خارج سيطرة النظام، منذ أكثر من عام، لكن المقاتلين المعارضين قللوا من أهمية مكتسبات الجيش، مؤكدين أنهم يبدون مقاومة شديدة في مدينة القصير، التي يقطنها 25 ألف شخص. وأفاد مصدر عسكري سوري أمس وكالة فرانس برس أن القوات السورية "تمكنت من الدخول إلى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية". وقتل 23 عنصرا من حزب الله اللبناني وجرح سبعون آخرون على الأقل في المعارك، التي دارت في مدينة القصير في محافظة حمص وسط سوريا، بعد اقتحامها من القوات النظامية، حسب ما أفاده المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد إلكتروني "علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة إن 23 عنصرا من قوات النخبة في حزب الله قتلوا وأصيب أكثر من 70 آخرين بجروح، خلال الاشتباكات، التي دارت أمس في مدينة القصير" قرب الحدود اللبنانية. وكانت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من الحزب الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد، تمكنت أمس من دخول المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام، والتي تشكل صلة وصل أساسية بين دمشق ومناطق الساحل السوري. وأشار المرصد إلى أن الغارات الجوية والقصف والاشتباكات، التي تعرضت لها المدينة، أدت إلى مقتل 55 شخصا على الأقل بينهم 51 مقاتلا معارضا. وادي النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس 2011 إلى مقتل 94 ألف شخص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا. من جهة أخرى، سقط رصاص مصدره سوريا على مرتفعات الجولان المحتل ليل الأحد الاثنين الماضيين، دون التسبب في إصابات أو أضرار، حسب ما أفادته متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي الاثنين. وقالت المتحدثة إنه جرى إطلاق نار بأسلحة خفيفة، موضحة "أنه على الأرجح رصاص طائش ولا نعرف ما إذا كان الأمر متعمدا". ولم تؤكد المتحدثة معلومات أوردتها الصحافة الإسرائيلية مفادها أن الرصاص سقط على مقربة من دورية عسكرية إسرائيلية وقالت إن الجيش الإسرائيلي لم يرد على النيران وأن إسرائيل رفعت شكوى إلى القوة الدولية لمراقبة فض الاشتباك المنتشرة في الجولان. وتعرض الجولان المحتل أربع مرات خلال الأسابيع الأخيرة لإطلاق نار مصدره سوريا. وسقطت قذائف أطلقت من سوريا الأسبوع الماضي على جبل حرمون المحتل ما أدى إلى إغلاق هذا الموقع السياحي أمام الزوار.