أصابت أعيرة نارية أطلقت من سوريا عربات عسكرية إسرائيلية كانت تجوب هضبة الجولان المحتلة، ما تسبب في أضرار طفيفة، حسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي. مآل الربيع العربي في سوريا (خاص) قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس "قبل قليل أصيبت عربات للجيش كانت تجوب الجولان بأضرار طفيفة، بعد إصابتها برصاصات أطلقت من سوريا" لكن "لم يصب احد بجروح"، دون أن تشير المتحدثة إلى ما إذا كانت الأعيرة استهدفت الجنود الإسرائيليين أم أنها مجرد رصاصات طائشة. ومنذ بداية النزاع السوري قبل عامين توتر الوضع في الجولان المحتل الواقع في جنوب سوريا غير أن الحوادث المسجلة (قذائف من سوريا وطلقات تحذيرية من الجانب الإسرائيلي) ظلت حتى الآن محدودة. وإسرائيل هي رسميا في حالة حرب مع سوريا، حيث تحتل منذ 1967، هضبة الجولان الاستراتيجية، التي ضمتها في 1981، وهي تبني ساترا أمنيا على طول خط التماس. ومايزال هناك 510 كيلومترات مربعة من الجولان خاضعة للسيادة السورية. وفي 2 مارس سقطت قذائف أطلقت من الجانب السوري على القسم، الذي تحتله إسرائيل من الجولان دون وقوع ضحايا أو إصابات. ويعزو المسؤولون الإسرائيليون تواتر سقوط القذائف إلى "أخطاء تصويب" بسبب قرب منطقة المعارك بين قوات النظام والمسلحين المعارضين. من جهة أخرى، سيطر مقاتلو المعارضة السورية على مناطق واسعة في جنوب البلاد تمتد على مسافة 25 كيلومترا بين الحدود الأردنية وأراضي الجولان السوري، الذي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منه، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد في بريد الكتروني أن "مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب أخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري" الواقع شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا (جنوب)، "إثر انسحاب القوات النظامية منه". وأوضح المرصد انه بذلك "تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الأردنية) وعابدين (في الجولان السوري) والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة النظام". وكان مقاتلو المعارضة سيطروا في الأيام الماضية على عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة، بينها العلان ومساكن جلين ونادي الضباط وسحم الجولان "إثر اشتباكات عنيفة وحصار استمر لأيام"، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أن القوات النظامية تكبدت جراء الاشتباكات "خسائر بشرية ومادية"، بينما غنم مقاتلو المعارضة "عددا من الآليات والأسلحة والذخائر". وتقع هذه المناطق خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الجزء السوري من هضبة الجولان، والأجزاء التي تحتلها إسرائيل، منذ حرب عام 1967. وكان مقاتلو المعارضة حققوا السبت الماضي، تقدما في المناطق الجنوبية، بسيطرتهم على مقر قيادة لواء للدفاع الجوي في محافظة درعا بعد معارك لأكثر من أسبوعين، حسب المرصد. وكان مصدر امني سوري قال الأسبوع الماضي لوكالة فرانس برس إن سلطات بلاده تشتبه في سماح الأردن بتسلل مقاتلين إسلاميين وتهريب أسلحة إلى جنوب سوريا، واضعا الأمر في إطار "تغيير في الموقف، لأن الأردن حتى اليوم كان يضبط حدوده بشكل جيد لمنع مرور إرهابيين وأسلحة" إلى الداخل السوري. وأدت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا إلى مقتل 108 أشخاص، حسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول إنه يتعمد للحصول على معلوماته، على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل أنحاء سوريا.