جرت مواجهات عنيفة، فجر أمس الخميس، بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة وبخاصة حول قاعدة وادي الضيف العسكرية في شمال غرب البلاد، التي يحاصرها المقاتلون، حسبما أفاده المرصد السوري لحقوق الإنسان. انفجار سيارة مفخخة وسط الشارع العام في دمشق (خاص) وذكر المرصد في بيان "تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية الواقع شرق مدينة معرة النعمان في ريف أدلب (شمال غرب)". وأشار المرصد إلى وجود "حشد للكتائب المقاتلة في محاولة لاقتحام المعسكر"، لافتا إلى "ترافق الاشتباكات مع قصف متبادل". وأسفرت اشتباكات جرت في دير الزور (شرق) إلى مقتل مقاتل من المعارضة فيما سقط آخر بالقرب من مدينة الرستن في ريف حمص (وسط)، وآخران في بلدة السفيرة (ريف حلب) حسبما أضاف المرصد الذي يعتمد في بياناته على شبكة من النشطاء والأطباء في عدة مناطق سورية. وفي حلب، ثاني مدن سوريا والتي تشهد مواجهات دامية، منذ أربعة أشهر، "تدور اشتباكات عند أطراف حيي العامرية وصلاح الدين، كما دارت اشتباكات عنيفة فجر اليوم بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة عند أطراف حيي الصاخور وسليمان الحلبي". وفي ريف حلب، أضاف المرصد أن "الكتائب المقاتلة، التي سيطرت على سد تشرين في منبج هددت بضرب خطوط الكهرباء إن لم يتوقف النظام عن القصف". وفي العاصمة، رافق اشتباكات بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس بين حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك سقوط قذائف على المنطقة. وشهدت بلدات وقرى الغوطة الشرقية في ريف العاصمة تحليقا للطيران الحربي رافقها قصف على عدة مناطق في الغوطة. كما تعرضت بلدتا بيت سحم وبيبلا بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية رافقها أصوات انفجارات. وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية في محيط بلدات عقربا وببيلا وبيت سحم تترافق مع قصف من الطائرات المروحية على أهداف بهذه المناطق. في الوقت نفسه، أسقط مقاتلون معارضون طائرة حربية في ريف حلب بصاروخ أرض جو في ثاني عملية من هذا النوع خلال 24 ساعة، وهو ما يعتبره محللون نقطة تحول في النزاع بين المقاتلين ونظام الرئيس بشار الأسد الذي يعتمد على التفوق الجوي لقواته. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان "ارتفع إلى 54 عدد الشهداء الذين سقطوا إثر انفجار سيارتين مفخختين في مدينة جرمانا صباح اليوم"، وهي ضاحية ذات غالبية درزية ومسيحية جنوب شرق دمشق، مرحجا ارتفاع العدد "بسبب وجود أكثر من 120 جريحا" حالة 23 منهم خطرة. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي، أن عدد الضحايا "هو الأعلى بين المدنيين" جراء تفجير سيارة مفخخة، وان من بينهم نساء وأطفالا وجثثا متفحمة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر في وزارة الداخلية أن حصيلة التفجيرين هي "34 شهيدا، بالإضافة إلى أشلاء مجهولة الهوية في عشرة أغلفة وإصابة 83 شخصا بجراح خطيرة"، مشيرة إلى أن "إرهابيين انتحاريين" فجرا نفسيهما في سيارتين مفخختين في الساحة الرئيسية لجرمانا. وانفجرت السيارة الأولى في طريق رئيسية، تلاها انفجار ثان مع اقتراب الناس من مكان التفجير، بحسب ما أفاد احد سكان المنطقة فرانس برس، والذي أشار إلى أن محطة وقود قريبة بقيت في منأى من الحادث. كذلك أدى التفجيران إلى سقوط واجهة أحد المباني وتكسر الواجهات الزجاجية وتضرر عشرات السيارات، بحسب مراسل لفرانس برس.