شنت الطائرات الحربية السورية، أمس الخميس، غارات جديدة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية ومحيطها في شمال غرب البلاد، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الإنسان. من هنا مرت قوات بشار الأسد (خاص) وتأتي هذه الأحداث غداة سقوط 140 قتيلا في أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وأشار الصحافي إلى أن طائرات مقاتلة حلقت فوق المدينة ومحيطها في ساعات الصباح الأولى، وألقت ما لا يقل عن خمس قذائف على معرة النعمان الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين، وعلى أطرافها الشرقية. من جهته قال المرصد "بدأت الطائرات الحربية غاراتها على ريف معرة النعمان حيث نفذت غارة على قرية معر حطاط وأخرى على بسيدة". وأوضح الصحافي أن المقاتلين استخدموا الرشاشات المضادة للطيران في التصدي للطائرات المغيرة، دون أن يتمكنوا من ذلك. وكان المقاتلون المعارضون نجحوا، أول أمس الأربعاء، في إسقاط مروحية تشارك في الاشتباكات في محيط معرة النعمان. كذلك شنت الطائرات الحربية غارات على قريتي دير شرقي ودير الغربي في محيط معرة النعمان، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى أن "مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومقاتلين من جبهة النصرة" يقصفون بقذائف الهاون معسكر وادي الضيف، الأكبر في المنطقة والذي يحاصره المقاتلون المعارضون، وحاولوا اقتحامه خلال الأيام الماضية. وتشهد هذه المدينة الواقعة في محافظة إدلب ومحيطها، غارات متكررة، منذ أن سيطر المقاتلون المعارضون عليها في 9 أكتوبر الجاري، وعلى جزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب (شمال) بالقرب من معرة النعمان، مما مكنهم من إعاقة إمدادات القوات النظامية. وفي محافظة حمص (وسط)، تتعرض مدينة القصير للقصف من قبل القوات النظامية "التي سيطرت على قرى في ريفها، خلال الأيام الفائتة وتحاول فرض سيطرتها على المدينة"، بحسب المرصد. وأوردت صحيفة "البعث"، الناطقة باسم الحزب الحاكم، أن القوات النظامية استكملت "تطهير" بلدة جوسية الحدودية مع لبنان التي اقتحمتها، أول امس الأربعاء، و"قضت على عشرات الإرهابيين في القصير المدينة، وواصلت مهمتها في إحكام الطوق على العصابات المسلحة التي تتخذ من العمق اللبناني قاعدة لتحركاتها". وتحاول القوات النظامية السيطرة على مناطق في حمص خاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين الذين يعتبرونها "عاصمة الثورة"، لا سيما في أحياء وسط مدينة حمص وريف القصير. ويتهم النظام السوري المقاتلين المعارضين باللجوء إلى مناطق في شمال لبنان لا سيما منها ذات الغالبية السنية. وشهدت مناطق حدودية في شمال لبنان ليل أول أمس الأربعاء، سقوط قذائف من الجانب السوري، وإطلاق مسلحين النار من الجانب اللبناني على الأراضي السورية، بحسب مصدر أمني لبناني. وفي دير الزور (شرق)، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة فجر أمس الخميس، خط نقل الغاز الممتد من دير الزور إلى تدمر، وخط نقل النفط الممتد من حقل العمر إلى حقل التيم في قرية مراط شمال دير الزور، ما أدى إلى حدوث حريق عند نقطة التفجير في الخطين". ونقلت عن مصدر مسؤول في وزارة النفط أن الشركة "أوقفت ضخ الغاز والنفط في الخطين لحظة الانفجار، الأمر الذي أدى إلى إخماد الحريق". وسقط أول أمس الأربعاء، 51 مدنيا و49 جنديا نظاميا و40 مقاتلا معارضا في مختلف أنحاء سوريا، إذ حصدت الأشهر العشرون للنزاع أكثر من 33 ألف قتيل، بحسب المرصد.