اعلن 'حزب الله' الشيعي اللبناني التعبئة بين صفوف عناصره في ثماني قرى حدودية متداخلة بين لبنان وسورية، إثر هجوم شنته 'جبهة النصرة' على دورية للحزب، فيما يتهم الجيش الحر "حزب الله" بإرسال مقاتلين لدعم قوات الأسد في المعارك الدائرة بالقرب من دمشق ومدن سورية أخرى. وكشفت مصادر لبنانية مطلعة لمراسل وكالة 'الأناضول' للأنباء امس الاربعاء، أن 'حزب الله' كان قد اتفق مع الجيش السوري الحر عبر اتصالات مباشرة، على تحييد هذه المناطق والقرى المتداخلة عن القتال الدائر في سورية' بين القوات النظامية والمعارضة، غير أن 13 عنصراً من 'جبهة النصرة' الإسلامية شنوا هجوماً على دورية لحزب الله في قرية 'زيتا' (جنوب لبنان)؛ ما أودى بحياة ثلاثة عناصر من الحزب، وفقاً للمصادر. كما ينصب حزب الله، بحسب المصادر، 'عدداً من المدافع والصواريخ في هذه القرى، وهي صواريخ كانت موجودة في هذه القرى قبل اندلاع الثورة في سورية' في آذار 2011؛ للمطالبة بإنهاء 42 عاماً من حكم عائلة الأسد. ومؤخراً، اشتعلت مناطق وقرى حدودية متداخلة بين لبنان وسورية، مع إعلان 'الجيش الحر' مقتل عدد من عناصر 'حزب الله' في اشتباكات بريف منطقة القصير السورية الأحد الماضي. ورداً على اتهامات بوجود مقاتلين له في المناطق السورية الحدودية مع لبنان، يردد 'حزب الله' أن 'أهالي هذه المناطق الشيعية يدافعون عن أنفسهم جراء مهاجمة مقاتلي المعارضة السورية لقراهم'. إلا أن المنسق السياسي والإعلامي ل'الجيش الحر'، لؤي المقداد، شكك في رواية حزب الله، مستنكراً، وتساءل في اتصال سابق مع وكالة 'الأناضول'، 'هل أبناء هذه المناطق منظمون عسكرياً لدرجة تنسيق عمليات القصف المدفعي براجمات الصواريخ ليسبق اجتياحاً برياً لقرى سورية؟ وكيف إذن ينسق هؤلاء الأهالي مع جيش النظام السوري الذي يعلم تماماً كيف يقصف القرى التي فيها جيش حر ومدنيون، ويستثني هؤلاء؟' جاء ذلك فيما هدد رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر سليم ادريس امس الاربعاء بقصف مواقع لحزب الله داخل الاراضي اللبنانية متهما الحزب بقصف مواقع للمقاتلين المعارضين في سورية. وحدد رئيس هيئة الاركان في الجيش السوري الحر مهلة للحزب تنتهي اليوم الخميس للتوقف عن عمليات القصف. وقال ادريس في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان 'حزب الله يرسل مقاتلين للقتال مع نظام بشار الاسد في كل من دمشق وريف دمشق وحمص ولدينا اثباتات على ذلك. لكنه في الاسبوع الحالي والايام الماضية بدأ بنغمة جديدة وهي قصف القرى السورية من الاراضي اللبنانية'. واضاف ان الحزب الشيعي 'يستخدم الاراضي اللبنانية لقصف الاراضي السورية ومواقع الجيش الحر. هذا هو المتغير الجديد في نشاط حزب الله وفي دخوله على ملف الازمة السورية'. وتابع 'اذا لم يتوقف قصف الجيش الحر وقصف قرانا من الاراضي اللبنانية، فإننا امام العالم، نعلن، وهذا حقنا، حق الدفاع عن النفس، اننا سنرد على مصادر النيران... اي طلقات باتجاه القرى الحدودية السورية من الاراضي اللبنانية سنرد عليها، بإذن الله'. وقال ادريس ان الجيش الحر طلب 'من المسؤولين اللبنانيين، من رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) ومن رئيس الوزراء (نجيب ميقاتي) ان يتدخلوا لوقف هذا العمل'، مشيرا الى انه لم يسمع اي رد، او رد فعل، ومتمنيا على المسؤولين اللبنانيين 'ان يكونوا على قدر المسؤولية'.