سجل مركز الاستماع والإرشاد للنساء ضحايا العنف بالرشيدية نحو 589 حالة عنف ضد النساء٬ أي بزيادة نسبتها 10 في المائة مقارنة مع سنة 2010. وأوضح تقرير للمركز التابع لجمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي٬ توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه٬ أنه على الرغم من الجهود التي تقوم بها المستمعات والخدمات التي يقدمنها للنساء ضحايا العنف، فإن هذه الظاهرة لا تزال تعرف ارتفاعا متواصل ٬ مضيفا أن ذلك يشكل مناسبة للتفكير في مدى نجاعة وأهمية المقاربات والأدوات المعتمدة لمحاربة هذه الظاهرة. وحسب التقرير، فإن العنف الاقتصادي يحتل الرتبة الأولى الذي تعانيه النساء٬ وذلك بما مجموعه 180 حالة٬ مما يفسر أن العامل المادي يشكل سببا قويا لأفعال العنف بالمنطقة، إذ أن ثلث الوافدات على المركز يعانين من عنف اقتصادي يتمظهر أساسا في الحرمان من النفقة ومن الأجرة بالنسبة للنساء العاملات وضعف فرص العمل في أوساط الرجال خاصة في المناطق القروية٬ يليه العنف القانوني 163 حالة٬ بنسبة 27 في المائة ويتمثل أساسا من خلال ملفات إنكار النسب والطرد من بيت الزوجية والحرمان من زيارة الأبناء في حالة تنازل الأم عن الحضانة إضافة إلى تعدد الزوجات. ويأتي العنف النفسي في المرتبة الثالثة ب106 حالة٬ ثم العنف الجسدي 80 حالة والعنف الجنسي 69 حالة٬ الذي رغم ضعف نسبته مقارنة مع باقي أنواع العنف الأخرى، فإنه بالنظر إلى الطابع المحافظ للمنطقة فإنه لا يتم الإعلان عن حالات هذا النوع إلا في حالات قليلة. وسجل التقرير أنه بالرغم من الجهود التي يقوم بها المركز في محاولاته الهادفة إلى محاصرة ظاهرة العنف ضد النساء بالمنطقة٬ فإن مجموعة من الإكراهات الذاتية والموضوعية تحاصر طرق عمله منها بالأساس غياب الإطار القانوني الذي يحمي المستمعات داخل المركز و خارجه خاصة في حالات الوساطة والصلح.كما أن ضعف الإمكانيات المادية للوافدات على المركز يجبرهن على التراجع على تقديم شكاويهن لدى الجهات المختصة مما يؤكد أن الأرقام الواردة بالتقرير لا تعكس الواقع الحقيقي للعنف الممارس ضد النساء بالمنطقة.وتبين هذه الأرقام٬ يشير التقرير٬ إلى عوامل الأمية والجهل والفقر والبطالة التي تشهدها المنطقة تجعل النساء يعانين من العنف بشكل مستمر سواء أكان ماديا أو نفسيا أو جنسيا. وعن الخصائص السوسيو-اقتصادية للنساء الوافدات على المركز٬ أكد التقرير أن دراسة ملفات مجموع الحالات يبين أن الفئة العريضة للمستمع لهن تتراوح أعمارهم ما بين 25 و45 سنة ويشكلن أغلب النساء ضحايا العنف٬ إذ تصل النسبة إلى 80 في المائة وهن إما عازبات أو أمهات شابات في بداية الحياة الإنجابية. وتبقى الفئة الأكثر عرضة للعنف الشابات المتزوجات خاصة اللواتي تزوجن وهن قاصرات وهو ما يطرح الإشكالات المرتبطة بزواج القاصرات والانعكاسات الاجتماعية التي أضحت تترتب عن هذه الظاهرة٬ مما جعل المركز يحدد من بين أولوياته الأساسية التحسيس والتوعية بخطورتها بالمنطقة.