لم يتمكن مجلس بلدية أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح، من الالتئام برسم دورته العادية لفبراير من هذه السنة ، التي كانت مقررة يومه الثلاثاء 26 فبراير الماضي ،و ذلك لعدم حضور فريق المعارضة بذات المجلس لأشغال الاجتماع الذي كان مفترضا أن ينطلق على الساعة الرابعة و النصف بعد الزوال بقصر البلدية. وعلى عكس ما كان منتظرا، وتزامنا مع هذا الموعد الذي كان من المفروض أن تنطلق فيه أشغال المجلس البلدي السالف الذكر، نظمت "التنسيقية المحلية من أجل رفع الإقصاء و التهميش عن أولاد عياد "، الإطار الجماهيري المشكل مؤخرا، وقفة احتجاجية أمام قصر بلدية أولاد عياد، احتجاجا على الأوضاع المزرية التي آلت إليها المدينة في ظل المجلس المنتخب الحالي. المحتجون رفعوا شعارات نارية، طالبت برحيل الرئيس وباقي الأعضاء، معارضة وموالاة، لأنهم "ما داروا والو" على حد تعبير الحناجر الغاضبة، كما رددوا شعارات مطلبية، همّت مختلف المجالات الحيوية، الصحة، التعليم، النقل، الفساد الإداري، الرشوة و البطالة... وغيرها. الساكنة من جهتها ، التي تابعت الأحداث عبرت ل"جريدة بيان اليوم" عن استياءها التام مما آلت إليه الأوضاع في الظرف الراهن ،نتيجة ما أسموه بتداخل المصالح الذاتية، والحسابات الضيقة، التي أفرزتها صناديق الاقتراع السابقة، وشككت في أن تكون هذه المقاطعة من أجل المصلحة العامة ،خاصة وأنها تكررت أكثر من مرة، بل وخلال كل الدورات العادية، إلى درجة انه لم تتم المصادقة يوما على الحساب الإداري للمجلس الحالي. وفي نفس الوقت، لامت رئيس المجلس البلدي على عدم إشراك المواطنين فيما يجري تحت الكواليس ،خاصة وأن الأمر لم يعد يطاق في ظل هذه الأزمة الخانقة، التي أصبحت تعيشها البلدية نتيجة الشلل التام، الذي أصاب مختلف مرافقها الحيوية أمام توقف عجلة التنمية.أما بعض الفاعلين الجمعويين الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية، فقد حملوا المسؤولية إلى السلطات الإقليمية، التي لم تحرك ساكنا أمام هذا الوضع الشاذ ،الذي كان موضوع احتجاجات قوية ووقفات تنديدية، وبيانات ظلت حسب المصادر ذاتها معتقلة بأرشيف العمالة .وتخوفت من جهة أخرى، من أن تكون بعض الجهات بالإقليم هي التي تتستر على وضع هكذا. وطالبت في الوقت ذاته من السلطات المحلية في شخص الباشا، آن يعجل بتحريك المسطرة القانونية من اجل وضع حد لما "وصفوه بمهزلة التسيير" في ظل الرئاسة الحالية. وعلى نقيض خطوات المعارضة، رفض مستشار جماعي من الموالين للرئيس ببلدية أولاد عياد، سلوك المعارضة واتهمها بعرقلة التنمية بالبلدية، من خلال غيابها عن الدورة، التي كان جدول أعمالها المقترح،ي قول،غنيا بالمشاريع، حيث ضمت جدولة أعماله، إضافة إلى الدراسة والتصويت على الحساب الإداري للسنة المالية 2012 ، مشاريع ذات طابع اجتماعي تنموي، ودراسة المشاكل المتعلقة ببعض المجالات التي تهم العيش اليومي كالإنارة، الصحة، الرياضة، ثم برمجة الفائض الحقيقي لسنوات 2009، 2010، 2012. وفي سياق آخر، ليس بعيدا عن موضوع التسييرهذا، نشير أيضا، على أن أعضاء نقابة موظفي وعمال واطر بلدية أولاد عياد ،قد دخلوا صبيحة اليوم الموالي للدورة،في اعتصام دام حوالي أربع ساعات، تنفيذا لقرارات المكتب السابقة واحتجاجا على عدم إيلاء ملفهم المطلبي أدنى شروط التعاطي الجاد، ونظرا لعدم رغبة الرئيس في الجلوس إلى طاولة الحوار ،حسب لغة البيان، وهو الملف الذي سبق وان تطرقت إليه جريدة" بيان اليوم "في إحدى مقالاتها السابقة. وكما العادة، وتنويرا للرأي العام، فإن بيان اليوم لم يتسن لها، الحصول على تصريحات المعارضة حول مقاطعة أعضائها لجلسة الحساب الإداري، وهو التصرف الذي أمسى عرفا و استثناءا، والذي بات ،حسب قول أحد الغاضبين عن توالي أحداث هذه المسرحية الهزلية،وصمة عار على جبين تدبير الشأن المحلي بأولاد عياد ،الذي انزاحت عنه صفة الجدية والمسؤولية، وأصبح عائقا للتنمية.