خبير دولي: أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب بشمال إفريقيا سيكون محكوما عليها بالفشل إذا لم ينخرط فيها المغرب عاد المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب لدق ناقوس الخطر حول وجود علاقات وطيدة بين إرهابيي الجماعات المتطرفة وأعضاء من البوليساريو، بعد أن سبق له أن أكد أن «مخيمات» مخيمات البوليساريو» البوليساريو تشكل» تشكل خطرا» خطرا على الاستقرارالاستقرار والأمن» والأمن في شمال إفريقيا والساحل، بسبب تنامي التهديد الإرهابي في المنطقة. وحذر التقرير الأخير للمركز التابع لمعهد بوتوماك، والذي يتواجد مقره بالعاصمة الفدرالية واشنطن مما أسماه «منطقة عدم الاستقرار» التي بدأت تظهر على طول منطقة الساحل جنوب الصحراء، والتي أصبحت قاعدة خلفية جديدة لتنظيم «القاعدة» لشن هجماته ضد الولاياتالمتحدة وأوروبا. وأبرز التقرير السنوي للمركز، الذي قدم بداية هذا الأسبوع، أن التهديد المتنامي لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، من خلال علاقاته بالمنظمات الإجرامية المحلية، خصوصا جبهة البوليساريو، يضع تحديات تكتيكية وإستراتيجية أمام المجموعة الدولية. مشيرا في نفس السياق إلى أن منطقة شمال إفريقيا عموما، والمغرب العربي خصوصا، أصبحت تواجه تحديات ذات طابع اقتصادي واجتماعي وسياسي، بما في ذلك نزاع الصحراء وإغلاق الحدود بين المغرب والجزائر. واعتبر التقرير أن تسوية نزاع الصحراء ستعطي دفعة جديدة نحو اندماج إقليمي أكبر بمنطقة شمال إفريقيا، علاوة على تعزيز العلاقات بين المغرب العربي ومنطقة الساحل. وهو ما أكد عليه العديد من الخبراء في مجال مكافحة الإرهاب، الذين شددوا على ضرورة تسوية نزاع الصحراء من أجل الحد من ظاهرة الإرهاب بالمنطقة، وتعزيز الاندماج الاقتصادي بالمغرب العربي، والدور الرئيسي الذي يضطلع به المغرب في أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب بالمنطقة. وأشار التقرير إلى أن معظم التقارير الاستعلاماتية وعمليات التوقيف التي جرت بالمنطقة تؤكد أن تنظيم القاعدة أقام علاقات مع عدد من العصابات من أمريكا اللاتينية لنقل شحناتها من المخدرات نحو أوروبا مقابل الحصول على الأسلحة، وذلك عن طريق الشبكات الإرهابية في منطقة الساحل، بما في ذلك أعضاء البوليساريو. التقرير حذر أيضا من النشاط الإجرامي المتزايد والتوترات الاجتماعية في مخيمات البوليساريو، تحت ضغط المعاناة اليومية التي تخضع لها الساكنة المحتجزة، ضدا على إرادتها، والتي تشكل تشكل بذلك تهديدا آخر على الاستقرار» الاستقرار والأمن» والأمن في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل ككل. وأكد أن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ومختلف شبكات الاتجار في المخدرات تتغذى من النزاعات الإقليمية، إلى درجة أصبحت تمثل نقطة ضعف أمام مكافحة الإرهاب الإرهاب في تجمع جيو-استراتيجي يمتد من المغرب العربي إلى منطقة الساحل. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء تصريحات لخبراء في مجال مكافحة الإرهاب يدعون إلى ضرورة الإسراع بتسوية نزاع الصحراء من أجل الحد من ظاهرة الإرهاب بالمنطقة، وتعزيز الاندماج الاقتصادي بالمنطقة المغاربية. وأوردت الوكالة على لسان ميكاييل برون، الخبير الدولي والعضو المساهم في مجموعة «سبيكتر» الدولية تأكيده على أن «أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب بشمال إفريقيا سيكون محكوما عليها بالفشل إذا لم ينخرط فيها المغرب». وأضاف المسؤول السابق عن العمليات بالوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات إنه كيفما كانت خطة مكافحة الإرهاب بالمنطقة، سيكون مصيرها الفشل إذا لم يشارك فيها المغرب. وحذر إدوارد غابرييل، السفير الأمريكي الأسبق بالمغرب، من «منطقة عدم الاستقرار» التي تهدد الأمن والاستقرار بمنطقة شمال إفريقيا والساحل، داعيا إلى وضع مقاربة دولية فعالة لمواجهة تنامي الإرهاب بهذه المنطقة الإستراتيجية. ودعا غابرييل إلى استلهام الإستراتيجية التنموية المعتمدة من قبل المغرب على صعيد مختلف جهاته، وخصوصا بالأقاليم الجنوبية، من خلال مسلسل إصلاحي يساهم في تحقيق التنمية والتقدم وتعزيز الاستقرار. وكان المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب دعا في تقريره السنة الماضية إلى ضرورة إغلاق مخيمات البوليساريو بتندوف لأنها باتت تشكل عائقا أمام جهود محاربة الإرهاب في المنطقة الجغرافية التي تمتد من المنطقة المغاربية إلى الساحل. وشدد المركز على أن مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر أضحت أرضا خصبة لتجنيد شبكات إرهابية ومهربين من كل الأصناف وعصابات إجرامية، معتبرا أن إغلاقها يكتسي أولوية بالغة. وأكد في تقريره العام الماضي أن تهديد تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يتعين أن يحفز المجتمع الدولي ليضع على رأس أولوياته تنقيل سكان هذه المخيمات وفقا للبروتوكولات والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.