عاشت منطقة "احمر" المشكلة لإقليماليوسفية الشاسع، يوما استثنائيا لا يشبه حتما باقي أيامها العادية، يوم كان كالعرس بمظاهره الاحتفالية، والعريس كان ذلك الصباح وإلى غروب الشمس، حزب التقدم والاشتراكية بأمينه العام ومناضليه ومئات الرفاق والرفيقات وآلاف المواطنين، جميعهم احتفلوا طيلة الأحد الماضي بقدرة حزب التقدم الاشتراكية على ملامسة المغرب العميق، بقوة خطابه، وعمق إرادة مناضليه، والتجاوب الكبير الذي أبداه رجال احمر مع نبيل بن عبد الله وهو يلقي كلمته في تجمع خطابي بمدينة الشماعية، بل كان الاحتفال أكبر وهو يقطع الدروب والأزقة والشوارع والأسواق الشعبية، محفوفا بعشرات الرفاق والرفيقات، تحت هتاف نابع من القلب، ترحيبا وتأكيدا على عمق وتجدر قيم الحزب بمنطقة احمر التي تُعتبر عاصمة إقليماليوسفية، وهي صورة أذهلت خصوم الحزب الذي يمثل القيم الديمقراطية والتقدمية، وجعلتهم يفقدون السيطرة وهم يتابعون تجاوب بسطاء المدينتين مع الأمين العام للحزب، والهتافات والزغاريد التي كانت تصدر من سطوح المنازل ومن رجال ونساء أظهروا صدقهم وهم يصافحون الرفيق بن عبد الله والوفد المتكون من الكُتَّاب الجهويون والإقليميون للحزب بجهة دكالة / عبدة، وبعض أعضاء اللجنة المركزية للحزب. الشماعية تفتح كتابها للأمين العام للحزب حين وصلنا لمدينة الشماعية التي تبعد عن مدينة آسفي بحوالي 70 كلم وعن مدينة اليوسفية بحوالي 22 كلم، وجدناها على غير عادتها تعج بحركة ورواج ينذر بأن شيء ما غير عادي يجري بها، شيوخ وشباب وجماعات من النساء يتحركوا باتجاه واحد، فيما كان هناك تواجد غير ظاهر لبعض الأجهزة الإستخباراتية والأمنية، حينها أدركنا بأن الأمر يهم التجمع الخطابي الكبير الذي سيترأسه الرفيق نبيل بن عبد الله، دعما لمرشح الحزب في الانتخابات الجزئية التي ستجري يوم 28 فبراير الجاري، وأن تلك الأفواج البشرية إنما جاءت تلبية لنداء حزب التقدم والاشتراكية، لرفاقه ممن يشكلون قاعدة الحزب بعاصمة منطقة " احْمَرْ". تجاوب جماهيري مع الأمين العام للحزب. لم نكن لِنُصدق أعيننا حين وصلنا إلى مقر التجمع الخطابي، فقد وصلت الوفود إلى هناك منذ ساعات، رجال ونساء، شباب وأطفال والكثير من أعيان منطقة الشماعية وشرفائها، جميعهم كانوا يهتفون للحزب ولرمزه الكتاب، شعارات تتعالى لتُحول التجمع إلى احتفالية رائعة ذكرتنا بالتجمعات الخطابية أيام زمان، جميعهم طالبو الشباب بالتصويت للكتاب، وكلهم تغنوا بشعارات الحزب وكأنهم يرددون سمفونية النضال ضد التهميش والفساد والإقصاء، وذلك ما جعلنا نتوقف مشدوهين أمام صورة صادقة لمواطنين بسطاء اعتبروا أن المنصب النيابي الذي تمت سرقته من الحزب بقرار قضائي يُحترم، لكن بإيعاز من أعداء الديمقراطية، وأعداء الحداثة والشفافية، سيتم استرداده بنضال شرفاء رجال ونساء منطقة" احْمَرْ". ومع الشعارات والزغاريد، سيزداد الأمر حماسة مع وصول الأمين العام للحزب، هتافات وأناشيد وتدافع من أجل الترحيب بالأمين العام والوفد المرافق له، زغاريد تنطلق من جنبات التجمع الخطابي، جعلت الرفيق نبيل بن عبد الله لا يخفي ابتسامة صادقة ونظرة عميقة بكون الصدق في الخطاب لا يمكن مبادلته إلا بحب هذه الجماهير التي جاءت للاحتفال بحزب التقدم والاشتراكية وأمينه العام والوفد المرافق له. كلمة الأمين العام وحماسة الموطنين في كلمته التي تلت كلمة مرشح الحزب للانتخابات الجزئية بدائرة اليوسفية، أكد الأستاذ نبيل بن عبد الله عن سعادته وهو أمام نساء ورجال " احْمَرْ" الشرفاء، عن اعتزازه بهذه اللحظة التي تؤكد على الروابط التي تجمع الحزب بقاعدته وبمواطنين يعرفون صدق خطاباته وواقعيتها ، كما تؤكد حسب الأمين العام على متانة وشائج الاحترام الذي يحظى به حزب التقدم والاشتراكية بعاصمة منطقة احمر، المعروفون بنضالهم وتعلقهم بوطنهم وملكهم، لأن التاريخ حسب الأمين العام للحزب، يذكر وسيذكر بأن رجال احمر وطنيون حتى النخاع، معروفون بأنفتهم وعزة نفسهم، وقلة صبرهم أمام الظلم والاستبداد والإقصاء، لذلك جئتكم اليوم يقول الأستاذ نبيل بن عبد الله، لنؤكد عمق تلك الروابط، ولنضع اليد في اليد، من أجل تعزيز مكانة الحزب أولا، ومن أجل تعزيز مكانة الأحزاب الديمقراطية والتقدمية، تلك الأحزاب الوفية للطموحات المشروعة لكم أنتم مواطني مدينة الشماعية ونواحيها وكل مواطني إقليماليوسفية. تحدث الأمين العام طويلا، ولم يكن ليتوقف لولى تلك الهتافات والشعارات التي كان الجميع يرددها تجاوبا مع كلمة الأستاذ نبيل بن عبد الله، تحدث عن مواضيع اجتماعية لها علاقة بمطالب المواطنين البسيطة، تحدث عن الوضع الصحي بالمدينةوالإقليم، ومعه قدم اعتذارا نيابة عن وزير الصحة الذي غيبته التزامات أخرى منها حضور جنازة المرحوم التهامي الخياري، ومع الاعتذار أكد نبيل بن عبد الله على أن المستشفى الإقليمي لليوسفية في طور الإنجاز، وأن حكومة صاحب الجلالة ووزارة الصحة على الخصوص لتضع نصب أعينها توفير مستشفى إقليمي يلبي حاجيات سكان إقليماليوسفية الكبير، مستشفى بمواصفات خاصة متعدد التخصصات تكريما لساكنة منطقة احمر التي لها مكانة خاصة لدى ملك البلاد وحكومته وحزب التقدم والاشتراكية الذي خبر مناضلوه الكثير من المسؤوليات الجماعية وأبانوا على قدرة كبيرة على تدبير شفاف وناجع، من خلال محاسبة ديمقراطية، ومن خلال مراقبة أجهز الحزب، كما تحدث الأمين العام عن الوضع الأمني ومدى حاجة مدينة الشماعية وباقي الجماعات المُشكلة لإقليماليوسفية للأمن والأمان، وتلك قضية سيتبناها الحزب وسيدافع عنها ممثلوه لدى المصالح المركزية حسب السيد الأمين العام. الأمين العام تحدث كذلك عن الصراع الذي يخوضه حزب التقدم والاشتراكية ضد من "لا يُعجبه العجب ولا الصيام في رجب" صراع قال عنه الأمين العام بأنه لا يخيف الحزب، الذي ألف خوض معارك الدفاع عن قيم الحداثة والديمقراطية ومغرب الأمن والأمان، حيث أكد الأمين العام للحزب وبلغة بسيطة " احْنَا مَا خَفْنَاشَايْ مَنْهُمْ في العاصمة ، عَادْ غادي نْخَافُو مَنْهُمْ في عاصِمة شرفاء أحمر" معتبرا بأن قوة الحزب تُستمد من قوة شرفاء هذا الوطن، ممن يتطلعون للعيش الكريم، للعدالة الإجتماعية، لسكن يأويهم ومستشفى يقدم له العلاج كلما احتاجوه، ولمدرسة تستقبل أبناءهم وتُنتج أجيال المستقبل للنهوض بهذا الوطن الذي ضحينا ومع جميع المغاربة بالغالي والنفيس من أجل التحرر والتقدم والديمقراطية والحرية والأمن والأمان تحت قيادة ملك شاب، يقدم إشارات تلو الأخرى بكون مغرب اليوم، لا علاقة له بمغرب الأمس، ومن كان له حنين لوقت كانت فيه إرادة المواطن تخضع لمنطق القوة ومنطق اقتصاد الريع، فإن الوقت مناسب لنقولها "يؤكد الأمين العام للحزب" لنقولها عاليا، كفا "إوا باركا" المغاربة يؤكد الأمين العام أصبح لهم وعي كبير بقضاياهم ومطالبهم، ولم تعد هناك طرق للاحتيال عليهم واعتبارهم مجرد أصوات انتخابية، لذلك يقول الكاتب العام جئناكم بهذا الشاب الذي هو منكم ومن أبناءكم، شاب سيكون صوت المنطقة في برلمان قوي وذي مصداقية، ويمارس سلطته الحقيقية في التشريع، ليختم الأمين العام كلمته بتقديم وعد صادق بكون الحزب سيبقى متواجدا بالمنطقة من خلالكم ومن خلال رفاق يمارسون مسؤوليات جماعية بالعديد من جماعات الإقليم، معتبرا بأن التصويت وبكثافة لمرشح الحزب يوم الخميس 28 فبراير الجاري، إنما هو تصويت من أجل التفعيل الملموس لمضامين الديمقراطية المتقدمة للدستور الجديد، وترجيح لكفة الأحزاب الجادة والمناضلة، تلك التي كرست وجودها للدفاع عن المصالح العليا للوطن والشعب. جولة بالشماعية ومسيرة نحو عاصمة الإقليم مباشرة بعد نهاية التجمع الخطاب وبعد أن تعرف المواطنون واستمعوا لكلمة الرفيق حفيظ الترابي مرشح الحزب بالإتخابات التشريعية الجزئية، كان لا بد من القيام بجولة بدروب وأزقة وشوارع المدينة، جولة تم خلالها التأكيد على ذلك التجاوب الذي تم بالتجمع الخطابي، شعارات وهتافات وأناشيد وزغاريد واستقبال متميز للأمين العام للحزب الذي كان يتقدم الجميع، ومع كل درب وزنقة كانت الجماهير والأعداد تزداد التحاما وتشكل مسيرة طويلة تردد وتتغنى بشعار الحزب "الكتاب"، أطفال صغار يرددون لازمة تقول: "بأن الكتاب كتابهم، أول قراءتهم في الكِتاب، وأول كِتاباتهم في الكِتاب، والكِتاب كِتابُ المستقبل يا شباب"، جولة أظهر لخصوم الحزب والديمقراطية وتجار الانتخابات بأنهم فشلوا في قراءة العلاقة التي تجمع مواطني الشماعية ونواحيها مع حزب التقدم والاشتراكية الذي يحمل طابع الحداثة وقيم الديمقراطية الصادقة وليست تلك المفترى عنها، والتي طالما روجوا لها باستغلالهم لفقر الساكنة وطيبوبتهم. إشاعة تؤكد نجاح التجمع واللقاء ما كدنا نصل مدينة اليوسفية التي وصلناها حوالي الثانية بعد الزوال، حتى وصلتنا أخبار تؤكد بأن تجار الانتخابات وخصوم الحزب بالمنطقة أغاظهم النجاح الكبير للتجمع الخطابي والتجاوب الكبير للساكنة مع كلمة الأمين العام، والاحتفاء الذي خص به السكان مسيرة الحزب الانتخابية، فما كان منهم إلا أن نسجوا إشاعة بليدة تفيد بكون الأمين العام ومن معه رشقوا بالحجارة وقوبلوا بشعارات مضادة جعلت الأمين العام ومن معه ينسحبون في صورة أقرب للفرار. تعجبنا بقدر ما ضحكنا على قدرة من لا يمكنه العيش خارج المياه الضحلة، في نسج حكايات وإشاعات تثير الغثيان والقرف، وتؤكد بأن الإحساس بالهزيمة أمام صدق الخطاب، لا يوازيه سوى خوض حرب الإشاعات القذرة، فيما كان رد الأمين العام على الإشاعة بابتسامة صادقة وكلمة كان لها وقعها في نفوس الكثيرين ممن سمعوه يرددها وهو يتجول بين دروب وشوارع اليوسفية، "إنها إشاعة تؤكد بأننا انتصرنا، وأننا وضعنا الأصبع على جروحهم المندملة"، هكذا قالها الأمين العام وهو يواصل مسيرة حاشدة انطلقت في بدايتها من مقر الحزب باليوسفي، لتلتحم مع المسيرة الشعبية التي كانت ترابط أمام بيت الرفيق أبوبكر الميترو الذي يتحمل مسؤولية جماعية باسم الحزب داخل اليوسفية. استقبال بالتمر والحليب ولأن الطعنة التي لا توقعك تزيدك إصرارا لمواصلة المسير، فإن المسيرتين التحمتا وراء الأمين العام، انطلاقا من حي "العيون" عرين حزب التقدم والاشتراكية باليوسفي منذ سنوات، ومن هناك من دروبه وبين بناياته كان اللقاء والاستماع لمطالب وشكاوي الساكنة، حي سكني مجاور لآليات الفوسفواط العملاقة، وهو جوار سبب للساكنة آلاما ومشاكل كانت ضمن المطالب التي قدمها الساكنة فرادى وجماعات للأمين العام للحزب، نساء ورجال استقبلوا الأمين العام والوفد المرافق له بالتمر والحليب والعناق والحفاوة الكبيرة، ساكنة ببساطتها وعفويتها كانت تطلب من الأمين العام الدخول إلى بيوتها، والقسم على الوفاء لمبادئ الحزب والتصويت له، وبعفويته وصدقه كان الأمين العام يتوقف للاستماع لمطالب وشكاوي الساكنة، تسلم الرسائل واستمع للكثير منها، وفي كل مرة كان يقول: "لهذا السبب جئت لكم اليوم، لأستمع لكم، ولأوصل مطالبكم"، مؤكدا بأن مشاكلهم مع غبار الفوسفاط وأتربته والمشاكل مع إدارته سيبلغها شخصيا للمدير العام للفوسفاط. ومن هناك إلى حي الحي الصفيحي "الطاشرون"، حي سكني بدون طرقات بدون مجاري للوادي الحار، بدون أي شيء، خرج ساكنته في استقبال حاشد للمسيرة التي يتقدمها الأمين العام للحزب، بالتمر والحليب والورود والزغاريد ورش ماء الورد، كان الاستقبال والحفاوة الكريمة، ساكنة تجمعت حول الأمين العام، في حوار أكثر من رائع، مواطنون يتحدثون والرجل يستمع ويُدَوِّن ويُجيب، ومن حوار لحوار، ووسط مسيرة تزداد أعدادها بين درب وطريق وزقاق غير معبد، تواصلت المسيرة إلى حي السعادة، ومنه إلى أكبر شارع بمدينة اليوسفية، حيث بقايا السوق القديم والمحطة الطرقية ومدخل المدينة عبر الشماعية، مسيرة تتهادى وتتوقف حين يتجه الأمين العام نحو محل تجاري، أو مقهى شعبية أو ليوقف عربة من تلك العربات التي تُستعمل باليوسفي كوسيلة نقل للمواطنين، تتوقف المسيرة وراء الأمين العام وهو يصافح المواطنات والمواطنين، وليفتح حوارات عفوية وللتعريف بشعار الحزب وبمرشحه، فيما طلبه الدائم لكل من توجه إليه"صوتوا في الانتخابات لتقطعوا الطريق على المُفسدين"، ومن هناك إلى "جوطية الحي الحسني"، سوق شعبي للمتلاشيات والأدوات المستعملة، دخلته المسيرة الانتخابية وكان أروع استقبال، حين وقف الباعة والمواطنين يصفقون للأمين العام الذي كان لا يتواني في مصافحتهم وتقديم الأوراق الانتخابية لهم، جولة جعلت حركة البيع والشراء تتوقف، لتفتح المجال لحركية من الحوار المتبادل والنقاش الحضاري مع بعض الشباب الذي أبى إلا أن يوصل خطابه للأمين العام الذي بدا منشرحا وهو يرد على استفسارات المواطنين وتساؤلاتهم، بل لم يتردد في أن اعتبر وجوده اليوم باليوسفي جزء من مهمته النضالية بالحزب، وجزء من ما يكنه من احترام لساكنة إقليماليوسفية ونواحيها. انتهى اللقاء والموعد يوم الاقتراع. حينما قاربت الشمس على المغيب، كان لزاما من أن يتوقف المحاربون للاستراحة، توقف الأمين العام ليصافح كل من كان بالمسيرة، وقف قبلها ليأخذ صورا تذكارية جماعية مع ساكنة المنطقة ومع الرفاق ومناضلين ينتمون للصف الديمقراطي الحداثي، وقف مودعا ومعه أصر على أن الحزب سننتزع مقعده الذي سُرق منه لغايات سياسية وراءها خصوم للحزب وللمسار الديمقراطي للوطن، حينها غادر الأمين العام مدينة اليوسفية تحت الهتافات والأناشيد والزغاريد، وتلك صورة تركناها هناك باليوسفي، ولم تفارقنا ونحن نقطع الطريق مسترجعين صورا ليوم عاشته منطقة احمر بكل افتخار.