نبيل بنعبد الله: لا تسمحوا بعودة وجوه الفساد والمفسدين وتجار الانتخابات إلى البرلمان آلاف الجماهير بإقليمسيدي قاسم تتجاوب مع نداء الكرامة الآن صدحت حناجر عشرات المئات من سكان بلدية حد كورت والجماعات المجاورة بصوت واحد مرددين «الشعب يريد الكتاب في الصندوق» في ختام المهرجان الخطابي الذي احتضنه الملعب البلدي للمدينة، برئاسة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله، لتقديم مرشحي لائحة «الكتاب» بدائرة سيدي قاسم. شعار يعكس بوضوح وفاء المواطنات والمواطنين في هذه الربوع للحزب ولمرشحي الحزب منذ أكثر من عقدين من الزمن. واستطاع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن يلهب حماس الجماهير الغفيرة التي لبت نداء حزب الكتاب وتوافدت على هذا المهرجان الخطابي بالآلاف، حتى ضاقت جنبات الملعب عن استيعابهم، مما زاد من حرارة تجاوب الحاضرين مع برنامج الحزب ومساندتهم لمرشحيه في واحدة من الدوائر الانتخابية المحلية التي عرفت زيادة في عدد مقاعدها مقارنة مع الانتخابات السابقة. وبين الفينة والأخرى كانت هتافات الحاضرين المؤيدة تعلو فوق كلمات المتدخلين، وأحيانا تقطعها بالتصفيق والهتاف وزغاريد النساء. وبعد أن ثمن نبيل بنعبد الله الوفاء الدائم لسكان المنطقة، إحدى القلاع الأساسية لحزب التقدم والاشتراكية منذ عقدين من الزمن، وإيمانهم القوي بمبادئ الحزب الذي ظل دوما مدافعا عن قضاياهم ومشاكلهم، شدد على أن الحزب سيظل صامدا مدافعا قويا من أجل تحقيق كرامة المواطنين أينما كانوا، انطلاقا من العهد الذي قطعه على نفسه بأن يكون صوت الفئات المستضعفة والمحرومة. كان لعبارات نبيل بنعبد الله وهو يهتف ملء حنجرته خلال المهرجان «لا تسمحوا بعودة وجوه الفساد والمفسدين وتجار الانتخابات إلى البرلمان» وقع ساحر على الجماهير المحتشدة التي أشعلت في أجسادهم ووجدانهم حرارة بددت برودة الجو. وأضاف الأمين العام موجها خطابه إلى الناخبين «لا تعطوا الفرصة لمن رفعت ضدهم شعارات «إرحل» في التظاهرات الشعبية التي عرفها المغرب منذ الأشهر الأولى لهذه السنة. وتوجه نبيل بنعبد الله للحاضرين قائلا «إنكم تحضرون معنا اليوم ليس لأننا نؤدي لكم مقابلا لحضوركم هذا، بل لأنكم تؤمنون بنا كحزب وتقدرون ما نسديه لكم من خدمات واهتمام بمشاكلكم، مثلما نؤمن وننشغل بقضاياكم اليومية». وزاد مؤكدا «صوتكم أمانة في أعناقنا مقابل الالتزامات التي أخذناها على عاتقنا، والتي يتضمنها برنامجنا لهذه الانتخابات». وشدد نبيل بنعبد الله في خطابه أن المواطنين، والناخبين على وجه الخصوص، عليهم أن يعوا أن مجلس النواب المقبل يعتبر مسألة حيوية فيما يتعلق بالسياسات المتبعة بالمغرب، من أجل تحقيق الكرامة.. الآن، وهو الشعار الذي اختاره حزب التقدم والاشتراكية لحملته الانتخابية هاته. هذا الشعار النابع من الإيمان أن المغرب اليوم في أمس الحاجة أن يشعر كل مواطن ومواطنة أنه ينتمي لهذا الوطن، وأن له حقوقا يجب أن يتمتع بها، وأن يرفع رأسه اعتزازا بالانتماء إليه. وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن الحزب تجاوب كثيرا مع المطالب المعبر عنها من طرف الشباب، ورفع شعار محاربة الفساد والمفسدين وقال «كفى من الفساد والرشوة» ودعا إلى إنهاء التسلط والظلم والاستغلال، من أجل العدالة الاجتماعية وأن ينعم كل مواطن أينما وجد بالكرامة التي يستحقها. ودعا نبيل بنعبد الله في المهرجان الذي حضره، بالإضافة إلى مرشحي لائحة «الكتاب» بسيدي قاسم، بعض من المرشحات والمرشحين برسم اللائحة الوطنية للنساء والشباب، إلى إيلاء الأهمية لظروف الفلاحين الصغار والمتوسطين الذين يعيشون وضعية صعبة، بنفس درجة الاهتمام بكل القضايا والمشاكل التي يعاني منها المواطنون، في مجالات التعليم والصحة والسكن، وهو ما سيمكننا من إعطاء الدستور الجديد معناه الحقيقي. وقال الأمين العام إن الدستور الجديد في حاجة إلى نساء ورجال «إلا بغينا التنفيذ الصحيح للدستور خصنا رجالو ونساؤو» وأنتم تعرفون جيدا أن حزب التقدم والاشتراكية له من الكفاءات لاضطلاع بهذه المهمة، وعبر عن أمله أن يستطيع حزب الكتاب فرض كلمته وتحقيق نتائج جيدة في هذه الاستحقاقات المهمة. واستهل المهرجان الخطابي بحد كورت، الذي اختار حزب التقدم والاشتراكية أن يطلق به حملته الانتخابية لتشريعيات 2011، بكلمة وكيل لائحته في إقليمسيدي قاسم، مصطفى الغزوي، الذي يشغل في الوقت ذاته رئيس بلدية المدينة، ورئيس فريق القوى التقدمية الديمقراطية في مجلس النواب المنتهية ولايته، الذي جدد تأكيده على الاستمرار في الدفاع عن قضايا وهموم المواطنين، والتزامه بخدمة مصالحهم، كما عهدوه فيه دائما، وأن يكون صوتهم في كل المنابر. وأبرز وكيل لائحة حزب التقدم والاشتراكية أن اللحظة التاريخية التي يعيشها المغرب تستدعي التوفر على رجال ونساء نزهاء ملتزمين بالدفاع عن قضايا المواطنين، ملتزما أن يكون دائما، هو ورفاقه المرشحون في اللائحة بالاستماع إلى نبض الناخبين والدفاع عن مصالحهم. وبنبرة تحدي أكد عبد العزيز الصادق، وصيف لائحة حزب التقدم والاشتراكية برسم دائرة سيدي قاسم، أن لائحة الحزب بإمكانها الفوز بمقعدين أو أكثر، داعيا عموم الناخبين إلى الاختيار الأحسن بين المرشحين. وقال إن لائحة «الكتاب» هي الوحيدة من بين كل اللوائح المتنافسة، التي تتوفر على خمس رؤساء جماعات، وهو ما يعني أن حزب التقدم والاشتراكية «عندو ناسو ليس فقط في الجماعات التي يديرها، بل في إقليمسيدي قاسم كله». وأردف الصادق، الذي يشغل منصب رئيس بلدية جرف الملحة، قائلا نحن لسنا مثل المنتخبين الآخرين «ماشي ملي كاتسالي الانتخابات كنمشيو بحالنا، احنا كانبقاو معاكم دائما»، وهي الكلمات التي لقيت استحسانا كبيرا من طرف الجمهور لأنها تعبر بصدق عن التحام منتخبي ومرشحي الحزب بهموم وقضايا المواطنين وساكنة حد كورت والجماعات المجاورة لها. ومن جانبه أوضح قاسم الغزوي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن شعار «الكرامة ..الآن» الذي اختاره حزب التقدم والاشتراكية لحملته الانتخابية نابع من إيمان الحزب بالدفاع والكفاح من أجل تحقيق الكرامة لكل مواطن ومواطنة في ربوع البلاد. وقال إن الوقت لا يسمح من الآن فصاعدا للتواري عن تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة للجميع. مشيرا أن الدستور الجديد الذي حظي بتأييد الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي يتضمن آفاقا طالما ناضل حزب التقدم والاشتراكية من أجل تحقيقها، والتي تضمن الحقوق للمواطنات والمواطنين، ويلزمهم بواجباتهم، ومن بينها التوجه بكثافة يوم 25 من الشهر الحالي إلى صناديق الاقتراع للتعبير عن إرادتهم واختيار ممثليهم ومن سيدير شؤونهم في المرحلة القادمة. وأكدت شرفات أفيلال، عضوة الديوان السياسي للحزب وممثلة اللائحة الوطنية للنساء على أن شعار الحزب للحملة الانتخابية نابع من رغبته الأكيدة في تحقيق سبل الكرامة لكل المواطنين. وخاطبت الجماهير الغفيرة بالقول «صوتكم لا يقدر بأي ثمن»، ويجب أن تعتزوا بتوفركم على منتخبين أوفياء لكم ولمبادئهم. واختار حزب التقدم والاشتراكية أن يطلق حملته من منطقة الغرب، حيث كان يوم الأربعاء يوما حافلا في أنشطة الأمين العام، التي بدأها بجولة تواصلية مع المواطنين بمدينة سيدي سليمان رفقة وكيل لائحة الحزب الذي لم يكن سوى رئيس مجلس الرئاسة، مولاي إسماعيل العلوي، قبل أن يتوجه إلى مدينة سيدي قاسم في جولة مماثلة، ثم جماعة الخنيشات فبلدية جرف الملحة، وتنظيم المهرجان الخطابي الحاشد بحد كورت، قبل أن ينهي يومه ببلدية مشرع بلقصيري، مساء نفس اليوم.