أقدمت تعاونية نسائية بمنطقة بن قريش بنواحي تطوان، على تجربة تقوم على إنتاج الزعفران بمبادرة تبقى فريدة من نوعها بالنسبة لشمال المغرب٬ بعد أن اشتهر هذا النوع من الإنتاج الفلاحي في مناطق تختلف خصوصياتها الطبيعية والمناخية. ويرى القيمون على التجربة أن هذا المعطى الزراعي الجديد بإقليم تطوان غير على المستوى الوطني خريطة زراعة الزعفران٬ الذي يستعمل كنبات طبي لعلاج التهابات الجهاز التنفسي والحمى القرمزية والجذري والسرطان والربو وتعفن الدم وأمراض القلب والأرق والشلل وغيرها من الأمراض٬ كما يعد من الأعشاب العطرية المستعملة في المطبخ المغربي وصناعة العطور٬ ومكنت هذه التجربة الرائدة فلاحي المنطقة خاصة منهم النساء من التعاطي لزراعة دقيقة تتطلب الصبر والاجتهاد والعناية الفائقة. وفي هذا السياق٬ أكدت رئيسة تعاونية (نوارة عين الحجر) خديجة ايت عيسى٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذه المبادرة تمكنت من تغيير نظرة فلاحي المنطقة في التعامل مع منتجات "دخيلة" على المنطقة٬ صعبة الإنتاج لكن ذات مردودية مهمة ماديا٬ستساهم ٬من وجهة نظرها٬ في تحسين دخل المرأة القروية وتسهيل انخراطها في محيطها الاقتصادي وتساعدها على الاستقرار بالبادية ورعاية أسرتها. وأكدت خديجة أن التجربة وإن كانت في بدايتها ولم تصل بعد إلى مستوى التسويق بكميات كبيرة٬ إلا أنها تجربة تبقى جديرة بالاهتمام لمساهمتها في الإشعاع الاقتصادي لمدينة تطوان وضواحيها٬ كما هو الحال مع منطقة "تالوين" المشهورة عالميا بإنتاج الزعفران٬ وتوفير أصناف زراعية ستقدم قيمة مضافة للفلاحة المغربية خاصة بمنطقة الشمال٬ التي تتميز بالزراعة المعاشية الضعيفة الإنتاج مقابل تساقطات مطرية مهمة تعرفها طيلة السنة وخصوبة الأراضي٬ وهي مقومات مهمة لإنتاج الزعفران. وأشارت خديجة الى ان إنتاج الزعفران بمنطقة بن قريش يدخل عامة في اطار مبادرات فلاحية أخرى تقوم بها التعاونية٬ وتتعلق بجمع وتحويل وتسويق النباتات الطبية والعطرية وتوفير أصناف مختلفة من هذه النباتات كالزعتر وزعيترة ومردقوش وريحان وأوراق الغار وماء الزهر٬ مما قد يمكن مستقبلا من تحقيق الاكتفاء التجاري للمنطقة من المواد المذكورة وتوفير منتجات فلاحية قد تساهم في تغيير ذوق المستهلك. كما اعتبرت أن أهمية إنتاج الزعفران والنباتات الطبية والعطرية تكمن في حفاظها على البيئة ومكافحة انجراف التربية وإضفاء جمالية خاصة على المناطق القروية المعنية لجمالية هذا النوع من الأعشاب ٬بالرغم من ان نبتة الزعفران تستوجب زراعة يدوية لا تقبل المكننة٬ وتتطلب عناية مستمرة ودائمة وصبرا كبيرا والتفاني في العمل في مختلف الظروف٬ وهي خاصيات٬ من وجهة نظر المسؤولة عن التعاونية تتميز بها النساء دون غيرها. وتتطلع التعاونية٬ التي دعمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووكالة تنمية أقاليم الشمال والمديرية الإقليمية للفلاحة على المستويين المالي والتقني والتكويني٬ إلى أن تتمكن من تثمين منتوج الزعفران لتسويقه على نطاق واسع والاستجابة للطلب المتزايد على هذا الإنتاج الزراعي وطنيا ودوليا٬ وتنويع المنتوج المغربي في الأسواق الدولية٬ تجاوبا مع الأهداف الكبرى للتنمية المستديمة.