شكل موضوع "إنتاج وتسويق الورود" موضوع ندوة علمية نظمت بمدينة قلعة مكونة (إقليم تنغير)، شاركت فيها نخبة من الباحثين من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات. وخلال هذه الندوة، المنظمة على هامش فعاليات الدورة 48 لمهرجان الورود لقلعة مكونة أبرز مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات المكانة التي تحظى بها سلسلة إنتاج الورود، إلى جانب سلاسل الإنتاج الأخرى المكونة للدعامة الثانية لمخطط "المغرب الأخضر" الذي يشكل خارطة طريق لتحقيق نهضة زراعية وطنية في أفق سنة 2020. وأكد أن مصالح المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي تضع هذه السلسلة من الإنتاج الزراعي ضمن أولويات اهتماماتها، حيث أعلن بأن المكتب رسم مخططا سيتم بموجبه مواكبة وتتبع مختلف مراحل إنتاج الورود بدء بإنتاج الفسائل، وصولا إلى تثمين المنتوج، وهذا ما سيساعد على تطوير أداء الفلاحين، ويساهم بالتالي في الرفع من دخلهم المادي. ومن جهته، استعرض البروفيسور ميمون مختاري الأستاذ الباحث بمركب البستنة بآيت ملول التابع لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، في مداخلته، الأساليب والتقنيات الحديثة المستعملة في إنتاج الورود العطرية، كما سلط الأضواء على مختلف أصناف المعيقات التي تحول دون تطوير هذه السلسة من الإنتاج التي تبقى في منطقة قلعة مكونة محكومة بأنماط وأساليب الإنتاج العتيقة. ومقابل ذلك، أبرز الأستاذ مختاري العديد من المحفزات التي من شأنها أن تخلق تحولا نوعيا في تقدم وتطوير قطاع إنتاج الورود العطرية والتي هي في متناول مزارعي منطقة قلعة مكونة، ومن ضمنها، على الخصوص، تجميع المنتجين، وبرمجة الدورة الإنتاجية، واستبدال أساليب العمل التقليدية باعتماد طرق حديثة من قبيل خلق مشاتل لاختيار أحسن أصناف الشتائل، والوقاية المندمجة من الأمراض، وإشراك مختلف المتدخلين في عمليات الإنتاج والتسويق، مؤكدا استعداد الباحثين الزراعيين لتقديم يد المساعدة لفلاحي المنطق لتحقيق نقلة نوعية في مجال زراعة الورود العطرية. من جانبه، أبرز الروفيسور مصطفى العلوي الإسماعيلي الأستاذ الباحث بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، في مداخلته التي تناولت موضوع "النباتات الطبية والعطرية.. نموذج لتطوير استغلال مستدام وحماية الورود العطرية"، القوة التنافسية التي يمكن أن تكسبها الورود العطرية المغربية ومشتقاتها على صعيد السوق العالمية إذا حرص المنتجون على التقيد بمعايير الجودة المتعارف عليها عالميا، مؤكدا أن تحقيق هذا الهدف يعد من السهولة بمكان إذا توفرت الإرادة لدى مختلف المتدخلين لبلوغه. وبسط الأستاذ العلوي الإسماعيلي، في مداخلته، الشروط الواجب التقيد بها في مختلف مراحل إنتاج النباتات الطبية والعطرية، ومن ضمنها الورود العطرية، من أجل تحقيق الجودة، بدء بالعمل الأولي في الحقل، وصولا إلى التسويق وكسب ثقة الزبناء، مبرزا، في هذا الصدد، الجهود التي قامت بها وزارة الفلاحة مؤخرا من أجل حماية المنتجات المغربية من القرصنة، وذلك عن طريق إصدار "البيانات الجغرافية المحمية"، كما هو الشأن بالنسبة لزيت أركان، ونبتة الزعفران مثلا، معربا عن أمله في أن يتجاوب منتجو النباتات الطبية والعطرية في المغرب مع المجهودات المبذولة من طرف الباحثين والمتدخلين المؤسساتيين للحصول على علامات الجودة، مما سيمكنهم من ولوج السوق العالمية التي يقدر رقم معاملاتها في هذا المجال بست مليارات دولار.