التنقيب، التخليق و الحكامة من بين أبرز التحديات... أكد عبد السلام أحيزون٬ رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى٬ أول أمس الأربعاء بالرباط٬ أن حصيلة عقد - البرنامج الخاص بتأهيل ألعاب القوى الوطنية، بين الحكومة والجامعة٬ «تجاوزت كل التوقعات في انسجام تام مع التوجهات المضمنة في الرسالة الملكية حول الرياضة». وثمن أحيزون٬ في كلمة له خلال الجمع العام العادي للجامعة٬ ب «الانخراط الكلي» لجميع المتدخلين في هذا العقد - البرنامج والمتمثلين في الحكومة والجماعات المحلية واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية وأعضاء اللجنة المديرية للمكتب الجامعي والعصب الجهوية والأندية والمستشهرين وكذا وسائل الإعلام التي ظلت منبرا متميزا لمواكبة مسلسل تأهيل ألعاب القوى المغربية. وأشار إلى أنه «وعيا منا برهانات المرحلة نعتقد أنه لازالت أمامنا جميعا تحديات ينبغي رفعها في مجالات تخليق الممارسة الرياضية والحكامة المسؤولة وانخراط جميع الفعاليات المكونة للجامعة في ميادين التنقيب عن المواهب ونهج الاحترافية في التأطير والتدريب في إطار تطوعي مسؤول للأندية والعصب». وتميز هذا الجمع٬ الذي عقد بحضور ممثلين عن اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ووزارة الشباب والرياضة والعصب الجهوية والأندية٬ بالمصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي. وتطرق التقرير الأدبي إلى المحاور المتعلقة بمختلف أنشطة الجامعة خلال الموسم الرياضي 2011-2012 والتي تركزت حول تأهيل الأندية وتحفيزها وتطوير المسابقات والتكوين وتنمية الكفاءات وبرنامج تعزيز البنيات التحتية. وكذا ترسيخ الإشعاع الدولي للجامعة من خلال تقوية حضور المغرب بالاتحادات الدولية والقارية والجهوية لألعاب القوى ومشاركة العدائين والعداءات المغاربة في مختلف الاستحقاقات القارية والجهوية والدولية. فعلى مستوى تأهيل الأندية وتطويرها٬ أكد التقرير على أن البرنامج عمل بالأساس على محاربة الغش في أعمار العدائين وأسمائهم وإقحامهم في فئاتهم الحقيقية أو بأسماء مستعارة، مذكرا في هذا الصدد بأن عدد الحالات التي تم ضبطها بلغت 29 حالة مقابل 80 حالة برسم الموسم الرياضي الماضي، وذلك بالاعتماد على منظومة التوقيت الإلكتروني من طرف الجامعة. كما تمت دراسة 52 ملف انخراط بالجامعة تم قبول 15 منها وفق الضوابط القانونية المعتمدة و23 ملفا لإعادة الانخراط تم قبول 9 منها. ورسخ البرنامج٬ التوجه العام للجامعة المتمثل في توسيع قاعدة ممارسة رياضة ألعاب القوى٬ من جهة٬ والمراهنة على تأهيل المنافسات الخاصة بجميع الفئات من جهة ثانية سواء بالنسبة للعدو الريفي أو ألعاب القوى والتي عرفت زيادة واضحة٬ حيث انتقل عددها من 129 إلى 146 موزعة بين الجهات والمناطق والملتقيات الفدرالية والبطولات ونهاية كأس العرش وكأس الشبان وسجلت تحقيق 13 رقما قياسيا وطنيا في مختلف الفئات. ولتشجيع الأندية على تحقيق الأفضل٬ واصلت الجامعة سياسة الدعم التي انتهجتها لفائدة العصب والأندية والجمعيات الرياضية منذ أربع سنوات حيث بلغ الدعم الإجمالي المخصص لهذا الغرض 9ر10 ملايين درهم. وبخصوص التكوين وتنمية الكفاءات، أبرز التقرير أن الجامعة واصلت أيضا في إطار برنامجها التكويني تنظيم حلقات دراسية وتأطيرية وتدريبية لفائدة 540 إطارا في مجالات التدريب والتحكيم. كما تطرق التقرير إلى الإجراءات المتعلقة بالتصدي لظاهرة التعاطي للمنشطات٬ التي شكلت أحد أولويات الجامعة في أنشطتها منذ التوقيع على البرنامج التعاقدي لتأهيل ألعاب القوى٬ حيث واصلت جهودها في مكافحة هذه الآفة بتنسيق محكم مع الهيئات المختصة بالإتحاد الدولي٬ مذكرا بأن نشاط الجامعة ارتكز على تفعيل بنود المسطرة المعتمدة من لدنها والخاصة بالتتبع الطبي للعدائين والتي تتضمن مقتضيات حول الإجراءات الاحترازية والوقائية وزجر المتورطين وإلحاق أقصى العقوبات في حقهم كلما تم ضبطهم من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى. وذكر التقرير بخصوص تعزيز البنيات التحتية الرياضية بالحلبات المطاطية التي تم تدشينها بمدينتي أبي الجعد وبركان ثم المركز الجهوي للتكوين لألعاب القوى بمدينة بن جرير ومؤخرا المركز الجهوي لألعاب القوى بمدينة بنسليمان. وخلص التقرير إلى أن الموسم الرياضي 2011 -2012 عرف طفرة نوعية على جميع المستويات لتطوير ألعاب القوى الوطنية بصورة شمولية همت بالخصوص التكوين وتنمية الكفاءات ٬ والبنيات التحتية والحكامة والتواصل. أما التقرير المالي٬ فأشار إلى أن المداخيل تشكلت على وجه الخصوص من موارد اتفاقيات الشراكة ودعم الدولة في إطار العقد - البرنامج (2007-2011) وعقدة الأهداف (2010-2012) وبلغت 6ر92 مليون درهم في نهاية 2012. أما المصاريف فبلغت 821ر71 مليون درهم في عام 2012 . وكشف التقرير٬ في هذا الصدد٬ أن الأقساط التي تدفع للأندية والعصب الجهوية بلغت 9ر10 مليون درهم ودعم تكوين العدائين (1ر23 مليون) والتنظيم والمشاركة في الملتقيات الدولية (5ر16 مليون درهم) ٬ فيما بلغ حجم الاستثمارات التي قامت بها الجامعة 33 مليون درهم ٬ قبل أن يحدد وضعية الخزينة في 41 مليون درهم، علما بأن مجموع متأخرات الحكومة برسم البرنامج التعاقدي واتفاقية الأهداف يصل حاليا إلى 184 مليون درهم. وتابع المشاركون في هذا الجمع تقريرا لمراقب الحسابات الذي قدم ملاحظاته على التقرير المالي للجامعة٬ إلى جانب عرض عن الميزانية المخصصة للموسم الرياضي 2012-2013.