أكد عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب أن التحولات والتحديات التي يشهدها العالم حاليا في زمن العولمة, تجعل المشاكل المطروحة على البشرية في الميادين السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية تتجاوز الحدود الوطنية، وتتطلب معالجتها عملا جماعيا على الصعيد الدولي، من أجل عالم أكثر توازنا وتضامنا وإنصافا. ودعا الراضي في مداخلته أمام المؤتمر العالمي الثالث لرؤساء البرلمانات الوطنية الذي ينظمه الاتحاد البرلماني في جنيف من 19 إلى 21 يوليوز الجاري, برلمانيي العالم إلى تقوية وتعزيز التعاون مع الأممالمتحدة بهدف مجابهة التحديات والآفات والتوترات المطروحة على العالم، وصياغة أجوبة ومواقف جماعية تجاه أسباب وتداعيات هذه التحديات. وأكد استعداد مجلس النواب بالمملكة المغربية وانخراطه للعمل إلى جانب كافة أعضاء الاتحاد البرلماني الدولي من أجل تحقيق الأهداف والتوجهات التي يتضمنها الإعلان الذي سيصدر عن هذا المؤتمر بجنيف. وشدد رئيس مجلس النواب على الدور الذي تضطلع به المنظمات البرلمانية الدولية والقارية والجهوية وفي مقدمتها الاتحاد البرلماني الدولي، كفضاءات للحوار والتعاون بين ممثلي شعوب العالم وتبادل الخبرات والتجارب، وإشاعة ثقافة التسامح والتعايش والعمل من أجل حل النزاعات الدولية، طبقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وذلك ضمن عالم جديد متعدد الأقطاب. إلا أنه سجل أن العالم لازال يعرف توترات كبرى يشكل استمرارها تهديدا خطيرا للأمن والسلام على الصعيد العالمي، معتبرا أن أزمة الشرق الأوسط على رأس هذه التوترات، بسبب غياب حل عادل ودائم ونهائي يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، طبقا لقرارات الشرعية الدولية. ومن جانبه، أكد رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله أن المغرب، إيمانا منه بأهمية وخطورة التحديات الكبرى التي يواجهها العالم المعاصر، مافتئ يقوم بكل المساعي والجهود للمساهمة في استتباب الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والحد من آفات الفقر. وأضاف بيد الله، في مداخلته أمام المؤتمر العالمي الثالث لرؤساء البرلمانات الوطنية الذي ينظمه الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف من 19 إلى 21 يوليوز الجاري، أن المغرب سيكون في الموعد سنة 2015 لتحقيق أهداف الألفية للتنمية، وذلك بفضل البرنامج الرائد المتمثل في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أرسى معالمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005 وتروم تحقيق تنمية مندمجة لفئات ومناطق تطالها الهشاشة. وبعدما لخص أبرز التحديات التي يواجهها العالم في مجابهة الجريمة المنظمة، والتصدي للتهديدات الإرهابية، وقضايا التسلح، والاحترار المناخي والتدهور البيئي، والفقر وتحديات التنمية، أوضح بيد الله أن هذه القضايا أضحت اليوم شائكة ومتشعبة ومترابطة، خصوصا في ظل توالي الأزمات المختلفة التي تعصف بالعالم المعاصر. وفي هذا الصدد، اعتبر بيد الله أن تنامي ظاهرة الإرهاب والاتجار في المخدرات وفي البشر وانتشار الأسلحة وخطر سقوط أسلحة الدمار الشامل في أيدي جماعات إرهابية أو دول لا تمتثل للقوانين الدولية، يعد التحدي الذي «يهددنا جميعا ونحن في منطقة المغرب الكبير بشمال افريقيا نعي جيدا خطورة هذه التحديات خاصة في منطقة الساحل والصحراء الكبرى التي يتنامى فيها خطر التهديدات الإرهابية والجريمة العابرة للحدود بوتيرة مقلقة». وشدد رئيس مجلس المستشارين على أن دور البرلمانات «كبير وحاسم» في القيام بعملية المرافعة من أجل هندسة برامج لمجابهة كل هذه الآفات ورفع التحديات وكذا لضمان استدامة جهود التنمية خاصة في القارة الإفريقية. وأضاف أن «صلب عملنا كبرلمانيين»، هو تقوية الديمقراطية التشاركية والمشاركة في ضمان السلم والأمن والمحبة بين الأجيال المقبلة. ويشارك أكثر من 150 رئيس برلمان في هذا الاجتماع الذي يعقد مرة كل خمس سنوات.