لا يمكن استتباب السلام إلا عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في بناء دولته المستقلة يهيب بمناضلاته ومناضليه للمشاركة القوية في المسيرة الوطنية ليوم الأحد المقبل بالرباط إزاء الجرائم الصهيونية المتواصلة ضد قطاع غزة، من خلال عمليات قصف كثيفة، أسقطت عشرات القتلى وأوقعت مئات الجرحى، وسط المدنيين العزل، من أطفال ونساء وشيوخ، ودمرت العديد من المنشآت الأساسية، بما فيها مقار لمؤسسات إعلامية أجنبية، يعبر الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عن تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني الصامد، وإدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم، مطالبا بوقفه فورا، دون قيد أو شرط. وأمام إصرار الاحتلال الإسرائيلي الغاصب على مواصلة اعتداءاته الهمجية على قطاع غزة، والتهديد بشن حرب برية شاملة، يطالب الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية كافة أعضاء منظمة الأممالمتحدة، وخاصة الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، بتحمل كامل مسؤولياتها في الحيلولة دون استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي من شأن تداعياته الخطيرة للغاية أن تجهض ما تبقى من فرص السلام في المنطقة، سلام لا يمكن أن يقام ويستتب إلا عبر إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في بناء دولته المستقلة، القابلة للحياة، والتي لا يتصور أن تكون لها عاصمة غير القدس الشريف. وإذ يسجل الديوان السياسي باعتزاز المبادرة التضامنية لجلالة الملك محمد السادس بأن يقوم المغرب بتقديم دعم مستعجل لساكنة قطاع غزة، والعمل الدؤوب، الذي ما فتئت بلادنا تبذله في مختلف المحافل الدولية، وخاصة بمجلس الأمن الدولي، باعتبارها عضوا بهذا المجلس، من أجل إدانة ووقف غير مشروط للعدوان الإسرائيلي الجائر ضد سكان قطاع غزة، فإنه يطالب جامعة الدول العربية باتخاذ قرارات قادرة، عمليا، على ممارسة ضغوط فعلية ومؤثرة، ليس فحسب من أجل المواجهة المباشرة للاحتلال الإسرائيلي، الذي يتحمل مسؤولية تصعيد العنف بالمنطقة، في تحد سافر للقرارات الأممية ذات الصلة، وإنما أيضا لحمل القوى الداعمة لهذا الاحتلال والراعية له على إيقافه عند حده وإلزامه بوقف عدوانه. وإلى ذلك، لا يسع الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إلا أن يستحضر، باعتزاز، تقاليد وتراكمات النضال التضامني للحركة الوطنية والتقدمية والديمقراطية المغربية مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة، داعيا كل القوى الحية بالبلاد إلى اتخاذ مبادرات متنوعة، وتنسيق الجهود في شتى الواجهات، للتعبير عن مختلف أشكال التضامن، المادي والمعنوي، مع الشعب الفلسطيني الشقيق، في مواجهته البطولية للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، وكفاحه المرير من أجل الحرية والعدالة والكرامة، وسعيه الحثيث لانتزاع حقه المشروع في اعتراف الشرعية الدولية بدولته المستقلة. وفي هذا السياق، يهيب الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بجميع تنظيماته، وعموم مناضلاته ومناضليه، وسائر أنصاره، إلى المشاركة، بكثافة، في المسيرة الوطنية المزمع تنظيمها بالرباط يوم الأحد المقبل، 25 نونبر الجاري، تضامنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق. ومن منطلق اقتناع راسخ بأن مصلحة الشعب الفلسطيني تستلزم تواصلا دائما وتنسيقا كاملا بين كافة القوى الفلسطينية، ينادي الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية القوى المعنية إلى العمل على تسريع عملية المصالحة الوطنية واستعادة وحدة وتماسك الصف الوطني الفلسطيني، لبناء الدولة الفلسطينية الموحدة، والمضي قدما لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. الرباط في 19نونبر 2012