أكد ممثلو الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية المغربية مجددا إدانتهم الشديدة للعدوان الشنيع الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي على قافلة المساعدة الدولية التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية . وأعرب ممثلو هذه الهيئات ، الذين شاركوا في المسيرة التضامنية مع شهداء " أسطول الحرية " التي نظمت اليوم الأحد بالرباط ، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن هذه المسيرة تعبير جديد عن تضامن الشعب المغربي مع القضية الفلسطينية ، داعين المنتظم الدولي إلى التحرك من أجل وضع حد للغطرسة الإسرائيلية وتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة الإسرائيلية النكراء أمام العدالة. وقال السيد محمد الشيخ بيد الله ، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن هذه المسيرة التضامنية هي وقفة أخرى للشعب المغربي مع القضية الفلسطينية، وأن مشاعر الغضب والتنديد بمثل هذه الأعمال الهمجية ستستمر . وأضاف السيد بيد الله إن هذه المسيرة هي في ذات الوقت وقفة خاصة لتوجيه نداء إلى العالم بأن السيل قد بلغ الزبى، وأن من شأن هذه القرصنة ضد مناضلين حقوقيين أرادوا فقط إغاثة محاصرين في سجن كبير وقتل بعضهم بدم بارد في المياه الإقليمية الدولية ، أن تغذي الكراهية بين الشعوب والديانات والإرهاب الدولي وأن تديم المشاكل الكبيرة التي يعرفها الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بصفة عامة، مؤكدا أن مثل هذه الأعمال لا تخدم إطلاقا السلم والأمن العالميين. وأكد السيد صلاح الدين مزوار ، رئيس التجمع الوطني للأحرار ، من جهته ، أن تنظيم هذه المسيرة التضامنية يؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية أساسية بالنسبة للمغاربة، وهي كذلك تعبير عن أن كل مكونات الشعب المغربي متضامنة أمام القضايا الكبرى، وأن المغاربة كلهم مجندون وراء جلالة الملك محمد السادس لنصرة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة. وأضاف أن هذه المسيرة الحاشدة هي كذلك تعبير عن مشاعر الاستنكار لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ، مشددا على ضرورة أن تعمل كل مكونات المشهد السياسي الوطني على ابتكار أساليب جديدة لمواجهة تمادي إسرائيل في غطرستها وممارسة الضغط عليها من أجل أن تحسم القضية الفلسطينية في اتجاه مصلحة الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من الحصار والتفرقة. ومن جانبه، قال السيد امحمد الخليفة ، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ، إنه ليس غريبا عن المغرب تنظيم مثل هذه المسيرات التضامنية ، فقد دأب الشعب المغربي على الانخراط في النضال من أجل تحرير فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، مضيفا أن الجماهير الشعبية التي سارت اليوم في شوارع الرباط متضامنة مع قافلة الحرية التي استشهد فيها أبطال من أجل فك الحصار على غزة. وأضاف السيد الخليفة إن الشعب المغربي يعبر، من خلال هذه المسيرة، عن إدانته المطلقة للمجزرة الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل في المياه الدولية خرقا لكل القوانين والأعراف الدولية ، مؤكدا أن هذه المسيرات لن تتوقف حتى يرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني الشقيق. وقال السيد عبد الواحد الراضي ،الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن حزبه كان دوما إلى جانب الشعب الفلسطيني متضامنا معه كباقي مكونات الشعب المغربي. وأضاف السيد الراضي أنه اليوم، بعد الهجمة الاسرائيلية الهمجية التي لا تأخذ بعين الاعتبار لا الجانب الاخلاقي ولا الجانب الانساني، كان على الشعب المغربي أن يعبر عن استنكاره واحتجاجه، مبرزا أن المغاربة أرادوا، من خلال هذه المسيرة الشعبية التضامنية، أن يوجهوا رسالة إلى المنتظم الدولي وكل ذوي النيات الحسنة الذين بإمكانهم مساعدة الشعب الفلسطيني. وقال السيد عبد الإله بنكيران ، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، إن حزبه يساهم في هذه المسيرة الشعبية التضامنية باعتبار أن هذه القضية هي قضية أمة، ولا يصح لمن تحركه المشاعر الإنسانية فضلا عن المشاعر الإسلامية أن يتخلى عن المشاركة في مسيرة يساهم عبرها في مناصرة الأشقاء في غزة وفي عامة فلسطين والعمل على رفع الحصار عنهم. وأضاف السيد بنكيران إن الذين شاركوا في قافلة "أسطول الحرية" أعطوا المثل الأسمى في التضحية والبذل من أجل هذه القضية العادلة. ومن جهته، قال السيد محند العنصر ، الأمين العام للحركة الشعبية ، إن تنظيم مثل هذه المسيرات التضامنية ليس بالشيء الجديد على الشعب المغربي، مذكرا بأنه كلما تعرض الشعب الفلسطيني لمحنة إلا ويكون الشعب المغربي متواجدا إلى جانبه بتلقائية. وأكد السيد العنصر أن ما وقع في المجزرة الأخيرة لا يهم المغرب وفلسطين فحسب ولكن العالم بأجمعه، مضيفا أن الحركة الشعبية أرادت، على غرار باقي مكونات الشعب المغربي، أن تقف هذه الوقفة الرمزية، مؤكدا، في الآن ذاته، على ضرورة القيام بخطوات أخرى من أجل وضع حد لمحنة الشعب الفلسطيني. وأكد السيد نبيل بنعبد الله ، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ، أن الحزب يشارك في هذه التظاهرة للتعبير عن رفضه للسياسة الإسرائيلية العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، وعن استكاره للهجوم الذي تعرض له "أسطول الحرية" وللإعراب عن رفض الحزب للحصار المفروض على الشعب الفلسطيني سواء بغزة أو بالضفة الغربية. ودعا السيد بنعبد الله المنتظم الدولي، من خلال هذه التعبئة الشعبية، إلى أن يفرض على إسرائيل احترام الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة والإعتراف بالحقوق المشروعة للفلسطينيين والسير قدما في اتجاه إقرار هذه الحقوق من خلال بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
من جانبه، قال السيد التهامي الخياري ، الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية ، إن الشعب المغربي، بكافة مكوناته، يوجه من خلال هذه المسيرة رسالة للتنديد بإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في المحنة التي يمر بها، ودعوة الرأي العام الدولي والإنساني للتحرك من أجل إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني، وحث الفلسطينيين والعرب من أجل توحيد الصفوف لمواجهة العجرفة الإسرائيلية. وقال السيد حمزة الكتاني ، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري ، إن هذه المسيرة هي مسيرة غضب للشعب المغربي والشعب العربي والإسلامي والعالم الحر، تقول للمحتل الإسرائيلي الغاشم " قف عند حدك ". وأكد الأمين العام للحزب الاشتراكي ، السيد عبد المجيد بوزوبع ، أن ما تعرضت له القافلة الإنسانية المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية ومواد البناء يعتبر فصلا تصعيديا جديدا للغطرسة الإسرائيلية تجاه الأشقاء الفلسطينيين المحاصرين في غزة. وأضاف أنه بموازاة هذه الغطرسة الإسرائيلية والموقف المتصلب وغير المفهوم وغير المبرر لإسرائيل، يتوجب على الجميع اتخاذ موقف صارم والرد بقوة من أجل أن يعرف مستقبل القضية الفلسطينية تطورا إيجابيا وجديا. وقال الأمين العام لحزب البيئة والتنمية المستدامة ، السيد أحمد العلمي، إن هذه المسيرة التضامنية هي من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية ضد فلسطين عامة وقطاع غزة بصفة خاصة، معربا عن أمله في أن يعمل المنتظم الدولي على مواجهة هذه الممارسات المجحفة في حق الشعب الفلسطيني. ومن جانبه، اعتبر الأمين العام للحزب العمالي ، السيد عبد الكريم بنعتيق ، أن هذه المسيرة التضامنية للشعب المغربي هي "لحظة قوية" من أجل توجيه خطاب إلى العالم أجمع من أنه "حان الوقت لوضع حد لمعاناة الأشقاء الفلسطينيين، ورفع الحصار المفروض على غزة وإدانة الغطرسة الإسرائيلية". وأضاف السيد بنعتيق أن الهجمة الإسرائيلية على "أسطول الحرية" هي "عمل همجي وانتهاك لكل التقاليد والأعراف الدولية"، مشيدا بالتعبئة المطلقة للمجتمع المدني بالمغرب والخارج لصالح القضية الفلسطينية. وأكد السيد عبد الرحمان بنعمرو ، عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ، أن ما ارتكبته إسرائيل يعد جريمة ضد الانسانية وحرب إبادة جماعية تعاقب عليها القوانين الوطنية والدولية ، مشددا على ضرورة محاسبة الجناة أمام المحكمة الجنائية الدولية. ودعا من جهة أخرى، إلى ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته على أرضه المغتصبة وعاصمته القدس الشريف. ومن جانبه، قال السيد عبد القادر أدرار ، منسق المنتدى النقابي المغاربي ، إن هناك تحول في التعاطي مع القضية الفلسطينية مشيرا إلى أن غطرسة جيش الاحتلال الإسرائيلي تحولت، بعدا هذا الهجوم، إلى قضية إنسانية و"هذا هو الوجه الأساسي الذي يجب أن نقف عنده اليوم ليكون العالم إلى جانبنا ". وأعرب عن أمله في أن تلتقط الحركات السياسية والمدنية والفكرية هذه اللحظة وتعمل على توسيعها ودعهما وتأسيسها فكريا ونظريا وشعبيا. وأكدت السيدة أمينة بوعياش ، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ،أن المنظمة تدعو إلى قيام مجلس الأمن بإحالة المسؤولين الإسرائيليين على هذه المجزرة على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. وأضافت أن العدوان الذي اقترفته إسرائيل جريمة دولية ارتكبت في مياه دولية مشددة على أن الطريقة التي تدخل بها الجيش الإسرائيلي ضد نشطاء أبرياء تؤكد "الطابع العنصري" لإسرائيل. من جهته قال السيد عبد الإلاه بنعبد السلام ، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، إن هذه المسيرة رسالة من الشعب المغربي ، بجميع مكوناته السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية ، للتنديد بالجريمة التي اقترفها الجيش الإسرائيلي ضد سفن "أسطول الحرية ". وأضاف أن هذه المسيرة دعوة ، كذلك ، لفك الحصار على أهالي قطاع أهالي غزة الذين يعانون من التجويع وغياب كافة شروط العيش الكريم جراء الحصار المضروب عليهم من طرف قوات الاحتلال. ودعا إلى إعمال العدالة الدولية وتقديم المسؤولين عن هذا العدوان الشنيع إلى المحاكمة.