المشاركون في المنتدى الاجتماعي المغاربي يطلقون نداء من أجل فتح الحدود لتحقيق حرية التنقل والإقامة أطلقت هيئات المجتمع المدني والنقابات بالبلدان المغاربية الخمسة (المغرب، تونس، الجزائر، ليبيا وموريتانيا) مؤازرة بفعاليات حقوقية من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ومنظمات التضامن الدولي، فضلا عن أفراد من الجالية المغربية المقيمة بعدد من البلدان الأوربية، أول أمس الأحد، نداء عند المعبر الحدودي «زوج بغال» الفاصل بين المغرب والجزائر، مضمونه دعوة موجهة إلى القادة السياسيين لبلدان المنطقة من أجل فتح الحدود لتحقيق حرية التنقل والإقامة بل والعمل على إقامة كيان مغاربي موحد باعتبار الوحدة باتت حاجة فعلية للشعوب. النداء الذي شكل خلاصات فعاليات الدورة الثانية للمنتدى الاجتماعي المغاربي الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي بوجدة، تحت شعار»منطقة مغاربية أخرى وسياسة أخرى للهجرة ممكنتان»، طالب بفتح الحدود وحرية التنقل لمواطني البلدان المغاربية بل وللمهاجرين والمهاجرات الذين يعيشون بالمنطقة. كما توجه بالانتقاد للرؤية غير المتبصرة التي تتبناها البلدان المغاربية فيما يخص التعنت في بناء الوحدة متغاضين عما تسببه من كلفة بالغة على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى النفسية، الأمر الذي بات يشكل خسارة كبرى لحاضر ومستقبل شعوب المنطقة . الانتقاد والإدانة في هذا الصدد طالت الطابع التقهقري الذي تعرفه العلاقات بين بلدان المنطقة المغاربية، والتي كانت في الماضي قد تخطت كل الحواجز وخاضت معركة موحدة ضد الاستعمار، وتمكنت من إقامة هوية موحدة ومخيال مجتمعي تحرري، إلا أنها في الحاضر نهجت نهجا معاكسا لإرادة الشعوب. وعاب المشاركون في نص النداء الذي توصلت الجريدة بنسخة منه، سوء تقدير البلدان المغاربية التي كانت تحمل مطمح تسريع تحقيق إقامة فضاء جيوسياسي ديمقراطي، تسود فيه العدالة الاجتماعية والحرية، ويعزز التبادل بين الشعوب، ومنفتح وحاضن للمهاجرين والمهاجرات الذين يعيشون ويشتغلون بمختلف دول المنطقة المغاربية، لكنها عمدت على العكس من ذلك، ومنذ عقود، إلى تسريع التبعية للسوق العالمية على حساب اندماج تنموي جهوي مغاربي . وأكد المشاركون في هذا الصدد أن هذا الاختيار عاجز عن إعطاء نفس لدينامية مغاربية وحدوية في مستوى الرهانات الشاملة الإقليمية والدولية ومعبرة عن تطلعات شعوب المنطقة، مبرزين في هذا الإطار أن بناء مغرب الشعوب الغني بتعدده الثقافي، اللغوي والاجتماعي، يتطلب رؤية شمولية للمستقبل مرتبطة بفضاء بدون حدود بين البلدان المغاربية، ديمقراطي، يحترم حقوق الإنسان، وعددا من المبادئ الأساسية أهمها عدم الامتثال لإملاءات الخارج . وفيما يتعلق بموضوع الهجرة، سجلت فعاليات الهيئات المدنية قيام السلطات بالمنطقة المغاربية بإرساء سياسات أمنية تستهدف المهاجرين والمهاجرات الذين يعيشون فوق الأراضي المغاربية، معتبرين ذلك بأنه يمثل تعارضا مع التاريخ الذي يربط بين شعوب شمال إفريقيا وشعوب إفريقيا جنوب الصحراء، وضدا على المصالح المشتركة للتنمية والغنى الثقافي والحضاري. ودعا المنتدى المغاربي ساسة البلدان المغاربية إلى رفض السياسة الأوروبية الأمنية لكونها تقيم الجدران عوض بناء الجسور بين ضفتي المتوسط، والعمل على التنفيذ الكامل للاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية حقوق المهاجرين واللاجئين، والقيام بإغلاق كل أماكن احتجاز المهاجرين والمهاجرات وعدم تجريم من هم في وضعية بدون أوراق، هذا بالإضافة إلى العمل من أجل القضاء على مختلف أشكال العنف الممارس تجاه النساء المهاجرات اللواتي يتعرضن لإذلال خطير، مع ضرورة المتابعة القضائية بدون هوادة تجاه أي انتهاك لحقوقهن.