الوردي يشبه مستشفيات الأمراض العقلية بسجن «عكاشة» في تصريح صادم، أكد وزير الصحة الحسين الوردي، أن مستشفيات الأمراض العقلية بالمغرب عبارة عن سجون وأن وضعيتها كارثية، مضيفا أنه خلال زيارته لعدد من هذه المستشفيات، صدم للحالة الكارثية التي وجد عليها هذه المؤسسات ونزلائها. وقال المسؤول الحكومي خلال اللقاء التواصلي الذي عقده الأربعاء الماضي لتقديم حصيلة الوزارة، إنه «يخال لك وكأن الأمر يتعلق بسجن عكاشة، فالأوضاع بهذه المستشفيات أقرب إلى وضعية السجون منها للمراكز الصحية». وأكد الوزير، أنه لم يعد من المقبول الاستمرار في التغاضي عن هذه الأوضاع، وكشف عن مخطط وزارة الصحة الذي يرتكز على عنصري إعداد بنية تحتية ملائمة لاستقبال هذا النوع من المرضى، وتبني مقاربة إنسانية حقوقية للتكفل بالمصابين بالأمراض العقلية والمدمنين. وأوضح البروفيسور الوردي أن وزارة الصحة ستعمل على إنجاز مسودة قانون من أجل تحيين ظهير 1959 المتعلق بالصحة العقلية، وأنها أطلقت عملية توحيد وتحديث هياكل مصالح الصحة العقلية عبر إضفاء الطابع الإنساني، وتوفير المعدات، ودليل للإجراءات، مشيرا إلى أنه في إطار مخططها الاستراتيجي لسنوات 21012- 2016، ستقوم الوزارة بإدراج أدوية «بسيكوتروب» من الجيل الثاني والثالث ضمن قائمة الأدوية الأساسية في مجال الصحة العقلية، كما ستقوم بإعادة بناء وتجهيز ثلاثة مستشفيات للأمراض النفسية بكل من طنجة، تطوان، ووجدة، وتجهيز ثلاث مصالح للطب النفسي بكل من ميدلت، شفشاون والراشيدية بغلاف مالي يصل إلى 21 مليون درهم. وأضاف الوزير، أنه يتم أيضا العمل على تأهيل مستشفى الصويرة، فيما بدأت أشغال مستشفيات جديدة بكل من دمنات، القصر الصغير والعيون سيدي ملوك وتاوريرت، مشيرا إلى أن بناء 6 مستشفيات أخرى لازال في طور الدراسة، ويتعلق الأمر بمدن أكادير، القلعة، بني ملال، القنيطرة، آسفي ومكناس حيث خصصت لها ميزانية تفوق 9 ملايين درهما. وفيما يخص مرضى الإدمان على المخدرات، أفاد الوردي أن الوزارة أطلقت أشغال بناء مركز جديد للإدمان بأكادير، فيما تم إنهاء الأشغال بثلاثة مراكز بكل من مدن الناظور، تطوان ومراكش، معلنا أن الوزارة ستعمل على تقييم البرنامج الوطني للتقليص من مخاطر المخدرات وإطلاق الإستراتيجية الوطنية المتعددة القطاعات 2012- 2016، الإعلان عن نتائج الدراسة حول مدى انتشار خطر الإصابة بفيروس السيدا بين متعاطي المخدرات بالحقن في الناظور والتي تصل نسبة الانتشار فيها إلى 22٪، وذلك بمجرد الانتهاء منها. ويشار إلى أن مقاربة ظاهرة المصابين بالأمراض العقلية والمدمنين على المخدرات يطبعها قصور مزمن يرتبط في جانب منه بانحصار القدرة الاستيعابية للمستشفيات المتخصصة بالأمراض العقلية والنفسية، وقلة الموارد البشرية المؤهلة في هذا الاختصاص، ففضلا عن إقرار وزير الصحة بالوضعية الكارثية لمستشفيات ومراكز طب الأمراض العقلية، فإن وجه الكارثة يبرز بشكل جلي أيضا من خلال المقاربة التي تعتمدها السلطات الإقليمية والمحلية بعدد من الأقاليم والعمالات لمواجهة ظاهرة انتشار المصابين بالأمراض العقلية والمدمنين المشردين بالشارع العام، إذ غالبا ما تقوم بحملات موسمية تعمل خلالها على جمع هؤلاء المرضى وإبعادهم بشكل عشوائي عن المدن التي يتواجدون بها وذلك عوض وضعهم في المراكز الإستشفائية المتخصصة . وفي هذا الإطار عمدت السلطات الترابية بإقليم تطوان أوائل شهر رمضان الكريم على جمع عدد من المصابين بالأمراض العقلية والمدمنين وكل من صادفتهم في طريقها من هؤلاء المرضى،حيث أحالت بعضا منهم على المراكز الاستشفائية بالجهة، فيما أركبت الباقين حافلة انطلاقا من مدينة طنجة وأطلقتهم في الشارع العام على طول المسار الذي قطعته في وجهتها. وحسب بعض عائلات هؤلاء المرضى فإن معاناتها في البحث عن أبنائها الذين يتابع بعضهم علاجه بالمنزل العائلي تفاقمت،إذ على مدى ما يقرب الشهر طرقوا جميع الأبواب دون نتيجة، محملين المسؤولية للسلطات التي قامت بتعريض هؤلاء المرضى للضياع، والتي لم تتحمل حتى عناء إخبار عائلاتهم، خاصة بالنسبة للمرضى الذين أدلوا بأسمائهم.